بسبب قلة الموارد المائية من نهر الفرات شمال شرق سوريا، انخفض منسوب النهر إلى أدنى مستوياته منذ عقود، حيث انحسر نحو 500 متر وانخفض منسوبه إلى 5 أمتار حسب مقياس سد تشرين.تركيا التي تحتجز آلاف الأمتار المُكعّبة خلف سدودها الضخمة لا تضخّ سوى 200 متر مكعب من أصل 500 متر مكعب منصوص عليها في الاتفاقية بين سوريا وتركيا لتقاسم مياه النهر لعام 1987.ويظهر نهر الفرات وهو منحسر بشكل كارثي لمسافات شاسعة مما أدى إلى تضرر البشر والحيوانات والمزروعات، حيث يُعتبر الفرات من أهم الأنهار في سوريا والذي يُغذّي مئات القرى بمياه الريّ بالإضافة إلى تغذية المدن بالكهرباء، وهو مصدر أساسي لمياه الشرب.الفلاح أبو حسن الذي خسر مواسم زراعته بسبب انخفاض منسوب الفرات يقول في حديث لمنصة "المشهد": "جاء فصل الصيف ونفتقر إلى المياه لنسقي أراضينا ولا كهرباء، حتى الحيوانات أصبحت عطشى والسمك يطفو فوق سطح المياه"."كل شيء سيء هنا"وأضاف "رائحة الماء أصبحت كريهة لا نستطيع شربها أما خزّانات المياه فهي تُعادل أكثر من 15 ألف سوري ولا نملك إمكانات لشرائها، وخراطيم المياه لم تعُد كافية لسحب الماء بسبب انحسارها مسافة 200 متر، بينما تحول لون الزرع إلى الأصفر لأننا لا نملك المال لشراء خراطيم أطول ولا يوجد كهرباء منذ أيام وكل شيء أصبح سيء هنا".من جانبها، تلزم حكومة تركيا الصمت تجاه كل ما يحصل، مما يدفع الناس إلى المناشدة للخلاص من هذا الوضع.يقول العم حسن بقلب محروق واصفا معاناته: "إننا مّيتون بسبب تضرُّرنا من المياه والزراعة والحيوانات حتى مياه الشرب ليست متوفرة، تركيا قامت بتدمير سوريا، الحيوانات جائعة ولا يوجد حنطة ولا شعر ولا ماء لقد دمرونا تدميرا كاملا"، متسائلا: "ماذا يريدون من الفلاحين الفقراء.. لماذا يدمرون كل شيء؟".عنفات السد توقفت عن العمل بشكل كامل، فيما توقفت تغذية الكهرباء للمدن التي أصبحت غارقة في الظلام منذ أيام.ويقول مدير سد تشرين المهندس حمود الحمادين في تصريح لـ"المشهد" إنه "منذ ما يقارب العام والواردات أقل ما يمكن، والآن في السدود وصلنا إلى مناسيب ميّتة تماما أدت إلى إيقاف السّد للحفاظ قدر الإمكان على مياه الشرب ومياه الريّ وإنقاذ الموسم الزراعي لعام 2023".ويشير الحمادين إلى أن "الأثر الأكبر على المواطنين هو انقطاع التيار الكهربائي بشكل تام عن ما يقارب 7 ملايين مواطن، والأهالي يعتمدون على الفرات في مياه الشرب ولديهم صعوبة كبيرة في الحصول على المياه نتيجة انخفاض الخزان المائي للبحيرة، وبالتالي زيادة تركيز الملوّثات، وقد عزف الكثير عن الزراعة لصعوبة الحصول على المياه".أزمة مياه مستمرة، ولا حلول عملية في الأفق، أمر واقع يحرم السوريين من مياه الفرات ويخلق أزمة جديدة تضاف لأزماتهم المستمرة منذ عقد من الزمن(منبج - المشهد)