استقبل اليمنيون شهر رمضان المبارك، وسط طقوس لا تخلو من الفرحة والتكافل الاجتماعي، رغم منغصات الصراع المستمر في البلاد منذ نهاية 2014.ويعد هذا عاشر رمضان يعيش معه اليمنيون في ظل الصراع المتواصل بين الحكومة المعترف بها دوليا من جهة، ومسلحي جماعة "الحوثي" المدعومين من إيران من جانب آخر.ويأتي رمضان في ظل ظروف معيشية صعبة يعاني منها معظم اليمنيين، إلا أنها لم تحرمهم من استقبال هذا الشهر بحفاوة وترحيب كبير.وفي شهر رمضان يحرص اليمنيون على تحضير وجبات متنوعة، وتبادل الأطباق الغذائية بين المواطنين كطقس متوارث خلال شهر الصيام.ويستعد العديد من اليمنيين لهذا الشهر قبيل قدومه، من حيث توفير الإضاءة عبر الطاقة الشمسية، إضافة إلى تزيين المنازل، وتوفير بعض المستلزمات الغذائية المرتبطة برمضان.وبشكل متزامن، ثمة عديد من اليمنيين يحاولون صنع الفرحة دون أي استعداد لشراء متطلبات رمضان، نتيجة الفقر والظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها.فرحة وهدوءويعرب العديد من اليمنيين عن سعادتهم برمضان الذي سبق أن تم انتظاره وترقبه باهتمام منقطع النظير، لما فيه من أهمية كبيرة تعكس المكانة العظيمة لشهر الصيام في قلوب المواطنين.سلطان ثابت، في العقد الثالث من العمر، يقطن في تعز أكبر المحافظات اليمنية سكانا، يفيد بأن رمضان الحالي فيه كمية من الفرحة رغم جميع المنغصات التي خلفتها تداعيات الحرب.وأضاف ثابت وهو أب لطفلين: "يختلف رمضان الحالي عن الأعوام السابقة من حيث الهدوء والاستقرار النفسي، وهي منحة من الله لليمنيين الذين عانوا الكثير من المأساة".وأشار إلى أن اليمنيين عادة يحاولون عيش الشهر الكريم بنوع من التكافل وتبادل الزيارات ومشاهدة البرامج التلفزيونية الرمضانية كنوع من الترويح على النفس.تأتي هذه المشاعر، في ظل استمرار حالة التهدئة العسكرية في مختلف الجبهات الداخلية لليمن، بين القوات الحكومية و"الحوثيين"، منذ حوالي عامين، ضمن المساعي الدولية والأممية الرامية لحل الصراع في البلاد.بدورها، ترى اليمنية هدى الأحمدي (ربة بيت) مقيمة في ريف محافظة تعز ، أن شهر رمضان يأتي مع الرحمة الإلهية والاستقرار النفسي الذي يميزه عن بقية الشهور.وأضافت لوكالة الأنباء الألمانية، أن مختلف المحافظات اليمنية تعيش في أجواء جميلة بفعل الشهر الكريم الذي يفرح المواطنين ويعزز القيم الإيجابية لديهم.وأشارت إلى أن معظم الناس يقضون الشهر الكريم بتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب والأصدقاء، وصنع الخير، والتعاون على دعم الفقراء والمساكين.أما أم أنس، ربة بيت في العاصمة صنعاء، فتشير إلى أن شهر رمضان " يستلزم منا العيش في واقع مليئ بالرضا والقناعة رغما عن كل المكدرات" .وأضافت" أعاني من أمراض متعددة وما زال موضع الحقن الوريدية ظاهرة في جسدي ، ومع ذلك مستمرة في صيام هذا الشهر".وتابعت "الحمد لله دوما...من المهم أن نعيش مرحلة الرضا والكفاح في رمضان رغم كل المنغصات، ولا نستسلم للظروف".يشار إلى أن اليمن البالغ سكانه أكثر من 30 مليونا، يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، حيث بات معظم المواطنين بحاجة إلى مساعدات إنسانية.(د ب أ)