يعاني الجيش الأوكرانيّ نقصًا في عدد جنوده بعد حرب طويلة تخوضها قواته في الحرب مع روسيا.وفي هذا الإطار نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا أكدت فيه أنّ أوكرانيا تبحث خططًا لتجنيد المزيد من القوات في صفوف جيشها المنهك والمدمر بسبب الحرب.ووفقًا للصحيفة فإنّ الجنود الأوكران يقاتلون في خنادق موحلة متجمدة تقصفها المدفعية، أو في منازل محترقة ومدمرة، وأنّ معدلات الإصابة مرتفعة والمهام الخطيرة كثيرة أمامهم.وأقال الرئيس الأوكرانيّ فلوديمير زيلينسكي قائد جيشه الجنرال فاليري زالوزني الخميس، في وقت تعاني فيه كييف شحًا المساعدة الأميركية التي تعدّ أكبر مصدّر للأسلحة والذخيرة في البلاد.واندلعت احتجاجات صغيرة معارضة لاقتراح البرلمان الأوكراني، بتعديل قانون التجنيد ليشمل الرجال الأصغر سنًا، والذي ما زال مشروع قرار لم يُبتّ بتنفيذه حتى الآن.وفي إعلانه عن تعيين الجنرال أولكسندر سيرسكي لقيادة الجيش، قال زيلينسكي إنه يريد "فريق إدارة جديدًا" للقوات المسلحة، وأشار إلى البحث عن استراتيجية جديدة تأخذ في الاعتبار جنود الخطوط الأمامية المنهكين في الجيش الأوكراني، الذي يتألف من مليون رجل، والذي يخوض أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.واقترح زيلينسكي حلًا جزئيًا من خلال نقل المزيد من الجنود من المواقع الخلفية إلى القتال، لكنه أشار أيضًا إلى "نهج جديد للتعبئة والتجنيد"، من دون الخوض في التفاصيل.قانون التعبئةتمت الموافقة على مشروع قانون التعبئة بالقراءة الأولى في البرلمان الأوكراني، ومن شأنه أن يخفّض سن التجنيد إلى 25 من 27، ويشدد العقوبات على المتهربين من الخدمة العسكرية.تقوم أوكرانيا حاليا بتجنيد الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و60 عامًا، وبموجب الأحكام العرفية، يُحظر على جميع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا مغادرة البلاد، خشية اتخاذ قرار بتجنيدهم.يُعفى الرجال الذين لديهم 3 أطفال أو أكثر، ولكنّ الرجال الذين لديهم 3 أطفال أو أقل والذين تطوعوا، أو الذين توسعت أسرهم أثناء خدمتهم، لم يُسمح لهم بمغادرة الجيش.ويسمح مشروع القانون المطروح في البرلمان أيضًا بتسريح القوات بعد 3 سنوات من الخدمة، ما يشير إلى احتمال تأجيل لمدة عام تقريبًا من الآن، للجنود الذين يقاتلون منذ الهجوم في عام 2022. ومن المتوقع إقرار القانون هذا الشهر، وأكد ياروسلاف زيليزنياك، عضو حزب هولوس المعارض، أنّ القرار سيدخل حيّز التنفيذ في مارس.ترى الصحيفة أنّ تجنيد المزيد من الرجال في العشرينيات من العمر، نظرًا للخسائر المحتملة في المعارك، من شأنه أن يخاطر بتقليص عدد الولادات في هذا الجيل الصغير من الأوكرانيّين، ما يؤدي إلى انخفاض عدد الرجال في سن التجنيد وفي سن العمل، لعقود من الآن، وتعريض أمن البلاد واقتصادها في المستقبل للخطر.في خطوة واحدة لتخفيف مخاوف الرجال الذين يتم استدعاؤهم ولكنهم يريدون إنجاب أطفال، يدرس البرلمان مشروع قانون لدفع الفواتير الطبية للجنود الذين يرغبون في تجميد حيواناتهم المنوية، للسماح لشركائهم بالحمل إذا ماتوا في القتال.وكانت القرى في الغرب مصدرًا رئيسيًا لجنود الجيش الأوكراني، وكان الدعم للحرب أعلى في غرب البلاد منه في أوكرانيا بشكل عام، لكنّ فقدان أحبائهم الذكور أثّر سلبًا على العديد من العائلات.(ترجمات)