اتهمت روسيا أوكرانيا بشن هجوم، بطائرتين مسيرتين ليلا على الكرملين، يهدف إلى قتل الرئيس فلاديمير بوتين، وهذه أخطر تهمة وجهتها موسكو إلى كييف منذ بدء الحرب بينهما.الكرملين وصف الهجوم بالمحاولة "الإرهابية" لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، بينما نفت أوكرانيا علاقتها بالهجوم.وعلّق الرئيس الأوكراني على اتهام موسكو لبلاده بالهجوم على الكرملين قائلا إن بوتين بحاجة لتحفيز شعبه وهو لم يحقق انتصارات.وأضاف زيلينسكي "لا نهاجم بوتين أو موسكو بل نقاتل على أراضينا".حظر الطائرات المسيّرة من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف إن بوتين كان يعمل في مقر إقامته قرب موسكو الأربعاء. وأكد أنه سيشارك في استعراض يوم النصر في الحرب العالمية الثانية في الساحة الحمراء الأسبوع المقبل كما هو مقرر.على صعيد متصل، أعلن رئيس بلدية موسكو حظر تحليق الطائرات المسيّرة غير المصرح بها في أجواء العاصمة الروسية. وقال سيرغي سوبيانين في بيان إن تحليق المسيّرات محظور ما لم يتم الحصول على تصريح خاص من "السلطات الحكومية". يأتي ذلك في وقت أعلنت أوكرانيا أن استعداداتها لشن هجوم واسع النطاق "تقترب من نهايتها". لحدود كتابة هذه الأسطر لم يتم تحديد نوع الطائرات بدون طيار التي تم استخدامها لتأكيد من يقف وراء هذا الهجوم.لكن ما يتساءل عنه الرأي العام الآن هو كيف سيكون الردّ الروسي؟ هل يأمر بوتين قواته في أوكرانيا بمهاجمة المكتب الرئاسي وسط كييف؟ وهل يمكن أن يكون أنصار روسيا وراء الهجوم لتبرير هجمات مدمّرة لأوكرانيا؟انتقام روسيا من أوكرانياالحادث لن يمرّ بدون عقاب، فروسيا قالت إنها تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات انتقامية في أي وقت وفي أي مكان تراه مناسبا، فهل يكون المكان مكتب الرئاسة الأوكراني؟الخبير العسكري المصري سمير راغب يرى، في حديث لمنصة "المشهد"، أنه "في السابق، روسيا لم تضع اغتيال زيلينسكي أو الهجوم على مكتبه الرئاسي صوب أعينها".وفقاً لتحليلات العميد سمير فاستهداف الرئيس الأوكراني ليس صعبا على موسكو، لأن الرئيس الأوكراني يقوم بزيارات دولية كما يستقبل الكثير من الزيارات وينظم جولات في بلاده.أما بالنسبة لإمكانية زيادة أهداف "عمليتها العسكرية" في الداخل الأوكراني، فيقول المتحدث ذاته إن "روسيا لا تذخر أصلا أي جهد لتحقيق أهدافها العسكرية المحددة سابقا"، سواء قبل محاولة الاغتيال أو بعده.ويوجد الرئيس الأوكراني حاليا في فنلندا ويخطط للسفر إلى ألمانيا، حيث يدعو إلى مزيد من الدعم العسكري من حلفاء كييف الغربيين.ويعتبر الخبير العسكري أن ما قد نشهده أكثر بعد محاولة اغتيال بوتين هو زيادة الضغط على العاصمة الأوكرانية كييف.وكشف العميد سمير عن مسارات الحرب بعد حادث هجوم الكرملين، ولخّصها فيما يلي:سيكون هناك ضغط روسي أكبر على مدن التي تغذي كييف مثل سومي وتشيرنيهيف.سيكون هناك استهداف لمدن مثلا بها محطات الكهرباء التي تنير العاصمة الأوكرانية.موسكو ستقوم بالتضييق على كييف تحديدا فيما يتعلق باستقبال الوفود الغربية.لن تسمح روسيا لكييف باستقبال زعماء ومسؤوليين خارجيين لتزيد من عزلة زيلينسكي.ويقول العميد سمير إن استهداف بوتين: "هذا أمر كبير جدا بالنسبة للروس وخروج على قاعدة الاشتباكات".تداعيات خطيرة جدا"لهذه المحاولة نتائج خطيرة جدا لأنها حدثت داخل أسوار الكرملين"، يوضح الدكتور عمرو الديب، أستاذ مساعد في معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي التابع لجامعة لوباتشيفسكي الروسية.ويضيف الديب في تصريح لمنصة "المشهد":الكرملين يحظى بمكانة عالية جدا ليس فقط في الداخل الروسي ولكن أيضا في العالم وبالتالي استهدافه أمر خطير جدا.في الأيام القادمة سيكون هناك بالتأكيد ردود قوية من الجانب الروسي لكن لا يمكننا معرفة حجم أو شكل هذه الردود. لكن ما نستطيع أن نقول هو أن الرد الروسي سيكون متكافئا للهجوم على الكرملين ومحاول اغتيال الرئيس.الرد الروسي سيتناسب مع طبيعة الهجوم وحجم خطورته سواء في الداخل الأوكراني أو على مستوى العلاقات الروسية مع الغرب.ويقول المتحدث ذاته: "يمكن بالفعل استهداف زيلينكسي نعلم أنه تم تقديم ضمانات شخصية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بعدم المساس بشخص زيلينسكي وبعد ذلك تم نقل هذه الضمانات إلى زيلينسكي ثم بدأ يخرج من مخابئه ويتحرك بشكل طبيعي ولكن يبدو أن زيلينسكي سيعود إلى مخابئه مرة أخرى".ويؤكد الديب أن "لروسيا الحق القانوني في استهداف زيلينسكي بعد محاولة استهداف بوتين".الحرب بين روسيا وأوكرانياوفي ظل التقارير الأوكرانية والغربية التي تشير إلى قرب هجوم أوكرانيا المضاد، للخبير العسكري المصري رأي آخر:باخموت على وشك السقوط في يد الروس وباقي المحاور جنوب باخموت مثل مارينكا وأيضا تشاسوف يار في الغرب.استعدادات الجانب الأوكراني لشن هجوم مضاد غير مكتملة لأن كييف تنتظر اكتمال ترسانتها الهجومية مثل دبابات أبرامز الأميركية.المواجهات ستشتعل في منتصف مايو لأنه سيكون هناك معارك تصادمية بمعنى أن طرفي الصراع في حالة هجوم ضد العدو.واعتبر العميد سمير أنه في مايو ستكون هناك معارك طاحنة، حسب قوله. في المقابل اعتبرت أوكرانيا أن لدى موسكو خشية كبيرة من بدء هجمات أوكرانيا على طول خط الجبهة.وترى أن فرض حظر تجول في مدينة خيرسون الواقعة على خط المواجهة في جنوب أوكرانيا من ضمن مؤشرات استعداد موسكو لهجوم مضاد.وتعدّ المنطقة المحيطة بباخموت في دونباس، مركز المعارك بين الدولتين لأشهر عدة.وللخبير في العلاقات الدولية الدكتور عمرو الديب تحليل لسير المعارك التي يرى أنها تصب حاليا في مصلحة الروس.ويشير إلى أن القيادة الأوكرانية ارتأت أن يتم استخدام المسيّرات من أجل إحداث خلل أو توتر داخل موسكو وتحديدا داخل الكرملين.وكشف الديب أن هذا مؤشر على عدم مقدرة أوكرانيا في بدء هجوم الربيع وعدم جاهزيتها رغم أن الهجوم المضاد كَثُر الحديث عنه من طرف الصحافة الغربية."بات السلاح الأوكراني يستهدف الداخل الروسي من خلال المسيرات لكي يتم التأثير على ما يحدث في الجبهة وبالتأكيد اختيار وقت قريب من عيد النصر هدفه هو التأثير على الحالة النفسية للروس"، يختم الدكتور عمرو الديب تصريحه. هل هاجمت روسيا نفسها؟من جانبه، قال المسؤول الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك لوكالة رويترز إن كييف لا علاقة لها بالحادث المزعوم.وأشار في تغريدة على "تويتر" إلى أن مزاعم روسيا كذب، قائلا: "من الواضح أن روسيا تستعد لهجوم إرهابي واسع النطاق".في السياق، قال مستشار وزير الشؤون الداخلية الأوكراني أنطون جيراشينكو، إن من المرجح أن أنصار روسيا كانوا وراء الهجوم.وكتب على تويتر: "ظهرت معلومات تفيد بأن الطائرة بدون طيار على الكرملين أطلقها أنصار روس من منطقة موسكو".ولم يقدّم الكرملين أي دليل من الحادث المبلغ عنه.من جانبها أعلنت الولايات المتحدة أنها تتعامل "بحذر كبير" مع تصريحات روسيا بشأن الهجوم.وأظهر مقطع فيديو لم يتم التحقق منه تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية دخانا يتصاعد خلف قصر الكرملين الرئيسي في القلعة المحاطة بالأسوار بعد الحادث.تم نشر الفيديو في الساعات الأولى من يوم الأربعاء على مجموعة لسكان الحي الذي يواجه الكرملين عبر نهر موسكفا والتقطته وسائل الإعلام الروسية.ورأى المسؤول الأوكراني أن هجوما مماثلا في حال كانت كييف من نفذه "لن يعالج أي مشكلة عسكرية"، مع استمرار موسكو في السيطرة على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية.وتابع المستشار الرئاسي "على العكس، هذا الأمر سيشجع روسيا على أعمال أكثر تطرفا بحق سكاننا المدنيين".سلسلة هجمات تستهدف روسياوقبل إسقاط المسيّرتين فوق الكرملين، التهمت النيران في روسيا ليل الثلاثاء الأربعاء مستودع محروقات في قرية فولنا الروسية بمنطقة كراسنودارسكي قرب شبه جزيرة القرم. وقال فينامين كوندراتييف حاكم منطقة كراسنودارسكي كراي حيث تقع القرية إنّ "النيران اشتعلت في خزّان يحتوي على منتجات نفطية في قرية فولنا في منطقة تمريوكسكي. لقد كان الحريق على درجة عالية من الخطورة"، من دون أن يوضح سببه. وأضاف "بحسب المعلومات الأولية، لم يسقط قتلى أو جرحى" من جراء الحريق. ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن مصدر في أجهزة الانقاذ أن الحريق سببه "سقوط طائرة مسيّرة". وفي الأيام الأخيرة، تعرّضت روسيا وشبه جزيرة القرم لسلسلة هجمات لم تعلن كييف مسؤوليتها عنها.خلال 4 أيام، أدّى انفجار عبوّتين ناسفتين إلى إخراج قطاري شحن عن مسارهما قرب الحدود الأوكرانية، كما تضرّر خط للتوتر العالي، فيما تسبّب هجوم بطائرة مسيّرة في اندلاع حريق هائل في مستودع للنفط في القرم. يثير تكثف هذه الهجمات وأعمال "التخريب" مخاوف من أن تلقي بثقلها على احتفالات يوم النصر في 9 مايو والتي يعلّق عليها الكرملين أهمية.(المشهد)