كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دفع لشن هجوم على رفح الأسبوع الماضي، لكن حكومة الحرب الإسرائيلية عارضت ذلك.وبحسب الصحيفة، تشير العديد من تصرفات رئيس الوزراء نتانياهو إلى وجود دافع خفي لتأخير الصفقة، وعلى الرغم من ذلك نفى مكتبه مثل هذه الادعاءات، فإن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إن "حماس" عندما كانت قريبة من الموافقة على الاقتراح، بدأ نتانياهو الاستعداد لعملية عسكرية في رفح على الرغم من اعتراض مجلس الحرب.عملية عسكرية في رفحوكان نتانياهو اقترح خلال اجتماع مجلس الوزراء الحربي يوم الخميس الماضي بدء العملية العسكرية في رفح في أسرع وقت ممكن وتنفيذ الاستعدادات لها. وقال مصدر مطلع على التفاصيل، إن جميع الحاضرين في الاجتماع، بما في ذلك وزراء الحرب، اعترضوا على اقتراح نتانياهو، وتم رفضه.وعندما تم استطلاع آراء الحاضرين، قال البعض إن عملية رفح ستضع حداً للمفاوضات مع "حماس"، وقال آخرون إنه لا ينبغي اتخاذ مثل هذا القرار من دون خطة لمستقبل غزة أو بسبب اعتراضات الولايات المتحدة على عملية في غزة. ويلقي اقتراح نتانياهو بظلال من الشك على مزاعم مكتب رئيس الوزراء بأنه لم يثر صعوبات ضد التوصل إلى اتفاق انطلاقا من مصالح سياسية.وإلى جانب إخلاء رفح، حاول نتانياهو الدفع بإجراءات أخرى تشير ضمناً إلى موقفه من المفاوضات. ووفقا لمصادر رفيعة المستوى، سعى نتانياهو في اجتماع مجلس الوزراء الحربي الذي عقد قبل أسبوعين، إلى الحد من التفويض الممنوح لكل من نيتسان ألون، ورئيس الموساد ديفيد بارنيا، ورئيس الشاباك رونين بار، ممثلي المفاوضات الإسرائيلية. وقال مصدر حاضر في الاجتماع إن نتانياهو طلب إضافة مراحل مختلفة إلى المفاوضات تتطلب موافقة الحكومة، وهو ما من شأنه تأخير العملية.تخريب المفاوضاتوحدد الاجتماع رقما مختلفا عن عدد الأسرى الـ33 الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة، والتي تمت مناقشتها بشكل علني. ونظراً لحساسية القرار وتأثيره المحتمل على المفاوضات في حال أصبح علنياً، فقد تقرر عدم عرضه على الحكومة الموسعة التي انعقدت في وقت لاحق من ذلك اليوم. ولكن، كما أفاد موقع الأخبار الإسرائيلي "Ynet"، في بداية الاجتماع الموسع لمجلس الوزراء، قدم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش المعلومات السرية. وبعد ذلك بوقت قصير، تسربت معلومات جزئية إلى وسائل الإعلام حول الحد الأدنى لعدد الأسرى الذي ستقبله إسرائيل في الصفقة. وتعتقد بعض المصادر العسكرية والدبلوماسية أن نتانياهو أبلغ سموتريتش بالتفاصيل السرية، ثم قام بتسريبها لتخريب المفاوضات. ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها صحيفة "هآرتس"، التقى نتانياهو بسموتريتش بين اجتماع مجلس الوزراء الحربي واجتماع مجلس الوزراء الموسع.ونفى مكتب رئيس الوزراء هذا الأسبوع مزاعم بأن نتانياهو يحاول تخريب المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى لدوافع سياسية. وجاء في البيان أن "الادعاء بأن رئيس الوزراء، وليس "حماس"، هو الطرف الذي ينسف صفقة إطلاق سراح الأسرى هو كذب كامل وخداع متعمد للشعب الإسرائيلي".(ترجمات)