كشفت وسائل إعلام تركية أن رئيس الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، سيلتقي بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال الأيام المُقبلة. وأكدت صحيفة "ديلي صباح" التركية، أن قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، سيقوم بأول زيارة خارجية له إلى تركيا في الفترة المقبلة، وهذه الزيارة بحسب مراقبين، ستناقش قضايا مشتركة بين الجانبين وبالتحديد ملف الأكراد وقوات حزب العمال الكردستاني. ويرى محللون أن إردوغان يرسم خطة القضاء "قسد" مع الشرع ويسعى لأن تكون الإدارة السورية الجديدة هي الأداة التي ستنفذ ذلك السيناريو، بينما يرى آخرون أن الشرع لا يستطيع تنفيذ السيناريو العسكري الذي تهدد به تركيا لأنها لا تقدر على السيطرة على مناطق الأكراد شمال سوريا.تفاهمات بين إردوغان والشرعفي التفاصيل، قال المحلل السياسي التركي، رسول توسون، إنّه ليس هناك مواعيد محددة سواء لزيارة إردوغان إلى سوريا أو زيارة أحمد الشرع إلى تركيا، لافتا إلى أنه من المهم أن يتبادل الطرفان الزيارة فيما بينهما. وأكد في مقابلة مع قناة "المشهد" أن تركيا لن تسمح بوجود أي قوات تابعة للأكراد على حدودها، مشيرا إلى أن قوات "قسد" هي امتداد لقوات حزب العمال الكردستاني. وأشار إلى أن الإدارة السورية الجديدة توافق تركيا على هذا القرار وذلك للحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، مبينًا أن تركيا وأميركا هما الدولتان اللتان لهما القدرة على التفاوض بشكل تواجد القوات الكردية في شمال سوريا. وأوضح أن أميركا هي التي مدت قوات "قسد" بدعم عسكري ودبلوماسي خلال السنوات الماضية، مشير إلى احتمالية أن تكون هناك مفاوضات بين أنقرة وواشنطن خلال الفترة المقبلة. وقلل المحلل السياسي التركي من أهمية الدور الفرنسي في سوريا، قائلا "فرنسا لديها نفوذ سياسي على لبنان ولكن في سوريا فالوضع مختلف خصوصا بعد سقوط نظام بشار الأسد أصبحت تركيا هي اللاعب الرئيسي في المشهد السوري الحالي".خطوة غير موفقةمن جانبه، قال المحلل السياسي السوري، حسين عمر، إن قرار الشرع بزيارة تركيا سيكون غير موفق وكان من الأولى أن يزور دولة عربية في أولى جولاته الخارجية، لافتا إلى أن الدول العربية هي التي دعمت الثورة السورية في حين قامت تركيا باستغلالها فقط. وانتقد عمر في مقابلة مع "المشهد" الدور التركي في الثورة السورية بقوله "كل العناصر الإرهابية التي دخلت سوريا خلال السنوات الماضية كانت عبر الأراضي التركية... تركيا الآن تدعم عناصر لقتال قوات سوريا الديمقراطية التي ليست لها علاقة بأي قوات كردية في تركيا". ورأى المحلل السوري إلى أن أحمد الشرع الآن يمثل جميع فئات الشعب السوري، لافتا إلى استمرار المعارك ضد أبناء الشعب السوري في شمال البلاد بدعم تركي. وحذّر من رضوخ الإدارة السورية الجديدة للضغوط التركية الخاصة بالأكراد في الشمال، موضحا أن هذه الخطوة ستشكل أزمة كبيرة في سوريا خلال المستقبل.صفقة مُرتقبةبدوره، قال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور أيمن الدسوقي، إنه يجب الاعتراف بأوزان النفوذ الخارجي في سوريا والمتمثل في تركيا وأميركا، لافتا إلى أن واشنطن حليفة لأنقرة وكذلك هي حليفة لقوات "قسد". وأضاف في مقابلة مع "المشهد" أن التحالف الأميركي مع تركيا أقوى من تحالفها مع أكراد شمال سوريا وبالتالي ربما تكون هناك صفقة في المستقبل لحسم أوضاع الأكراد في شمال سوريا. وأشار إلى أن تصريحات الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب، ربما ترجح حسم صفقة يتمتع الأكراد بموجبها بحكم ذاتي في مناطقهم ولكن دون حمل السلاح.(المشهد)