لعل الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لتل أبيب وواشنطن هو أن وكلاء إيران أصبحوا أكثر عدوانية من أي وقت مضى، مع الهجمات الصاروخية المنتظمة على شمال إسرائيل من قبل "حزب الله" ومع "الحوثيين" في اليمن الذين يهدّدون السفن الإسرائيلية، وفق ما جاء في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية.بالنسبة لإسرائيل في غزة، فإن المخاطر قد تنبع من التقليل من تقدير "حماس" نفسها، وتعزيز الحركة عن غير قصد وإضعاف التماسك الداخلي، والفشل في الانتقال من الحرب إلى الحكم في القطاع، وتقويض علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة. فمن بين قوة "حماس" التي يبلغ قوامها نحو 25 ألف مقاتل والتي كانت موجودة قبل الهجوم الإسرائيلي على غزة، تزعم إسرائيل أنها قتلت نحو 7 آلاف من كوادر الحركة حتى منتصف ديسمبر، بما في ذلك قادة عمليات رئيسيين.ردع إسرائيليويقول تقرير المجلة إن إسرائيل تسعى أن "تكون قادرة على هزيمة أو ردع كل من حماس وحزب الله". وأضاف: "في الجنوب بالقرب من غزة، سوف تتطلب استعادة الثقة هزيمة شاملة وواضحة لحماس، وفي الشمال، سوف يستلزم ذلك قيام حزب الله بنقل المزيد من وحدات النخبة من قوات الرضوان بعيداً عن حدود إسرائيل لضمان عدم وقوع أي هجوم مفاجئ". وحتى الآن، شن "حزب الله" هجمات محدودة على إسرائيل لإظهار التضامن مع "حماس". وردت تل أبيب بزيادة تواجدها العسكري على طول الحدود وتنفيذ هجمات صغيرة النطاق تهدف إلى إبعاد "حزب الله" عن حدودها، وإظهار التصميم الإسرائيلي من خلال الاستخدام المحدود للقوة. ومن الممكن أن يخرج تبادل إطلاق النار عن نطاق السيطرة بسهولة، بل وقد تقرر إسرائيل أنها في حاجة إلى مهاجمة "حزب الله" من أجل إنهاء التهديد الذي يشكله، بحسب التقرير. وأكد التقرير أنه عند نقطة ما، سوف تُنهي إسرائيل عملياتها العسكرية المكثفة في غزة، إما لأنها دمرت "حماس" إلى حد كبير أو لأن التكلفة من الأرواح والأموال ومكانتها الدولية، أثبتت أنها باهظة للغاية. وأشار إلى أنه هذه النقطة، ولتجنب التحول إلى قوة احتلال لسكان معادين، ومنع الفوضى على حدود غزة، ومنع "حماس" من إعادة تجميع صفوفها، فسوف تحتاج إسرائيل إلى تسليم بعض الحكم في غزة على الأقل إلى كيان فلسطيني. دعم عسكري أميركي في الحرب الحالية، تعتمد إسرائيل على الولايات المتحدة للحصول على الذخائر. وتقدم الولايات المتحدة أيضًا الدعم المالي الذي تشتد الحاجة إليه وهو أمر حيوي لردع إيران وإيقاف مجموعات مثل "الحوثيين" في اليمن، الذين حاولوا مهاجمة إسرائيل. ويحاول بايدن إدارة الحزب الديمقراطي المنقسم، الذي يعارض معظمه دعمه القوي لإسرائيل، في حين يمارس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالفعل لعبة سياسية من خلال علاقته الحاسمة مع واشنطن. فقد مارست الولايات المتحدة الضغوط على إسرائيل لحملها على الحدّ من الخسائر في صفوف المدنيين في عملياتها العسكرية وتجنب التصعيد مع "حزب الله"، في حين يعتقد إسرائيليون عدة أنهم في حاجة إلى تدمير "حماس" بالكامل، حتى لو قُتل مدنيون فلسطينيون كثُر في هذه العملية. يمكن لهذه الفجوات السياسية والاستراتيجية أن تقسم الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يترك الأخيرة أكثر عزلة على المستوى الدولي ومن دون الدعم العسكري الذي تحتاجه.(ترجمات)