في خطوة تسهم في تحقيق مساعي الإدارة السورية لتوحيد الفصائل وبسط سيطرتها على كامل البلاد، أعلن "اللواء الثامن" الذي يقوده أحمد العودة في درعا جنوب سوريا، حلّ نفسه بشكل كامل وتسليم مقدراته العسكرية والبشرية لوزارة الدفاع السورية. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، دخلت قوات الأمن العام ووزارة الدفاع إلى مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، في إطار تنفيذ اتفاق أمني تم التوصل إليه مؤخرًا.حلّ اللواء الثامن وللوقوف على آخر التطورات في هذا الشأن، قال نائب مدير إدارة التوجية المعنوي في الجيش الوطني السوري سابقًا، ورئيس مجلس محافظة درعا سابقًا، عصمت العبسي، للإعلامية آسيا هشام في برنامج "المشهد الليلة" المُذاع على قناة ومنصة "المشهد": "هذه الخطوة التي قام بها اللواء الثامن، هي خطوة تسارعت وتيرتها بسبب ما جرى في بصرى الشام خلال اليومين الماضيين، لكنّ القرار بحل اللواء ودمجه بوزارة الدفاع، كان قرارًا قد اتخذ منذ اللحظات الأولى، بالتالي قرار الاندماج ضمن الوزارة كان قرارًا حتميًا". وتابع قائلًا: "فعليًا لم يكن هناك قرار من قيادة اللواء وكان هناك تردد كبير قبل حل اللواء، الأمر الذي أدى إلى مقتل قيادي من قيادات بصرى الشام، وإلى إثارة حالة من الاحتقان الشعبي ومطالبات من قوات الأمن بضرورة حفظ السلم الأهلي". خطة زمنيةوأردف بالقول: "في ما يتعلق بالمقرات العسكرية والعتاد العسكري والآليات والسلاح المتوسط، كل هذا تم تسليمه مباشرة إلى وزارة الدفاع، وتلك المقرات تشغلها الآن بالفعل قوات الوزارة، أما في ما يتعلق بباقي عناصر اللواء الثامن، لم يتم حتى هذه اللحظة ضمهم بشكل رسمي إلى الوزارة، وطلب منهم العودة إلى منازلهم وانتظار القوائم تباعًا لضمهم، ضمن خطة زمنية كانت موضوعة أصلًا". واستطرد قائلًا: "ما جرى كان بهدف إزالة حالة الاحتقان والاحتكاك بين مكونات اللواء الثامن، وسكان بصرى الشام سوف يلاحظون الفرق بشكل كبير في هذا الصدد، ومن المعلوم أنّ كل فصيل كان له منطقة نفوذ ومنطقة سيطرة، ودخول الدولة إلى تلك المناطق كان يجري بشكل تدريجي، لكنّ بصرى الشام باتت اليوم تحت سلطة الدولة بشكل كامل، وتحت سلطة قوى الأمن ووزارة الدفاع بشكل مباشر".وأضاف: "تدخلت وزارة الدفاع بسبب الخلاف الذي حصل ضمن اللواء الثامن، حتى تزول حالة الاحتقان الشعبي وحتى لا يقع أيّ اقتتال داخلي، واستلمت الوزارة المقرات والسلاح، وبقي السلاح الفردي مع العناصر المتوقع أن يتم ضمهم إلى الوزارة تدريجيًا بحسب الخطة الموضوعة لإلتحاقهم".وختم قائلًا: "اللواء الثامن هو أكبر وأكثر التشكيلات العسكرية قوة في الجنوب السوري، ودخوله تحت مظلة وزارة الدفاع والأمن العام، سينهي من دون أدنى شك، حالة البروبغندا الإعلامية التي كانت تمارس في الجنوب والتي كان يتاجر بها البعض".(المشهد)