أثارت تصريحات أدلى بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لإحدى الصحف الفرنسية، بشأن شروط التطبيع مع إسرائيل الكثير من الجدل، خصوصًا وأنّ بلاده لا تعترف بتل أبيب ولا تُقيم أيّ علاقات دبلوماسية معها. صحيفة "لوبينيون" الفرنسية نقلت عن الرئيس الجزائري قوله، إنّ "بلاده قد تكون مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في اليوم نفسه الذي ستقوم فيه دولة فلسطينية".ومن المعروف أنّ الجزائر لا تعترف بإسرائيل ولا تربطها بها أيّ علاقة دبلوماسية، لا بل لم يتم إطلاق أيّ محاولات لفتح حوار في الماضي، وذلك لسبب واضح وهو أنّ الجزائر لطالما اشترطت قبيل أيّ خطوة نحو التطبيع مع إسرائيل، قيام دولة فلسطينية مستقلة تكون القدس الشرقية عاصمة لها. ومع الحرب الإسرائيلية في غزة، لعبت الجزائر دورًا بارزًا خصوصا من خلال موقعها كعضو غير دائم في مجلس الأمن، حيث استغلت الجزائر هذا الموقع لمواصلة الضغط الدبلوماسي على إسرائيل، وقادت جهودًا لإدانة الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع. إجابة على هذا التساؤل، أوضح تبون موقفه بشأن التطبيع مع إسرائيل وربطه بقيام دولة فلسطينية بقوله، إنّ "موقف الجزائر يتماشى مع منطق التاريخ، مؤكدًا أنّ همّ الجزائر الوحيد هو إقامة الدولة الفلسطينية".تبون وشروط التطبيع مع إسرائيلوفي هذا الشأن، قال عضو مجلس النواب الجزائري الدكتور علي ربيج للإعلامي رامي شوشاني في برنامج "المشهد الليلة" الذي يُعرض على قناة ومنصة المشهد: تصريح الرئيس الجزائري للصحيفة الفرنسية فيه الكثير من الرسائل، ليست فقط في ما يتعلق بمسألة التطبيع مع إسرائيل، ولكن فيه أيضًا رسائل موجهة للفرنسيين والأميركيين والروس والصينيين، بمعنى أنّ الرئيس استعرض المواقف الدولية للجزائر وتناول الكثير من القضايا الأخرى.لا شك أنّ ملف التطبيع الذي تناوله الرئيس تبون كان أكثر إثارةً من غيره وفرض نفسه على الملفات الأخرى، نظرًا للموقف التاريخي للجزائر حكومةً ورئيسًا وشعبًا، فنحن ضد أيّ شكل من أشكال التطبيع إلا بشروط مسبّقة ومعروفة، وهذه الشروط موثقة في جامعة الدول العربية، خصوصًا بعد المبادرة التي قادها الراحل الملك عبد الله، ملك المملكة العربية السعودية، في ما يتعلق بحل الدولتين وأنّ الأرض مقابل السلام.دولة فلسطينية "كاملة الحقوق"وأضاف: "كان الرئيس تبون واضحًا في مسألة إمكانية تطبيع الجزائر مع الكيان الصهيوني، حيث قال إنّ ذلك ممكن أن يتم بشرط واحد وهو حل الدولتين وأن تُقام دولة فلسطينية كاملة الحقوق، وهنا أريد التركيز على كلمة "كاملة الحقوق"، يعني أن يكون هناك جيش حر ومستقل للدولة الفلسطينية".واستطرد قائلًا: "الحديث عن جيش فلسطيني حر ومستقل ليس شرطًا تعجيزيًا، لأنّ تحقيق ذلك هو حق مكتسب للشعب الفلسطيني، وكلنا يعلم أنّ الكيان الصهيوني كيانٌ مغتصبٌ للأراضي الفلسطينية، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يقرر حريته واستقلاله، وأستغرب أننا اليوم نريد أن نساوي بين الجلاد والضحية، والكيان اليوم وخصوصًا بعد طوفان الأقصى، كشف لنا عن وجهه الحقيقي بأنه لا يريد السلام".وختم قائلًا: "الإدارة الأميركية تعرف مكانة وأهمية الجزائر، وقبل أسبوع فقط تم توقيع مذكرة تفاهم بين الجزائر وقائد القاعدة العسكرية الإفريقية، وهذا دليل على أنّ الولايات المتحدة الأميركية تدرك أهمية مكانة الجزائر، ونحن لا نملك أيّ عداء مع إسرائيل ولا مع الشعب الإسرائيلي ولا مع اليهود في العالم، نحن فقط نقف إلى جانب المظلوم أي إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يقاوم من أجل أن تكون له دولة". (المشهد)