العلاقات الجزائرية الفرنسية قد تشهد تحسنا خلال الفترة القادمة بعد ظهور مؤشرات جديدة في هذا الصدد تشير إلى رغبة ثنائية في الابتعاد عن التصعيد وتجاوز حالة التوتر السائدة بين البلدين في الوقت الحالي. هذه آخر تطورات العلاقات الجزائرية الفرنسية.العلاقات الجزائرية الفرنسيةاستعداد الفاعلين السياسيين للعب دور الوساطة بين الجزائر وباريس، والزيارة المقررة إلى الجزائر من قبل وزير الشؤون الخارجية، جان نويل بارو، تشير إلى استئناف اللغة عبر القنوات الدبلوماسية.ووفق وسائل إعلام فرنسية فهناك مؤشرات عديدة على الرغبة في تخفيف التوتر بين الجزائر وفرنسا على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، بعد المداخلة الإعلامية للرئيس تبون، التي بثها التلفزيون الجزائري مساء السبت.وكشفت صحيفة "لوفيغارو" يوم الاثنين معلومات عن رحلة "محتملة" لبارو إلى الجزائر العاصمة في مقال مخصص للعلاقات الجزائرية الفرنسية."صباح الأحد في باريس، خلف كواليس الدبلوماسية، لم يخف بعض الرضا"، تقول الصحيفة التي تستحضر بلهجة حذرة "كل شيء لا يزال هشا للغاية"، لكنه "أخف قليلا" مما كان عليه قبل 10 أيام. وأضافت: "لقد تم إرسال جميع الرسائل التي تشير إلى أننا مستعدون للحوار مع بعضنا البعض". وقال الرئيس الجزائري السبت إن ملف العلاقات بين الجزائر وفرنسا تجري مناقشتها بالتنسيق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معتبرا أنه يبقى "المرجع الوحيد" في هذه العلاقة.وأوضح تبون: "نحتفظ بالرئيس ماكرون كمرجعنا الوحيد. نحن نعمل معا. صحيح أنه كانت هناك لحظة من عدم الفهم، لكنه يظل رئيسا للجمهورية الفرنسية، وشخصيا، يجب حل جميع المشاكل إما معه أو مع الشخص الذي يفوضه، وهو في هذه الحالة وزير خارجيته، وهو محق في ذلك". وأشار أيضا إلى أن الجزائر وفرنسا "دولتان مستقلتان: قوة إفريقية وقوة أوروبية ورئيسان يعملان معا. وكل شيء آخر لا يعنينا".وبعد أن تحدث الرئيس تبون عن وضع العلاقات بين البلدين، لم يستغرق رد فعل المسؤولين الفرنسيين وقتا طويلا. أول رد فعل جاء يوم الأحد في موقع تصوير برنامج "Grand Rendez-vous Europe 1/Cnews/LesEchos".وأعربت ضيفة البرنامج، المتحدثة باسم الحكومة صوفي بريماس، عن تفاؤلها بشأن احتمال تخفيف التوترات بين البلدين. وقالت ردا على تعليقات الرئيس تبون: "إنها إشارة جيدة". بالنسبة لصوفي بريماس، يمكن أن تكون كلمات رئيس الدولة "خطوة أولى نحو استئناف الحوار وتطبيع" العلاقات الثنائية. وقالت: "نحن عازمون على العودة إلى العلاقات الطبيعية مع الجزائر".كما تحدثت شخصيات سياسية فرنسية تتميز بموقف بعيد عن أي عداء تجاه الجزائر للدعوة إلى التهدئة.أبدت سيغولين رويال، التي تمت دعوتها على قناة "BFMTV" يوم الأحد 23 مارس، استعدادها للعب دور الوسيط بين فرنسا والجزائر. وشددت على دور الدبلوماسية في تحسين العلاقات السياسية بين البلدين.وقالت: "يجب ألا نتخلى أبدا عن نوعية العلاقات الدبلوماسية"، معربة عن رغبتها في أن يمنح رئيس الجمهورية "عفوا رئاسيا” للكاتب بوعلام صنصال، الذي من المنتظر أن يصدر الحكم عليه في محاكمته غدا الخميس. وأضافت السيدة رويال، التي لا تتجاهل حقيقة أن الرئيس الجزائري يعتبرها من بين الشخصيات ذات المصداقية داخل المشهد السياسي الفرنسي، "وأنا مستعدة للعمل في هذه الوساطة، حيث تم الاستشهاد بي كـ م.د.دو فيلبان وجان بيير رافاران".وكانت سيغولين رويال واحدة من تلك الأصوات في فرنسا التي دعت إلى تجنب تصعيد التوتر مع الجزائر من خلال التذكير بمسؤولية فرنسا فيما يتعلق بماضيها الاستعماري في الجزائر.(ترجمات)