تصاعد البحث في الآونة الأخيرة عن الشيخ حكمت الهجري، زعيم طائفة الموحدين الدروز في سوريا، وذلك بعد تصريحاته الأخيرة التي أثارت جدلاً واسعاً، حيث أكد أنه "لا وفاق ولا توافق مع السلطات في دمشق"، ما اعتُبر موقفاً صريحاً يعكس تصاعد التوتر بين الطائفة الدرزية والحكومة السورية. وفي كلمته أمام عدد من الشخصيات، وصف الهجري الحكومة بأنها "متطرفة ومطلوبة للعدالة الدولية"، مشدداً على أن الطائفة الدرزية تمر بمرحلة مفصلية تستوجب الحزم في حماية حقوقها ومطالبها الوطنية. هذا التصريح يأتي في سياق التطوّرات التي تشهدها الساحة السورية على عدّة أصعدة وفي وقت قام وفد من دروز سوريا بزيارة إلى إسرائيل، فمن هو حكمت الهجري؟من هو حكمت الهجري؟الشيخ حكمت الهجري هو أحد أبرز الزعماء الدينيين والسياسيين لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، ويُعد المرجع الروحي الأهم للطائفة، خصوصا في محافظة السويداء التي تُعتبر معقل الدروز في البلاد. وُلِد عام 1947 في قرية عريقة بجبل العرب، ونشأ وسط بيئة دينية واجتماعية جعلته شخصية محورية في المشهد الدرزي.برز دوره بشكل أكبر خلال الحرب السورية التي اندلعت عام 2011، حيث سعى إلى الحفاظ على استقلالية الطائفة وعدم زجّها في الصراع المسلح، مع التركيز على حماية السويداء من أي تهديدات، سواء من الجماعات المتطرفة أو الضغوط السياسية والعسكرية من دمشق. ورغم محاولاته الحياد، شهدت علاقته مع النظام السوري توترات متكررة، خصوصا مع تصاعد مطالب الدروز بالحصول على حماية أكبر وتوزيع عادل للموارد، فضلا عن رفض الشباب في السويداء الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش النظام.ورغم أن بعض مواقفه كانت تُفهم أحيانا على أنها مهادنة للنظام، فإن تصريحاته الأخيرة أظهرت موقفا أكثر حدة، حيث أكد رفضه لأي توافق مع دمشق، وهو ما قد يعكس تغيراً في التوازنات السياسية داخل الطائفة الدرزية. يُنظر إلى الشيخ حكمت الهجري على أنه رمز للوحدة الدرزية، حيث لعب دورًا في منع النزاعات الداخلية وتعزيز التماسك الاجتماعي، لكنه في الوقت نفسه واجه انتقادات من بعض أبناء الطائفة الذين رأوا أنه لم يتخذ موقفا حاسما في وجه النظام السوري إلا أخيراً.(المشهد)