في تطور جديد لكارثة تحطم طائرة ركاب بعد اصطدامها بمروحية عسكرية فوق العاصمة الأميركية واشنطن، تم العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة، ما يفتح الباب أمام التحقيقات لكشف ملابسات الحادث المأساوي الذي أودى بحياة 67 شخصًا مساء الأربعاء. وكشفت مصادر إعلامية أميركية أن فِرق التحقيق عثرت على مسجل الصوت في قمرة القيادة ومسجل بيانات الرحلة، وهما الآن قيد التحليل رغم تعرضهما للغمر بالمياه. وأعلنت وكالة سلامة النقل الأميركية أن التقرير الأولي حول أسباب الحادث من المتوقع أن يصدر في غضون 30 يومًا، فيما لا تزال عمليات البحث وانتشال الجثث جارية في نهر بوتومك. لحظات الكارثة وقع الحادث بينما كانت طائرة الركاب، وهي من طراز "بومباردييه" وتشغلها شركة تابعة لمجموعة "أميركان إيرلاينز"، في طريقها للهبوط في مطار ريغان الوطني بعد رحلة روتينية من ويتشيتا بولاية كانساس. في الوقت ذاته، كانت مروحية عسكرية من طراز "بلاك هوك" تقل 3 عسكريين تحلق في المجال الجوي القريب. ووفقا للتسجيلات الصوتية، فإن مراقبي الحركة الجوية طلبوا من المروحية التأكد مما إذا كانت الطائرة "في مرمى البصر"، ثم أمروها "بالمرور خلف الطائرة" قبل لحظات فقط من الاصطدام الكارثي. تصريحات ترامب ووجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات سياسية حادة لسلفيه الديمقراطيين جو بايدن وباراك أوباما، حيث أكد أن "سياسات التنوع" التي اعتمداها في التوظيف داخل إدارة الطيران الفيدرالية أدت إلى ضعف الكفاءة، مما ساهم في الكارثة. وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: "بينما أعطيتُ الأولوية للسلامة، وضع أوباما وبايدن سياساتهم في المقدمة.. لقد أصدرا توجيهًا يمنع تعيين أشخاص لأنهم أكثر بياضًا، بينما نحن نبحث عن الكفاءة أولًا". وأتت تصريحات ترامب في وقت كانت فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن مزيد من الجثث في نهر بوتومك، حيث ظهر حطام الطائرة واضحا في المياه، تحيط به قوارب الطوارئ وفرق الغوص، بينما لا تزال المروحية العسكرية غارقة في الموقع. ضحايا الحادث كشفت التقارير أن الطائرة كانت تقل مجموعة من الرياضيين والمدربين، من بينهم الزوجان الروسيان يفغينيا شيشكوفا وفاديم نوموف، اللذان فازا ببطولة العالم للتزلج الفني المزدوج على الجليد عام 1994. كما أكدت السفارة الصينية في الولايات المتحدة أن التحقيقات الأولية أظهرت أن مواطنَيْن صينيَيْن كانا بين الضحايا. ويُعتبر مطار ريغان الوطني، حيث وقع الحادث، واحدًا من أكثر المطارات ازدحامًا في الولايات المتحدة، إذ يقع على مسافة قريبة من البيت الأبيض والبنتاغون، وتشهد أجواؤه عادة حركة كثيفة للطائرات المدنية والعسكرية. ويعد هذا الحادث الجوي الأكبر في الولايات المتحدة منذ عام 2009، عندما تحطمت طائرة ركاب قرب بوفالو في نيويورك، ما أدى إلى مقتل 49 شخصًا. ورغم التكهنات السياسية، أكد وزير الدفاع الأميركي أن طاقم المروحية العسكرية كان من ذوي الخبرة ويجري تقييمات سنوية منتظمة لعمليات الطيران الليلي، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء الاصطدام. من جانبه، أشار وزير النقل الأميركي إلى أنه كان من الممكن تجنّب الحادث بالتنسيق الأفضل بين الطائرتين، لكنه شدد على أن التحقيق الرسمي هو الذي سيحدد المسؤولية النهائية.(وكالات)