قال الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس فرحات إن الأحداث على الواجهة الشمالية الإسرائيلية تتدحرج بشكل متسارع، ولا أحد يعرف إن كان "حزب الله" يستدرج إسرائيل إلى حرب واسعة أم العكس.وأضاف فرحات في حديثه لبرنامج "استوديو العرب" على قناة "المشهد" أن المواجهة الراهنة بدأت في 8 أكتوبر بعد عملية طوفان الأقصى، وامتدت على جبهة بطول 110 كيلومترات من الناقورة إلى جبل الشيخ وبعُمق نحو 3 كيلومترات. وتابع قائلا: "في هذه الحالة لم يكن هناك قواعد اشتباك واضحة متعارف عليها كما كانت الحال في 2006 حتى 7 أكتوبر"، منوها إلى أننا "شاهدنا خرقا كبيرا من قبل إسرائيل باتجاه جبل صافي والنبطية ومن حزب الله باتجاه نهاريا". وشدد فرحات: "أما بعد اغتيال صالح العاروري في قلب الضاحية، تغيّرت المعطيات نهائيا وبدأ حزب الله وعلى لسان حسن نصر الله يفكّر في الرد والعقاب على اغتيال العاروري".وقال إن "حزب الله" نفّذ عملية رماية على مركز إسرائيلي للمراقبة في الجليل وما لبث أن تلقى خبر اغتيال وسام طويل. وأكد فرحات أنه "في خضم معركة تجري اليوم ومواجهة مسلّحة، لا نعرف إن كان حزب الله سوف يضرب هدفا في العمق الإسرائيلي وما إذا كانت إسرائيل ستردّ وما إذا كان ذلك سيجرّ إلى مواجهة". مواجهة مدمّرةوإن كانت الأحداث الجارية يمكن أن تجرّ كلا الطرفين إلى مواجهة عسكرية، خصوصا مع تهديد نتانياهو بأن ما يجري في غزة سينطبق على بيروت، قال فرحات "بات معروفا أن المواجهة الكبيرة ستؤدي إلى دمار كبير في لبنان وفي إسرائيل معا". وأشار إلى أن المنطقة الواقعة في إسرائيل بين تل أبيب وحيفا والقدس سوف تعاني من تدمير غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، أما لبنان فقد اعتاد على الدمار منذ 1975 حتى اليوم.وقال إن "هناك من يرجّح أن المعركة سوف تكون شاملة بين لبنان وإسرائيل وعلى الأقل في نهايتها سيكون هناك تسوية". وأكد فرحات أنه في هذه الأيام خلال المعارك المتأرجحة "لا مجال للتسويات. هناك طرح إسرائيلي يفيد بمهاجمة حزب الله من دون أي طرح سياسي". وأضاف أن المقاومة في لبنان بقيادة "حزب الله" ليس لديها سوى الدفاع ضد الهجوم الإسرائيلي الذي يتحدّث به نتانياهو وقادة عسكريون إسرائيليون يوميا. حرب على جبهتين وإن كانت إسرائيل قادرة على إدارة معركة على جبهتين، في الشمال والجنوب في وقت واحد، قال فرحات إن هناك صعوبة في العمل العسكري على جبهتين. وأضاف "سمعنا ذلك عن مسؤولين سياسيين وعسكريين أميركيين خصوصا إن لم تنشط جبهة ثالثة في الضفة الغربية، وبالتالي تكون إسرائيل أمام وضع أصعب". وأوضح الخبير العسكري أنه "بما أن إسرائيل تلقّت حمولة نحو 20 سفينة أميركية و250 طائرة نقل من الأسلحة والذخائر يمكن أن تلجأ إلى جبهتين في حربها".(المشهد)