وصل الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين إلى الصين في زيارة تستغرق يومين، يلتقي خلالها نظيره شي جين بينغ، في أول رحلة خارجية للرئيس الروسيّ منذ إعادة انتخابه في مارس، والثانية له إلى الصين خلال ما يزيد قليلًا عن 6 أشهر.ووفقًا لتقرير نشرته شبكة سكاي نيوز البريطانية، فإنّ الزيارة تأتي في إطار رؤية الرئيس الصينيّ لسياسة عالمية متعددة الأقطاب، وإعادة تنظيم المركز الجيوسياسيّ العالميّ بعيدًا عن الولايات المتحدة وأوروبا، نحو آسيا.زيارة بوتين إلى الصينوتتعرض الصين لضغوط متزايدة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، لكبح جماح صادراتها إلى روسيا من الموادّ ذات الاستخدام المزدوج، مثل أشباه الموصلات والأدوات الآلية التي يمكن لموسكو استخدامها في معركتها مع أوكرانيا.ورغم الضغوط ارتفعت صادرات بكين العام الماضي، حيث يعتبر شي جين بينغ، أنّ روسيا هي سوق آخر للاقتصاد الصينيّ القائم على التصدير، ومع منع الشركات الغربية من التعامل مع روسيا، تدخلت الصين للاستفادة منها. ووفقًا للتقرير فإنّ الرئيس شي حريص على عدم انهيار روسيا، حيث يشترك كلا البلدين في حدود يبلغ طولها 2500 ميل، إضافة إلى أنّ الحرب الطويلة الطاحنة في أوكرانيا لها فوائد للصين.فوائد الصين تعتبر موسكو الصين شريكًا اقتصاديًا حيويًا منذ فرض الغرب عقوبات غير مسبوقة على روسيا بسبب الحرب مع أوكرانيا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.وفي الوقت نفسه، استفادت الصين من واردات الطاقة الروسية الرخيصة والوصول إلى موارد طبيعية هائلة، بما في ذلك شحنات ثابتة من الغاز عبر خط أنابيب "باور أوف سايبيريا". وسمحت الحرب الأوكرانية الروسية للصين باستنزاف الطاقة والموارد الأوروبية، وشتت انتباه الولايات المتحدة، وفتحت المجال لبكين، بمواصلة مطالباتها الإقليمية في آسيا وطموحها للسيطرة على التجارة الدولية في المركبات الكهربائية والألواح الشمسية والبطاريات. وتتلقى الصين موادّ خام رخيصة الثمن من روسيا، وتدفع أقل بنسبة 30% مقابل الغاز الطبيعيّ عما كانت تدفعه أوروبا قبل الحرب.ويجد التقرير أنّ التوافق الروسيّ- الصينيّ يشكل شوكة في خاصرة الغرب، حيث إنّ أوروبا والولايات المتحدة لا تستطيعان فعل الكثير حيال ذلك. وعند وصوله، أكّد الرئيس الروسيّ أنّ "التعاون بين روسيا والصين تعمّق في الفترة الأخيرة"، وذلك بعد توقيعه مع نظيره الصينيّ اتفاقيات لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.(ترجمات)