على الرغم من الإيجابية التي أظهرتها حركة "حماس" بشأن مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن لهدنة في غزّة، إلا أن الحركة لم توافق بعد عليها، في وقت اعتبر البعض أن تريث "حماس" وتجاوبها قد يؤديان إلى دراسة المقترح تمهيدًا للموافقة عليه.ويأتي ذلك في وقت يزداد فيه الضغط على "حماس"، للقبول بهذا المقترح، وأمام رفض إسرائيل له وإصرارها على القضاء كليا على الحركة، يتساءل العديد عن ماذا سيكون رد الحركة الفلسطينية على الاتهامات الموجهة ضدها بشأن إصرارها على استمرار الحرب، واتهامها بالتفريط بالدم الفلسطيني.في هذا الشأن، قال القيادي في حركة "حماس" محمود مرداوي لبرنامج "توتر عالي" عبر قناة ومنصة "المشهد" إن "الحركة تعيش منذ انطلاقتها تحت الضغط وتحت الملاحقة، ولقد قامت بتحديد أهداف تتعارض مع كثير من اللاعبين الأقوياء، لكنها تتبنى هذه الأهداف لأنها تعبر عن إرادة وحق الشعب الفلسطيني، وحركة "حماس" حركة فلسطينية قرارها نابع من القدس ومن غزّة ومن نابلس، أي من إرادة وطموح الشعب الفلسطيني، وستبقى أمينة لحقوق هذا الشعب مهما كلفها ذلك من ثمن".هل انقلب يحيى السنوار على قيادة "حماس"؟ وردًا على سؤال بشأن تفرد يحيى السنوار بقرار "حماس"، أجاب مرداوي بأن "قرار "حماس" نابع من مؤسساتها، نعم لدينا أصدقاء فنحن حركة مقاومة نبحث عن مصادر القوة، لكن إن لم تكن هويتنا وقرارنا نابع من مؤسساتنا فنحن لسنا جديرين بتمثيل هذا الشعب العظيم الذي يقدم شلال من الدماء، فقرار "حماس" نابع من مؤسساتها وهذا أمر مبتوت فيه، ومصلحة شعبنا وقضيتنا هي الأولوية".وتابع مرداوي قائلا: "قرار "حماس" يصدر عن التنظيم، وفي أي مكان كانت هذه المؤسسة تتخذ القرار بالأغلبية. فإن اجتمعوا كان القرار أكثر سلاسة وإن افترقوا يبقى القرار ينتظر تصويت الجميع عليه وبلحظة يتم التصويت ونذهب باتجاه الأغلبية".وردًا على سؤال بشأن قيام السنوار بانقلاب على القيادة السياسية في "حماس"، قال مرداوي: "قضية فلسطين معركة مصيرية تتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني ومستقبله، ولم يصدر أيّ قرار في حركة "حماس" منذ البداية حتى اليوم، إلا بالأغلبية ومن يقول أن لأي أحد في القيادة قدرة على التأثير، فهذه لعبة سياسية داخلية وخارجية ومن يستطيع أن يؤثر من خلال قدرته على الطرح وتوظيف كل أدوات التأثير باتجاه قراره فليفعل، ولكن في النهاية التصويت للأغلبية داخل المؤسسة، و"حماس" في النهاية مرتبطة بأهداف محددة تحتاج إلى تضحيات كبيرة، بالتالي ليس لدينا فائض من الوقت حتى نمارس الدكتاتورية في إتخاذ القرارات في محطات مصيرية كالتي نمر بها الآن"."حماس" تقود مواجهة عسكرية وقال مرداوي: "كل المحطات التي قادها الشعب الفلسطيني في كفاحه قدمت تضحيات، ونحن نقود مواجهة عسكرية لها أهداف سياسية تتعلق بالأهداف التي حددتها حركة "فتح"، ونحن أولياء الدم والفكر والمبدأ ومستمرين على هذا المنهج، وإذا تراجعت حركة "فتح" ومنظمة التحرير، فمصيرها أن تعود وتلتصق بأهدافها، وبالتالي الذي يريد انتقاد المسار الفلسطيني المقاوم الباحث عن الوطن فليأتي بالبديل".وتابع مرداوي: "وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن فلسطين اعترفت بكل قرارات الأمم المتحدة فليتفضلوا بجلب حقوق الشعب الفلسطيني، ولكن للأسف لم يعترف دوليا بحق واحد لهذا الشعب، بالتالي نحن مستمرون وسنمضي نحن وشعبنا في طريق التحرير حتى إعادة وطننا".وردا على من يقول أن "حماس" ما كانت لتدخل في هذه الحرب لو كانت تعلم حجم الرد الإسرائيلي، قال مرداوي: "نحن نقاتل على أرض فلسطين وسنحرر أرضنا، ونحن لا نتحمل مسؤولية الرد الفعل الإسرائيلي، بل نتحمل مسؤولية تحرير هذا الوطن".دعم عربي ودولي للقضية الفلسطينية وفي موضوع دعم الفصائل خارج فلسطين لحركة "حماس"، استطرد مرداوي قائلا: "يقود "حزب الله" في شمال فلسطين حرب حقيقية دعما للشعب الفلسطيني وقضيته، كما أن الحوثيين ربطوا مصير اليمن ومستقبله كله من أجل قضية فلسطين، كما أن جزءا من العراقيين والسوريين وكذلك المتعطشين من الدول العربية والإسلامية، والانقلاب في الجامعات الأميركية، كل هذا يوضح أن الرأي العام العربي والدولي أصبح يقر بحقوق الشعب الفلسطيني وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية، ونحن في "حماس" نحارب من أجل فلسطين وسنرفع العلم لفلسطيني على أول انجاز سياسي للشعب الفلسطيني ولن نرفع علم حركة "حماس" ولن نقول نشيد وطني له علاقة بـ"حماس"، إنما النشيد الوطني الفلسطيني، فنحن لا نبحث عن أمجاد، بل نحن نريد تقديم أنفسنا من أجل فلسطين".وعن إتهامهم بكونهم من "الإخوان المسلمين"، قال مرداوي: "علاقتنا مع القوميين العرب والأحزاب اليسارية أمتن وأعمق من العلاقة مع الإخوان المسلمين فيما يخص اتصالاتنا وإدارة المهام المتعلقة بفلسطين، بالتالي الذي يريد أن يطعن أو يشكك أو يحرض بعض الدول العربية على "حماس"، لن ينجح"، لأننا حركة وطنية تريد جلب كل الموارد العربية والإسلامية السياسية والاقتصادية والعسكرية لدعم النضال الوطني الفلسطيني"."حماس" لم تستلم أي مقترح من قطروأكد مرداوي على العلاقة الممتازة مع مصر، على الرغم من أنها تبدو للجميع أنها متقاطعة تمامًا فيما يتعلق بالمعبر، وبإدارة المفاوضات.وقال مرداوي: "نحن نمارس السياسة وفق مصالح فلسطينية بحتة ونقول للسلطة أن لا تراهن على مسار بائس وصل الشعب الفلسطيني إلى الدرك الأسفل من المستويات السياسية، وكيف يعجب أبو مازن وقيادة السلطة بما يجري في الضفه الغربية ونسألهم هل من شعب تحرر دون نضال وطني؟".وختم مرداوي قائلا: "نحن لم نستلم أيّ مقترح حتى نرد عليه، وعلى الجانب الأميركي أن يلزم العدو الصهيوني بما تم الاتفاق عليه، وإذا أراد بايدن أن يضمن فرص انتخابه، فعليه أن يضغط على نتانياهو، والشعب الفلسطيني بالنهاية سيقرر من يحكمه، وإذا قرر أن تكون "حماس" من تحكم فستحمل هذه الأمانة بكل قوتها".(المشهد)