استضافت إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28"، والذي بدأ في 30 نوفمبر واستمر حتى 12 ديسمبر، ويشارك فيه أغلب دول العالم. منذ أكثر من 30 عاما والأمم المتحدة تجمع دول العالم لحل أزمة تغير المناخ من خلال مؤتمر الأطراف للتغير المناخي.ما هو مؤتمر كوب ؟إليكم تعريف عن مؤتمر كوب وأهدافه وأبرز محطاتها، من أول اتفاق عالمي حول موازنة انبعاثات الكربون في عام 1997، إلى خطة الإمارات الأكثر طموحا لحل أزمة المناخ في عام 2023، مرورا بانسحاب أميركا في عام 2017 من اتفاق باريس الذي لم يحقق نتائجه المرجوة. في عام 1992، تم التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في ريو، وكان هدفها تثبيت تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى يمنع التدخل الخطير للأنشطة البشرية في المناخ.منذ ذلك الحين، زادت انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية بنسبة تتجاوز 40%. بروتوكول كيوتو بعد المؤتمرين الأول والثاني لمؤتمر الأطراف، اللذين انعقدا في عامي 1995 و1996 في برلين وجنيف على التوالي، تم اعتماد بروتوكول كيوتو في عام 1997. وتضمن بروتوكول كيوتو المجموعة الأولى من الأهداف المناخية القابلة للتنفيذ قانونًا والمعروفة باسم أهداف الحد من الانبعاثات وخفضها (QELROs)، وذلك لوضع حد لانبعاثات الغازات الدفيئة من الدول الصناعية أو الدول الموجودة في عملية التصنيع. والغازات الدفيئة هي: ثاني أكسيد الكربون (CO2).الميثان.أكسيد النيتروز.مركبات الهيدروفلوروكربون.المركبات الكربونية الفلورية المشبعة.فلوريد الكبريت.لضمان الالتزام ببروتوكول كيوتو، تم وضع مشروع التنفيذ المشترك (JIP) الذي يسمح للدول المتقدمة بالمشاركة في برنامج خفض الانبعاثات في دولة أخرى صناعية نامية. هدف هذه الآلية هو السماح للدول الأكثر ثراءً بتمويل المشاريع البيئية في دول عدة.آلية أخرى تم اعتمادها هي الآلية الدولية لتداول الانبعاثات، بموجبها يسمح للبلدان التي تمتلك وحدات انبعاثات إضافية ببيعها إلى دول أخرى تجاوزت هدفها.تم قبول بروتوكول كيوتو في مؤتمر COP3، ولكن لم يحصل على التوقيعات الأولية اللازمة ليصبح رسميًا إلا بعد توقيع روسيا عليه في عام 2004. كان لكل دولة من الدول الأعضاء هدف منفصل يجب تحقيقه بحلول عام 2012؛ على سبيل المثال:أرادت دول الاتحاد الأوروبي خفض الانبعاثات بنسبة 8%.والولايات المتحدة وكندا بنسبة 7% و6% على التوالي.المفاجأة كانت أن المشاركين في بروتوكول كيوتو خفضوا انبعاثاتهم من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 12.5% في الفترة من عام 1990 إلى عام 2012، أي تجاوزوا الهدف المعلن بنسبة 4.7% من ثاني أكسيد الكربون فقط. كان بروتوكول كيوتو ناجحاً إلى حدا ما. لكن من دون روسيا وأوكرانيا، لم يكن من الممكن تحقيق. خفضت موسكو وكييف انبعاثاتهما الكربونية بما مجموعه 32.4%، مما رفع متوسط التخفيض للدول الأخرى إلى 12.5%.في نهاية عام 2012، اجتمعت الأطراف في بروتوكول كيوتو في الدوحة لمناقشة النتائج ومراجعة الاتفاقية الأصلية. وتهدف بوابة الدوحة للمناخ، وهي ثمرة مؤتمر الأطراف 18، إلى إعادة تشكيل فترة الالتزام ببروتوكول كيوتو، وإضافة موعد نهائي جديد ينتهي في عام 2020. إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ إلا في عام 2019 عندما قبلت 124 دولة تعديلات الدوحة. لكن تعديل الدوحة كان مؤقتا، حيث حل اتفاق باريس للمناخ بسرعة محله في عام 2015. اتفاق باريسفي مؤتمر COP21 عام 2015، تم الكشف عن اتفاق باريس رسميًا كبديل لبروتوكول كيوتو، وتم التوقيع عليه من قبل 195 دولة.هدفها الرئيسي أن تساهم الدول في الحفاظ على ظاهرة الاحتباس الحراري عند أقل بكثير من درجتين مئويتين قدر الإمكان. وكان على جميع الدول الرئيسية المصدرة للغازات الدفيئة أن توافق على خفض انبعاثاتها الضارة كجزء من هذه الاتفاقية. والتزمت الصين، على سبيل المثال، بخفض الانبعاثات بحلول عام 2030.تعهدت الهند بخفض كثافة انبعاثاتها بنسبة 33% إلى 55% أقل من مستويات عام 2005 بحلول عام 2030، وإنتاج 40% من طاقتها من مصادر غير أحفورية. عندما تم انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في عام 2017، أي بعد أقل من عامين من صياغة اتفاق باريس، أعلنت الولايات المتحدة أنها لن تقدم بعد الآن مساهمات في اتفاق باريس. وفي عام 2019، كان هدف COP25 في مدريد هو الانتهاء من تفاصيل اتفاق باريس حتى يمكن تنفيذه بالكامل في العام المقبل. ومع ذلك، لم تتمكن الدول من التوصل إلى اتفاق، وأجبر وباء كورونا على إلغاء المؤتمرات اللاحقة. في عام 2021، وفي اليوم الأول لجو بايدن في البيت الأبيض، بدأ الرئيس المنتخب حديثًا عملية الانضمام مرة أخرى إلى اتفاقية باريس، والتي دخلت حيز التنفيذ رسميًا في فبراير 2021. لكي يكون اتفاق باريس مثمرا، تم إنشاء صندوق بقيمة 2.3 مليار دولار لبرنامج بناء البنية التحتية والمجتمعات القادرة على الصمود (BRIC) التابع للاتفاقية لمساعدة المجتمعات على الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة الظروف الجوية القاسية. ميثاق غلاسكومن باريس إلى غلاسكو، حيث استضافت إسكتلندا حينها وضع الصيغة النهائية لاتفاقية باريس في عام 2021، وهو العام نفسه الذي طُلب فيه من الدول تقديم خطط طويلة المدى لمكافحة تغير المناخ. هنا تم الاتفاق على تحديث سياسات الدول كل 5 سنوات بالإضافة إلى إبقاء ارتفاع درجات الحرارة أقل من 1.5 درجة. الأمم المتحدة خرجت بتصريح متشائم، وقالت إن العالم بعيد عن تحقيق أهداف مواجهة الاحتباس الحراري. لكن ميثاق غلاسكو للمناخ سيخرج بنتيجة تاريخية. وكان الغرض الأساسي من مؤتمر COP26، الذي أدرك أن "تكلفة التقاعس عن العمل تفوق بكثير تكلفة العمل"، هو الحفاظ على هدف منع ارتفاع درجة الحرارة العالمية بما يتجاوز 1.5 درجة، من خلال 4 أهداف:وقف إزالة الغابات، وخفض انبعاثات غاز الميثان، والتحول إلى السيارات الكهربائية.تحديد هدف عالمي للتكيف مع التغير المناخي ووضع خطط للتعايش مع تداعيات الاحتباس الحراري وتمويل الخسائر والأضرار.تحقيق هدف تمويل جهود مكافحة التغير المناخ بقيمة 100 مليار دولار بحلول عام 2023.التعاون بين الحكومات.طلب ميثاق غلاسكو للمناخ من الدول إعادة النظر في التزامها من أجل التوافق مع درجة حرارة اتفاقية باريس بحلول نهاية عام 2022 بدلاً من عام 2030 لأن خطط بعض الدول، مثل أستراليا والبرازيل وإندونيسيا والمكسيك الجديدة لم تتطور بما يكفي مقارنة بخططها الجديدة. قمة شرم الشيخ"يختتم مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP27 بالكثير من الواجبات المنزلية وقليل من الوقت". هكذا علّق الأمين العام للأمم المتحدة على قمة المناخ في شرم الشيخ العام الماضي. وتضمنت هذه القمة 5 نقاط رئيسية طموحة تتمثل فيما يلي: إنشاء صندوق مخصص للخسائر والأضرار.نية واضحة للحفاظ على 1.5 درجة مئوية.محاسبة الشركات والمؤسسات.تعبئة المزيد من الدعم المالي للدول النامية.تحويل التعهدات المناخية إلى عمل ملموس.هذه النقاط وغيرها ستكون أيضا ضمن مناقشات كوب COP 28 هذا العام في الإمارات التي تمتلك الخطة الأكثر طموحا على الرغم من التحديات التي تواجهها خصوصا أنها تأتي في ظروف استثنائية يمر بها العالم سواء الصراعات المسلحة في نقاط ساخنة حول العالم أو الكوارث الطبيعية المدفوعة بالتغير المناخي التي شهدها عام 2023. وعلى الرغم من هذه الأوضاع وقبل انعقاد قمة دبي، هناك اتفاق بالإجماع أن خطة دولة الإمارات تاريخية، على سبيل المثال لا الحصر: القيمة الإجمالية لمشاريع الطاقة المتجددة التي خططت لها الدولة مع مختلف الشركاء على مدى العقد تزيد عن 300 مليار دولار. هذا المبلغ أعلى بكثير من استثمارات الطاقة النظيفة التي حشدتها الرئاسات السابقة لمؤتمر الأطراف.كما يقدم برنامج COP28 مسارا واعدا لتسريع التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري.تخطط الإمارات لزيادة قدرة الطاقة المتجددة 3 مرات على مدى السنوات السبع المقبلة.قمة دبي كوب 28سطر مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب28" في عام 2023 بدولة الإمارات العربية المتحدة، حقبة جديدة من العمل المناخي، حيث حققت تغيُّرا جذريا في آلية مؤتمرات الأطراف وأجندتها، خصوصا مع إقرار "اتفاق الإمارات" التاريخي. إنجازات "كوب 28":إقرار "اتفاق الإمارات" التاريخي والذي تضمن بنودا شاملة تتعلق بالوقود التقليدي لأول مرة في نص الاتفاق النهائي. إصدار 11 تعهُّدا وإعلانا حظيت بدعم استثنائي واسع النطاق. التوصل إلى اتفاق تاريخي لتفعيل صندوق عالمي يختص بالمناخ ومعالجة تداعياته. الإعلان عن تعهُّدات دولية بقيمة 5 مليارات دولار لتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر. الإعلان عن تقديم 134 مليون دولار لصندوق التكيُّف. الإعلان عن تقديم 3 ملايين دولار لصندوق البلدان الأقل نموا. الإعلان عن تقديم 31 مليون دولار للصندوق الخاص بتغيُّر المناخ. دولة الإمارات تطلق صندوقا للاستثمار المناخي برأس مال تحفيزي بقيمة 30 مليار دولار، تحت اسم "ألتيرّا". البنك الدولي أعلن عن زيادة قدرها 9 مليارات دولار سنويا خلال 2024 و2025، لتمويل المشروعات المتعلقة بالمناخ. بنوك تنمية متعددة الأطراف أعلنت عن زيادة إضافية في الدعم المقدَّم للعمل المناخي بقيمة تتجاوز 22.6 مليار دولار. انضمام 30 دولة إلى "تحالف القُرم من أجل المناخ" الذي أُطلِق بالشراكة بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا في "كوب 27"، بهدف بناء زخم عالمي لتعزيز العمل المناخي، ليصبح بذلك إجمالي الدول الأعضاء في التحالف 37 دولة تضمُّ أكثر من 60% من أشجار القُرم في العالم. توقيع 21 دولة رسمياً على مبادرة "تنمية القُرم"، وهي جهد تعاوني بين التحالف العالمي لأشجار القُرم ومكتب روّاد الأمم المتحدة للمناخ، بهدف حماية وتنمية 15 مليون هكتار من أشجار القُرم على مستوى العالم بحلول عام 2030 بتمويل قيمته 4 مليارات دولار. إطلاق مبادرة تنمية المحيطات الهادفة لدعم الحياة البحرية بالتزامن مع خفض الانبعاثات.التعهدات والإعلانات التي صدرت في مؤتمر "كوب 28":إقرار تعهد بزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ومضاعفة كفاءة الطاقة من جانب 130 دولة. إقرار إعلان "كوب 28" الإمارات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي من جانب 150 دولة. إقرار إعلان "كوب 28" الإمارات بشأن المناخ والصحة من جانب 141 دولة. إقرار إعلان "كوب 28" الإمارات بشأن التمويل المناخي من جانب 13 دولة. إقرار تعهُّد التبريد العالمي من جانب 66 دولة. إقرار إعلان "كوب 28" الإمارات بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام من جانب 78 دولة و40 منظمة. إقرار إعلان "كوب 28" الإمارات بشأن الهيدروجين منخفض الانبعاثات ومشتقاته من جانب 37 دولة. إقرار إعلان "كوب 28" الإمارات بشأن مراعاة المساواة بين الجنسين في التحولات الداعمة للعمل المناخي من جانب 77 دولة. إقرار تعهُّد تحالف "الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح من جانب 67 دولة. ميثاق (كوب 28) لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز وانضمام 52 شركة، تمثِّل 40% من إنتاج النفط العالمي.الإسهامات المالية المقدَّمة لدعم العمل المناخي في "كوب 28":التمويل المناخي: 30 مليار دولار من دولة الإمارات (إضافة إلى 200 مليون دولار من حقوق السحب الخاصة للدولة و31.6 مليار دولار من بنوك التنمية متعدِّدة الأطراف). زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة: 5 مليارات دولار. صندوق المناخ الأخضر: 3.5 مليارات دولار (زيادة التجديد الثاني للموارد إلى 12.8 مليار دولار). تطوير النظم الغذائية والزراعية: 3.1 مليارات دولار. الصحة: 2.9 مليار دولار. حماية الطبيعة: 2.6 مليار دولار. الإغاثة والتعافي والسلام: 1.2 مليار دولار. الحدّ من انبعاثات غاز الميثان: 1.2 مليار دولار. الصندوق العالمي للمناخ المختص بمعالجة التداعيات: 792 مليون دولار. تحفيز الاستثمارات في الطاقة النظيفة: 568 مليون دولار. العمل المناخي الوطني في الدول: 467 مليون دولار. المياه: 150 مليون دولار. صندوق التكيُّف: 134 مليون دولار. صندوق البلدان الأقل نموا: 129.3 مليون دولار. التبريد: 57 مليون دولار. الصندوق الخاص لتغيُّر المناخ: 31 مليون دولار. الطهي النظيف: 30 مليون دولار. المساواة بين الجنسين: 2.8 مليون دولار. (المشهد)