يبدو أنّ جيلًا جديدًا من تنظيم "داعش" قيد الإعداد، حيث إنّ نساء "داعش" يشرفن على تدريب الأطفال بأنفسهنّ، ما إن تدخل المخيم حتى يعترضك مجموعة من الأطفال وهم يرسمون إشارات بأيديهم تدل على رغبتهم في قتلك واتّهامك بالكفر والإلحاد.وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية أمس السبت، البدء بحملتها بدعم من التحالف الدولي، تحت مسمى "حملة الأمن والإنسانية" ضمن المرحلة الثالثة، وذلك لتطهير مخيّم الهول من فلول "داعش" الإرهابي، وتجفيف بؤره والتي تزايدت نشاطاتهم مؤخرًا."قسد" تبدأ حملتهاوأكدت "قسد" في مؤتمر صحفيّ لها سبق القيام بالحملة، تعاظم خطر "داعش" في المنطقة، وضعف الاهتمام الدوليّ بعناصر التنظيم المحتجزين في المخيمات والسجون والمعتقلات.وأشارت إلى الكشف عن مخططات للهجوم على المخيم من الخارج، بالتحقيق مع بعض المعتقلين، عبر التنسيق بين عناصره في الداخل والخارج، حيث لا يزال المخيم الهدف الأساسيّ للتنظيم، ومادة دعائية معتمدة في جميع إصداراته. ونوهت "قسد" إلى أنه خلال الفترة الماضية عمل التنظيم على زيادة نشاطه وخلاياه ضمن المخيم، مستغلًا انشغال القوات العسكرية بالتصدي لهجمات الجيش التركي، حيث نفذ العديد من العمليات للضغط على القاطنين في المخيم، وحرق المساعدات الإنسانية ومنع وصولها إلى المخيم، بما في ذلك المعدات الطبية، بالإضافة إلى التخطيط لعمليات الفرار من المخيم وبثّ الفوضى، عبر قيام النساء بأعمال شغب.وفي تصريح خاص لمنصة "المشهد"، أكد مدير الإدارة العامة لقوى الأمن الداخلي في شمال شرق سوريا العميد علي الحسن، أنّ المرحلة الثالثة لعملية الأمن والإنسانية، انطلقت ضمن مخيم الهول المخصّص لعوائل "داعش"، وذلك نتيجة تعاظم خطر الخلايا الإرهابية وتدريب وتجنيد الأطفال على الفكر المتطرف، بالإضافة إلى ازدياد محاولات الفرار من المخيم، وأيضًا تم الكشف عن محاولات للهجوم على من هم في الخارج، بالتنسيق مع هذه الخلايا التي تتحرك بالخفاء وتروّع الأهالي.وأشار حسن إلى أنّ مخيم الهول يشكل خطرًا وعبئًا هائلًا على المنطقة عامة بسبب تعاظم الفكر المتطرف، والتي تعمل النساء على نشر هذا الفكر وتدريب عدد كبير من هؤلاء الأطفال والكبار. وكما أعلنّا عبر بيانات رسمية عن عدد من الحملات السابقة، ولكن ما زلنا بحاجة للمزيد منها.تدنّي مستوى الاهتمام الدوليّ بـ"داعش"وأثناء جولة "المشهد" بين نساء التنظيم في قسم المهاجرات، استوقفتنا بعض النساء، وأخبرننا عن رغبتهنّ في التحدث ولكن بشكل سرّي، بسبب الخوف من نساء أخريات يقمن بتنفيذ القصاص بحقهن، حيث إنّ النسوة عبّرن عن رغبتهنّ بالعودة إلى بلدانهنّ الأصلية، وإنهنّ نادمات على المجيء إلى سوريا واللحاق بتنظيم "داعش"، حيث خُدعن وأُقحمن مع أطفالهنّ في مستنقع قذر ومصير مجهول لا يعلمن عنه أيّ شيء. الكثير من تلك النساء تعرّضن للتعذيب وإحراق خيمهنّ بسبب رغبتهنّ في التخلي عن "داعش" والعودة إلى الحياة الطبيعية، ويعدّ قسم المهاجرات الأجنبيات في الهول، من أخطر الأقسام وأكثرها تطرّفًا.ويليها القسم الخامس الذي يحوي على سوريّين من نساء ورجال، والذي يشهد حالات قتل مستمرة داخله، خصوصًا بحق النساء، بعض هؤلاء النساء قمن بنقل خيمهنّ إلى قطاعات أخرى خوفًا من خلايا تنظيم "داعش"، وبحثًا عن مكان أكثر أمنًا داخل المخيم، وفك الحصار عن أنفسهنّ بسبب فرض تعاليم "داعش"، والتهديد المستمر بالقتل لكل من يخالف الأوامر، ورغبة منهنّ بالابتعاد عن التنظيم وعيش حياة طبيعية، وأغلبية النساء هنّ من مدينة حلب السورية.وبات القطاع الخامس في مخيم الهول، بؤرة لخلايا التنظيم ونشاطه المستمر، وأصبح يشكل رعبًا لجميع قاطنيه، حتى أنّ قوى الأمن الداخليّ لا تتجول داخله إلا بعربات مصفحة.تجنيد أطفال "داعش"أما أطفال "داعش" فهم الأسواء حظًا في هذه المعادلة، حيث يتم استغلالهم بطرق بشعة من قبل النساء المتطرفات، ويخضعون للتدريبات على استخدام بعض الأسلحة المتوافرة بحوزتهم في الخفاء، لتهيئتهم كجيل جديد يقاتل ضمن صفوف "داعش"، ويحصلن على تمويل كبير للقيام بهذه العمليات عن طريق عملاء لهم داخل المخيم. ليس هذا فحسب، بل يتم استغلال الأطفال جنسيًا أيضًا لمزيد من الإنجاب والتجنيد، وتعرّض بعض الأطفال الذين تجاوزوا سن 14 إلى الموت نتيجة ممارسة الجنس بشكل مكثف، قوى الأمن تسعى جاهدة إلى اعتقال كل طفل تجاوز سن 14، ضمن قسم المهاجرات، إلا أنّ النسوة يقمن بإخفاء الأطفال وإلباسهم النقاب للتمويه والإخفاء.أيضًا يتعرض الكثير منهم للتحرش وحوادث الدهس والسقوط في الصرف الصحي، والتخلص من حديثي الولادة من قبل بعض الأمهات، بالإضافة إلى حرمانهم من التعليم والصحة والحياة الكريمة التي يستحقها الأطفال. ويبلغ عدد قاطني مخيّم الهول نحو 43400 ألف شخص من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة، بينهم نحو 25 ألف طفل قابل للزيادة بسبب حالات الزواج والإنجاب المستمر في الأقسام المختلطة، يعيشون ضمن ظروف إنسانية قاسية لا تليق بالإنسان، وتغضّ دولهم البصر عنهم، ولم يتم استعادتهم إلا بأعداد قليلة جدًا، فيما تُرك الباقون ليواجهوا مصيرًا مجهولًا، في ظل انشغال "قسد" بدفاعها عن نفسها من الاستهداف والتهديدات المتكررة من قبل الحكومة التركية. ويبقى السؤال إلى أين ستتجه الأمور، وما هو مصير هؤلاء المتطرفين سواء في الهول أو في السجون التي تكتظّ بهم في مدن شمال شرق سوريا؟(المشهد)