نفذت الولايات المتحدة ضربة إضافية ضد قوات "الحوثي" اليمنية فجر السبت، بعد أن تعهدت إدارة الرئيس جو بايدن بحماية الملاحة في البحر الأحمر.وجاءت الضربة الأحدث، التي قالت الولايات المتحدة إنها استهدفت موقعًا للرادار، بعد يوم من تعرّض منشآت للجماعة المتحالفة مع إيران، لعشرات الضربات الأميركية والبريطانية. فهل ستُحدث الضربات على "الحوثيّين" أيّ فرق؟ يقول الخبير الاستراتيجيّ جيمس هولمز في تقرير نشره على موقع ناشيونال إنترست يفسر فيه عبثية الضربات، إنّ النتائج الحاسمة ضد "الحوثيّين" ستبدو خيالية، إن لم تترافق مع استراتيجية معينة. بدوره، يشكك الأدميرال جي سي وايلي مؤلف كتاب "الاستراتيجية العسكرية: نظرية عامة للتحكم في القوة" بأنّ الهجوم الجوّي الصاروخيّ ضدّ "الحوثيّين" الخميس، سيحقق أيّ نتائج حاسمة في ردعهم. ويقول وايلي: هدف الاستراتيجية العسكرية هو السيطرة على الفضاء المادي. يتطلب هذا الأمر جنودًا أو مشاة البحرية على الأرض، وليس طيارين أو قاذفي صواريخ بحرًا. الرجل الموجود في مكان الحادث والذي يحمل مسدسًا، هو في النهاية حكم النصر. الجنديّ الذي يحمل قوة نيران متفوقة يحدد من سيفوز.ماذا تريد قيادة التحالف من ضرب "الحوثيّين"؟ وفقًا لوزير الدفاع الأميركيّ لويد أوستن، فإنّ الضربات ستعمل على تعطيل قدرات "الحوثيّين" على تهديد التجارة العالمية، في أحد أكثر الممرات البحرية أهمية في العالم، مضيفًا أنّ إجراء التحالف يبعث برسالة واضحة مفادها أنّ "الحوثيّين" سيتحملون المزيد من التكاليف إن لم يوقفوا هذه الهجمات.ويشير هولمز إلى أنّ ما يقوله وزير الدفاع الأميركيّ منطقي في ظاهره، مستشهدًا بما قاله الحكيم العسكريّ كارل فون كلاوس فيتزيان، بأنّ "هناك 3 طرق للتغلب على الخصم، وفرض تكاليف لا تطاق هو أحد هذه الطرق، ويجب على العدو أن يستسلم إن لم يكن يستطيع تحمّل هذه التكاليف".لكنّ الأدميرال وايلي يعترض على هذا النهج، لأنه يصنّف القصف الجوّي على أنه "عملية تراكمية"، والعملية التراكمية هي نهج مبعثر في القتال، وكأنك نثرت الطلاء في كل مكان، كما أنها غير مرتبطة مع بعضها في المكان أو الزمان، مضيفًا أنّ هذه العمليات تُلحق بالخصم أضرارًا صغيرة النطاق في العديد من الأماكن على الخريطة، بدلًا من ضربه باستمرار حتى يكفّ عن المقاومة. إذا ما هي الاستراتيجية العسكرية اللازمة لردع "الحوثيّين"؟ يرى وايلي أنّ الهجمات يجب أن تتم تكتيكيًا بشكل متسلسل، وكل هجمة تعتمد على ما سبقها، وتستمر الهجمات إلى أن تصل إلى هدفها النهائي، وهو إرباك الخصم استراتيجيًا. ويُقصد بالهجمات المتسلسلة أن تترافق الهجمات الجوية والصاروخية بالهجوم البرمائي، وصولًا لإنهاك العدو.ويصنّف وايلي الحرب البحرية وعمليات الغواصات والغارات السطحية بأنها تراكمية في طبيعتها، وكذلك الحرب الجوية والصاروخية، لذلك فإنّ صنع النصر يتطلب السيطرة على الأرض، ومن دون هذه السيطرة لا يوجد نصر عسكري، وعلى التحالف أن يعتمد كل ما سبق كاستراتيجية تسلسلية وبذكاء، كي يحقق نتائج مرضية.ويقول الكاتب هولمز، إنّ "الحوثيّين" غير مبالين بالرسالة المراد إيصالها من هذه الضربات، فهم على ما يبدو غير مبالين بحسابات التكلفة، وغير قابلين للردع لأنهم أصحاب إيديولوجيا، والكلمة الأخيرة ليست لهم في النهاية بما يخص مواجهة إسرائيل وداعميها الغربيّين.ويختتم الكاتب بالقول، "الخوف الآن من تصعيد القتال الذي سيؤدي إلى مزيد من العنف، ولذلك يجب على التحالف إجراء حسابات عسكرية واستراتيجية دقيقة وحكيمة في هذا الملف".(ترجمات)