تعد الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية حدثا عالميا تتجاوز تأثيراته الحدود الأميركية، إذ تترقب العديد من الدول نتائجها لما قد تحمله من انعكاسات جيوسياسية واقتصادية وبيئية.وتُبرز الانتخابات الأميركية مدى تأثير سياسات الولايات المتحدة على الساحة العالمية، حيث تترقب الدول نتائج هذه الانتخابات لما تحمله من تداعيات سياسية واقتصادية وأمنية. ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" سيتحمل عواقب اختيار الأميركيين لنائبة الرئيس كامالا هاريس أو الرئيس السابق دونالد ترامب، وفق معطيات كثيرة لدول عدة تتمثل بما يلي:إسرائيل تُعد إسرائيل من الدول التي تتابع الانتخابات الأميركية عن كثب، حيث يفضل معظم الإسرائيليين فوز ترامب بفضل دعمه غير المشروط لإسرائيل، وخصوصا في قضية المستوطنات. وقد سمح ترامب سابقًا بتوسيع المستوطنات من دون اعتراض يُذكر، كما دعم نقل السفارة الأميركية إلى القدس، مما جعل منه شخصية مفضلة لدى اليمين الإسرائيلي. أما هاريس، فمن المتوقع أن تتبنى نهجا أكثر اعتدالا في التعامل مع إسرائيل، وقد تضغط لفتح قنوات حوار مع الفلسطينيين، وإن كان من غير المرجح أن تقلل من الدعم العسكري المقدم لإسرائيل. من جانبها، تأمل الحكومة الإسرائيلية في استمرار الدعم الأميركي القوي بغض النظر عن نتيجة الانتخابات.روسيا وأوكرانيا تمثل الانتخابات الأميركية قضية مفصلية بالنسبة لروسيا وأوكرانيا؛ فقد أبدى ترامب استعدادا سابقا لتخفيف دعمه لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي يتحمل بعض المسؤولية في النزاع. ويخشى الأوكرانيون من أن فوز ترامب قد يؤدي إلى ضغوط لعقد اتفاق سلام سريع قد يكون في صالح روسيا. أما الرئيس الروسي بوتين، فهو يرى أن ترامب أو هاريس قد يكونان أقل حزما من بايدن في دعم أوكرانيا، مما يعطيه مساحة أكبر لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.الصين تعتبر الصين الانتخابات الأميركية مسألة حيوية، إذ يختلف المرشحان بشكل كبير في كيفية التعامل مع بكين. ويتبنى ترامب سياسة متشددة تجاه الصين تشمل فرض تعريفات جمركية مرتفعة على الصادرات الصينية، ما يشكل تهديدًا لاقتصاد الصين الذي يعتمد على الطلب الأميركي. في المقابل، قد تسعى هاريس إلى مواجهة الصين عبر تحالفات قوية في آسيا، ما يعزز موقف الولايات المتحدة دون الدخول في حروب تجارية قد تؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي.أوروبا وحلف الناتوبالنسبة لأوروبا، تشكل الانتخابات الأميركية نقطة تحول هامة؛ ففوز ترامب قد يعني تهديدًا لعلاقات أميركا مع حلف الناتو، إذ أبدى ترامب شكوكًا حول فائدة هذا التحالف وطرح فكرة الانسحاب منه، وهو ما يخيف العديد من الدول الأوروبية. أما هاريس، فقد تدعم التحالفات التقليدية، لكنها قد تتوقع من أوروبا تعزيز دفاعاتها الذاتية، في ضوء التغيرات في السياسة الأميركية.التغير المناخي الانتخابات الأميركية تحمل أيضا أبعادا مهمة لقضية المناخ، حيث تلعب أميركا دورا كبيرا في الانبعاثات الكربونية. هاريس ستواصل على الأرجح سياسة بايدن الداعمة للطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات. بينما قد يُضعف ترامب من التشريعات البيئية، ما يؤدي إلى تأخير الانتقال نحو الطاقة النظيفة، ويعزز دور الصين كمنافسة في تقنيات الطاقة الخضراء.جنوب إفريقيا تنظر بعض الدول الإفريقية إلى ترامب كشخصية قوية تتناسب مع بعض قادتها ذوي السلطة المركزية، بينما تعتبر هاريس رمزًا للتواصل الثقافي نظرًا لأصولها الإفريقية. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر سياسات ترامب المناخية أكثر توافقا مع مصالح بعض الدول الإفريقية التي تعتمد على الوقود الأحفوري، في حين أن هاريس قد تضغط على هذه الدول للتحول إلى مصادر طاقة نظيفة.المكسيك والهجرة تترقب المكسيك الانتخابات الأميركية بحذر شديد؛ ففوز ترامب قد يعني عودة إلى سياسة هجرة صارمة، مع فرض تعريفات جمركية إضافية تهدد الاقتصاد المكسيكي. بينما ستسعى هاريس إلى تطبيق سياسات أكثر توازنًا، مع استمرار التعاون مع المكسيك لإدارة تدفق المهاجرين، مما يخلق تحديات جديدة على الحدود الأميركية المكسيكية.(ترجمات)