دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين إلى "وقف إنساني فوري" لإطلاق النار في غزةّ، مجدداً مطالبه السابقة لإيقاف الحرب الدائرة منذ أكثر من 100 يوم بين إسرائيل وحركة "حماس". وقال غوتيريش في مؤتمر صحفي في نيويورك "نحتاج إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها وتيسير الإفراج عن الأسرى ولإخماد لهيب حرب أوسع نطاقا". وأضاف: "طول أمد الصراع في غزة سيزيد مخاطر التصعيد وإساءة الحسابات".وتبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة في منتصف ديسمبر الماضي قراراً غير ملزم يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" في غزة، وهو ما فشل في تحقيقه مجلس الأمن الدولي، نتيجة للفيتو الأميركي.وكان غوتيريش قد تعهّد في خطاب له أمام منتدى الدوحة على مواصلة السعي لوقف إطلاق النار في غزة رغم الفيتو الأميركي، واصفاً مجلس الأمن بأنه "مشلول بسبب الانقسامات الجيوستراتيجية". واعتمد الأمين العام للأمم المتحدة على المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة، نادرة الاستخدام، والتي تخوله "لفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حماية السلم والأمن الدوليين". ويشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمّرة على قطاع غزة، على خلفية الهجوم الذي نفّذته "حماس" في 7 أكتوبر. وأدّى القصف الجوي والمدفعي والتوغل البري الإسرائيلي إلى سقوط نحو 24 ألف قتيل فلسطيني غالبيّتهم من الأطفال والنساء، حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.ويعاني سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون والذين نزح أكثر من 85 % منهم، وفق الأمم المتحدة، أزمة إنسانية كارثية وبات معظمهم على شفير المجاعة وفق الوكالات الدولية، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والمياه والوقود والأدوية فيما لا تدخل المساعدات الإنسانية إلا بكميات ضئيلة جدا رغم صدور قرار بهذا الصدد عن الأمم المتحدة. وتابع غوتيريش "إن شبح المجاعة يخيّم على سكان غزة، مع مخاطر المرض وسوء التغذية والتهديدات الصحية الأخرى". وأعرب عن قلقه من اتساع رقعة النزاع إلى لبنان أو أبعد منه، قائلًا "لا يمكننا أن نرى في لبنان ما نراه في غزة، ولا يمكننا أن نسمح باستمرار ما يحدث في غزة".(وكالات)