تعتبر الحصبة واحدة من أكثر الأمراض فتكا في العالم وهي شديدة العدوى. وتنتشر في الهواء عن طريق السعال أو العطس، وتشمل أعراضها الطفح الجلدي الأحمر البقعي والحمى والتهاب العيون وسيلان الأنف والسعال.وسجلت اليونيسف أن ما يقرب من 40 مليون طفل لم يحصلوا على لقاح الحصبة، وهو رقم قياسي. وفي عام 2023، كانت هناك العشرات من حالات تفشي المرض في جميع أنحاء العالم، وتحديداً في أفغانستان وإثيوبيا والصومال واليمن. بشكل عام، لا يوجد علاج شافٍ للحصبة، لكن اللقاح يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض.لمعرفة تفاصيل أكثر عن انتشار الحصبة في اليمن، منصة "المشهد" حاورت رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن، إيوالد ستالس.ما هو حجم انتشار الحصبة في اليمن؟أطباء بلا حدود: على مدى السنوات الثلاث الماضية، حدثت زيادة كبيرة في عدد الأطفال الذين تم إدخالهم إلى مستشفيات منظمة أطباء بلا حدود في اليمن لعلاج الحصبة. وفي النصف الأول من عام 2023، تضاعف عدد مرضى الحصبة الذين تم استقبالهم في المرافق التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود 3 مرات تقريبًا، ليصل إلى ما يقرب من 4,000 حالة، مقارنة بعام 2022 بأكمله، وهو ما تعتبره المنظمة ذروة مثيرة للقلق للغاية.وقد شهدت فرقنا الطبية هذا الارتفاع والأثر المدمر للمرض في محافظات عمران وصعدة وحجة وإب والحديدة وتعز ومأرب وشبوة.لماذا تنتشر الحصبة في اليمن؟أطباء بلا حدود: في حين أنه من الصعب تحديد جميع العوامل المسببة للتحديات المتزايدة التي يواجهها اليمن فيما يتعلق بالحصبة والأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها، فمن الواضح أن الفجوات الكبيرة في التطعيم الروتيني ومحدودية الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية الأساسية تلعب دوراً رئيسياً.علاوة على ذلك، فإن الصعوبات الاقتصادية، التي تغذيها الصراعات العنيفة، تجعل من الصعب للغاية على الناس في المناطق النائية دفع ثمن الوقود أو وسائل النقل لإحضار أطفالهم إلى المستشفى. ومما يزيد من تفاقم ذلك غياب حملات التطعيم، ومرافق الرعاية الصحية العامة ذات الأسعار المعقولة والفعالة في البلاد، مما يجبر الناس على السفر إلى مناطق أبعد للحصول على العلاج اللازم.ما هي الأعراض.. ماذا يفعل الشخص إذا شعر بأي شيء من عوارض الحصبة؟أطباء بلا حدود: الحصبة هي عدوى فيروسية شديدة العدوى يمكن أن تنتشر بسهولة في المجتمعات المكتظة بالسكان.إنه يؤثر على الأطفال دون سن الخامسة ويشكل خطورة خاصة على أولئك الذين يعانون من حالات أو مضاعفات كامنة.على الرغم من أنه مرض مميت، إلا أنه يمكن الوقاية منه من خلال التطعيمات.وتظهر الأعراض على النحو التالي:ارتفاع درجة الحرارة.أعراض شبيهة بالبرد: السعال وسيلان الأنف واحمرار العين مع إفرازات.ظهور بقع بيضاء صغيرة داخل الفم على البطانة الداخلية لخد المريض.طفح جلدي أحمر بسبب الحصبة.إذا كانت هناك حالة إصابة مؤكدة بالحصبة في منزلك، فتأكد من عزل الطفل المريض وتجنب الاتصال مع الأطفال الآخرين غير المرضى وغير المطعمين أو النساء الحوامل.اطلب الرعاية الطبية فورًا إذا ساءت حالة طفلك مثل: إذا كان لا يستطيع الشرب أو الرضاعة.إذا كان يعاني من القيء والإسهال الحاد دون توقف.إذا كان فاقدًا للوعي ويصعب إيقاظه.إذا بدأ يعاني من مشاكل في التنفس.وأخيرًا، تظل لقاحات الحصبة واللقاحات الروتينية هي خطوط الدفاع الأولى التي يمكن أن تحمي الأطفال من أي فيروس.ما هي التحذيرات التي توجهها المنظمة في هذا السياق؟أطباء بلا حدود: تتطلب معالجة هذه الأزمة الصحية الخطيرة استجابة شاملة ومنسقة. ولحماية الأطفال اليمنيين من خطر الإصابة بالحصبة، من الضروري تعزيز التدابير الوقائية، ومشاركة المجتمع، وتعزيز إدارة الحالات.يجب على السلطات، إلى جانب الجهات الفاعلة الإنسانية والصحية في اليمن، ضمان توافر اللقاحات في الهياكل الصحية، وزيادة إمكانية الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية العامة وقدراتها، وتعزيز مسارات الإحالة وتعزيز الوعي الصحي المجتمعي خصوصا عندما يكون السكان ضد اللقاحات بشكل متزايد.ما هي الأمراض التي قد تنتشر نتيجة للوضع الصحي الحالي؟أطباء بلا حدود: واحدة من أسرع المشاكل نمواً في اليمن هي: تفشي العديد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. كما أن حالات الحصبة والتيتانوس والدفتيريا والسعال الديكي آخذة في الارتفاع، وكذلك الوفيات الناجمة عن كل مرض.بالإضافة إلى الزيادة المثيرة للقلق في حالات سوء التغذية التي تضعف جهاز المناعة، مما يجعل الأطفال، وخاصة أولئك الذين لم يتم تطعيمهم، أكثر عرضة للتأثير المميت للحصبة أو غيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.ما هو وضع النظام الصحي في اليمن بحسب تقييم المنظمة.. وهل هو جاهز للتعامل مع هذا النوع من الأوبئة؟أطباء بلا حدود: النظام الصحي في البلاد على وشك الانهيار - وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، حيث إن 51% فقط من المرافق الصحية في اليمن تعتبر عاملة بكامل طاقتها. وتفتقر معظم المرافق الصحية إلى الموظفين (قوة عاملة لا تتقاضى أجورها في كثير من الأحيان على الإطلاق، أو بشكل غير منتظم)، والمعدات العاملة والإمدادات الطبية الأساسية، وخاصة في المناطق الريفية النائية. على مستوى الرعاية الصحية الأولية، يعاني النظام من العديد من الفجوات سواء من حيث الخدمات المتاحة أو جودة الرعاية المقدمة.تستقبل غرف الطوارئ التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود العديد من المرضى الذين لا يستوفون معايير القبول ويجب علاجهم في مراكز الرعاية الصحية الأولية الأقرب إليهم ولكنهم يفضلون القدوم إلى المستشفى. بالإضافة إلى ذلك، فإن محدودية توفر الخدمات عالية الجودة على مستوى الرعاية الصحية الأولية يؤثر على خطورة الحالات التي نستقبلها.وفي بعض المراكز الصحية التي ندعمها، قمنا بتكييف أنشطتنا لتلبية الاحتياجات المتزايدة. على سبيل المثال، في أبريل الماضي 2023 عندما بدأنا رؤية بعض الحالات الشديدة من مرض الحصبة في أبواب الطوارئ لدينا ومع عدم وجود هيكل صحي لعلاج الحصبة في مناطق الساحل الغربي - تعز. قررنا فتح وحدة عزل للطوارئ في مستشفى المخا الجراحي التابع لمنظمة أطباء بلا حدود، وكان من الصعب على الفريق الطبي التكيف مع إدارة الحالات السريرية لأن المرفق منذ عام 2018 كان يتعامل فقط مع حالات الإصابات الجراحية.ما هي الرسالة التي توجهونها للمجتمع الدولي؟أطباء بلا حدود: يعتمد النظام الصحي بأكمله في اليمن على المساعدات الدولية، التي تتناقص أكثر فأكثر، مما يزيد الضغط على المرافق التي تدعمها أو تديرها منظمة أطباء بلا حدود.يجب أن يظل اليمن أولوية في الأجندة الدولية للتنمية والإنسانية. ويجب أن تكون المساعدة الإنسانية مستدامة وتحسينها للاستجابة لاحتياجات الناس الأكثر إلحاحا..زيادة مقلقةكانت أطباء بلا حدود قد حذرت في بيان من الارتفاع الضخم في أعداد مصابي الحصبة مؤخرا في اليمن.وفي بيان لها قالت المنظمة: "في عام 2022، قرعنا ناقوس الخطر بشأن ارتفاع سوء تغذية لدى الأطفال في اليمن – وهي حالة إذا وُجدت- فإنها تفاقم أعراض الأمراض الأخرى، بما فيها الحصبة، وتزيد من مضاعفاتها. فسوء التغذية يسبب ضعف الجهاز المناعي، ما يجعل الأطفال، وخاصة أولئك الذين لم يتم تطعيمهم، أكثر عرضة للإصابة بالحصبة وتأثيرها الفتاك".والحصبة هي مرض فيروسي شديد العدوى يمكن أن ينتشر بسهولة في الأماكن المكتظة بالسكان. ويؤثر في الغالب على الأطفال دون سن الخامسة وهو خطير بشكل خاص على أولئك الذين يعانون من ظروف صحية أو مضاعفات كامنة. وعلى الرغم من أنه مرض يحتمل أن يكون مميتاً، إلا الوقاية منه ممكنة من خلال اللقاحات. وسلطت وكالات الأمم المتحدة الضوء على الزيادة الحادة في الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في اليمن، مشيرة إلى أن البلاد سجلت أكثر من 22000 حالة حصبة في عام 2022، بما في ذلك 161 حالة وفاة. وبحلول أبريل من هذا العام، سُجلت بالفعل 16114 حالة. كما أن حالات الإصابة بالدفتيريا والسعال الديكي آخذة في الارتفاع، وكذلك الوفيات الناجمة عن كل مرض، وفق بيان "أطباء بلا حدود".و بحسب المنظمة، من أسباب هذا النقص في التحصين العقبات اللوجستية، بما في ذلك بعض القيود المفروضة على الإمدادات الإنسانية، بالإضافة إلى العدد المحدود للمرافق الصحية القادرة على توفير اللقاحات، فضلاً عن غياب التثقيف الصحي لتسليط الضوء على الدور الأساسي الذي تلعبه اللقاحات في حماية الناس من أمراض مثل الحصبة.(المشهد)