حتى لحظة كتابة هذه السطور لا يزال قائد الجيش اللبناني جوزيف عون هو الأوفر حظا لرئاسة الجمهورية من بين المرشحين المطروحة أسماؤهم علنا وفي الكواليس السياسية اللبنانية. ويشهد لبنان حركة دبلوماسية مكوكية أميركية وسعودية وفرنسية لتسهيل العقبات أمام إتمام هذا الاستحقاق الرئاسي بهدف إطلاق عجلة الحياة السياسية بعد عامين من الشغور الرئاسي وبعد حرب مدمرة بين إسرائيل و"حزب الله". وبورصة الأسماء التي تصدرت المشهد السياسي اللبناني على الأقل في الأسابيع الأخيرة، انحصرت في الساعات الأخيرة بين الوزير السابق جهاد أزعور وجوزيف عون، لكن رفض رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري تأييد أزعور أعاد خلط الأوراق، إضافة إلى الإصرار الأميركي - السعودي على دعم قائد الجيش. وفي المعلومات التي حصلت عليها منصة "المشهد" من مصادر حزب "القوات اللبنانية"، يبدو أن "القوات اللبنانية ستسير بقائد الجيش اللبناني رئيسا للجمهورية اللبنانية إذا تم تأمين 86 صوتا نيابيا لانتخابه". وترددت معلومات عن لقاء سري حصل بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وقائد الجيش، لكن الطرفين لم يؤكدا حصول هذا الاجتماع عشية جلسة الانتخابات الرئاسية.ووفق المواقف المعلنة من قبل القوى السياسية اللبنانية حتى الساعة، يبدو أن المرشح الرئاسي جوزيف عون بات حاصلا على تأييد نواب المعارضة ونواب اللقاء الديمقراطي وعدد من النواب المستقلين والسنة. وفي الإطار نفسه وفي خطوة تمهد لانتخاب قائد الجيش، أعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه انسحابه من السباق الرئاسي ودعم ترشيح جوزيف عون للرئاسة. وقال : "انسجاماً مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة - داعم للعماد جوزيف عون الذي يتمتّع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى. إنني أتمنّى للمجلس النيابي التوفيق في عملية الانتخاب، وللوطن أن يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية". وتبقى الأمور معلقة حتى لحظة إعلان موقف الثنائي الشيعي الرسمي من التصويت لقائد الجيش في جلسة الخميس. علما أن التحضيرات بدأت في عدد من المناطق للاحفتال بانتخاب قائد الجيش رئيسا، وبدأ البعض بطبع صور لقائد الجيش اللبناني مكتوب عليها "فخامة الرئيس"، لكن هناك مثل لبناني يقول: "لا تقول فول إلا يصير بالمكيول"، بمعنى آخر أن لا شيء نهائي في لبنان خصوصا في الاستحقاق الرئاسي، بسبب السوابق التي حصلت حيث نام بعض المرشحين رؤساء واستفاقوا على واقع مختلف.(المشهد)