كشف تقرير نشره موقع "وول ستريت جورنال" أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير يَعِد بنهج جديد وأكثر عدوانية تجاه غزة.ويقول التقرير إنه خلال معظم فترة الحرب في غزة، جادل الجيش الإسرائيلي بأن هدف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو المتمثل في تدمير "حماس" لا يمكن تحقيقه إلا بحل سياسي.لكن الآن، أصبح للجيش قائد جديد، ولديه فكرة مغايرة ونهج مختلف.تحول محفوف بالمخاطرويقود إيال زامير، الذي شغل منصب قائد فصيل دبابات في السابق ويبلغ من العمر 59 عامًا، الهجوم الإسرائيلي المتجدد على غزة لتحرير الأسرى وإجبار "حماس" على الاستسلام.وهو يستعد لنشر عشرات الآلاف من الجنود في جميع أنحاء القطاع في هجوم بري كبير لاحتلال الأراضي واجتثاث ما تبقى من مسلحي "حماس"، وهي خطة تدعمها حكومة نتانياهو.إنه تحولٌ محفوفٌ بالمخاطر في التكتيكات في الحرب التي استمرت 18 شهرًا وما زالت، ويعكس الثقافة الجديدة التي يسعى زامير إلى ترويجها داخل الجيش، وفقًا لأشخاص مطلعين على خططه.في الأعوام الأخيرة، جاء معظم قادة الجيش الإسرائيلي من وحدات القوات الخاصة، واعتمدوا على البراعة التكنولوجية للبلاد لتنفيذ عملياتٍ مُستهدفة، وفقًا لمسؤولين عسكريين إسرائيليين سابقين ومحللين.وانعكست هذه الثقافة في نهج الهجمات الإسرائيلية خلال الأشهر الـ15 الأولى من الحرب إذ كان يتحرك الجيش بشكل منهجي عبر قطاع غزة. لكنه لم يسيطر على أراضٍ تتجاوز ممرين إستراتيجيين، واضطر مرارًا وتكرارًا للعودة إلى المناطق التي أعاد المسلحون تنظيم صفوفهم فيها. وبمجرد سريان وقف إطلاق النار لمدة شهرين في يناير، عادت "حماس" للظهور وقدمت "استعراضاتٍ" مُحكمة لتأكيد سيطرتها.ويريد زامير القضاء على "حماس" بشكل حاسم بهجوم بري واسع النطاق يستمر لأشهر قبل التوصل إلى أي حل سياسي في غزة، وفقًا لأشخاص مطلعين على إستراتيجيته. وفي تحول كبير، هو مستعد لنشر قوات كافية تبقى في القطاع لأجل غير مسمى وتتحكم في توزيع المساعدات الإنسانية، وهو أمر تجنبته إسرائيل حتى الآن.ثقافة الانتشار المكثفوفي هذا الإطار، قال إيهود يعاري من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وعمل مع زامير على ورقة بحثية في مركز الأبحاث: "رئيس الأركان الجديد ينتمي إلى ثقافة عسكرية مختلفة عن رؤساء الأركان السابقين". "ثقافة الانتشار المكثف". ولطالما اشتكى زامير من أن إسرائيل لديها ثقة كبيرة في التكنولوجيا وقلة عدد الجنود على الأرض. ومن نواحٍ عديدة، يجسد زامير الجدل العالمي الأوسع حول كيفية خوض الحروب والانتصار فيها.ولعبت التكنولوجيا الجديدة دورًا محوريًا في الحرب في أوكرانيا، حيث نجحت كييف في استخدام طائرات من دون طيار رخيصة الصنع لتحييد القوة العسكرية الروسية. لكنها في المقابل خسرت معارك كبرى كثيرة لأن موسكو نشرت الآلاف من جنودها كما في الحروب التقليدية، ما يُظهر أن القوات البرية لا تزال ضرورية للسيطرة على الأراضي.ومن القرارات الأولى التي اتخذها زامير عند تعيينه قائدًا للجيش الشهر الماضي هو تشكيل لواء دبابات جديد. وقد رقى مسؤولين ذوي خبرة في قيادة المشاة إلى أعلى المناصب العسكرية.وفي حين بدأ العام باتفاق جديد لوقف إطلاق النار أوقف القتال لمدة شهرين ووعد بإجراء محادثات من أجل وقف دائم، حذر زامير في مستهل مارس من أن عام 2025 سيكون عام حرب.ومنذ ذلك الحين، بدأ الجيش الإسرائيلي في نشر قوات في غزة لتطهير المناطق من "حماس" والسيطرة على الأراضي إلى أجل غير مسمى. وقال زامير في زيارة إلى غزة هذا الأسبوع: "سيستمر هذا الأمر بوتيرة مدروسة وحازمة".خلفية عسكريةوأمضى زامير حياته كلها تقريبًا في الجيش. في الرابعة عشرة من عمره، غادر منزله في مدينة إيلات الساحلية جنوب إسرائيل للانضمام إلى مدرسة داخلية عسكرية في تل أبيب.وقضى زامير فترةً كقائد دبابات في لبنان، حيث استخدمت إسرائيل سلاحها المدرع لاحتلال الجزء الجنوبي من البلاد عقب دخولها عام 1982.خلال الانتفاضة الفلسطينية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والمعروفة باسم "الانتفاضة الثانية"، قاد زامير لواءً من 90 دبابة خلال عملية حصار مدينة جنين بالضفة الغربية، في مواجهة المسلحين الفلسطينيين.ويومها قال رونين إيتزيك، وهو قائد دبابة سابق خدم تحت قيادة زامير: "نحن لا نأتي للزيارة، ونلقي قنبلة ونعود". "نحن موجودون في الميدان طوال الوقت".(ترجمات)