بعد أن سيطرت الفصائل المسلحة على مدينة حلب السورية، بدأت موجة نزوح كبيرة من الأرياف خوفًا من سيناريوهات التنكيل التي تكررت في كثير من المدن والبلدات السورية.وبموجب اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والفصائل المسلحة، تم الانسحاب من بلدة تل رفعت وقرى الشهباء التي تحوي عشرات الآلاف من النازحين من عفرين قبل 7 سنوات، وقامت القوات الكردية بإجلاء ما يقارب 100 ألف شخص من تلك المناطق لتستقبلهم في مدينة الطبقة والرقة شمال شرق سوريا، وسط ظروف إنسانية سيئة وشتاء بارد زاد من معاناة النازحين.يقول الستيني مصطفى الذي حاول حرق نفسه من شدة الألم لمنصة "المشهد": "جئنا من عفرين وقلنا يوم أو يومين وسنعود لقريتنا، لم نأخذ معنا شيئا دمرت بيوتنا وغادرنا بملابسنا والبارحة قمت بإحراق نفسي وقلت يكفي والرفاق ساعدوني.."."دعوني أحترق"وأضاف في حرقة: "اتركوني دعوني أحترق.. عندما وصلنا الشهباء كانت سيارتنا واقفة وأخبرونا أننا سنذهب للشهباء ونحن لا نعرف أين هي الشهباء، دخلنا واستقر بنا الحال في الشهباء، 7 سنوات كنا في الشهباء حتى البارحة، البارحة تشردنا، أخرجونا من الشهباء أيضا لم نأخذ معنا شيئا".أما ليلى، فتبكي بدموع تحرق القلوب وهي تشرح لـ"المشهد" كيف كانت رحلة نزوحها: "قبل جميع الناس قبل الكل خرجنا من الطعانة، لم نكن سنخرج، أخبرونا أن نخرج لأن الرصاص والقذائف تسقط فوق رؤوسنا.. جئنا ونمنا في السيارات خارج المنازل، نمنا ذلك اليوم وفي الصباح بدا الوضع هادئا ونحن في طريق العودة للمنزل جاؤوا من الخلف حاولنا فتح الباب جاءتنا القذائف والرصاص من الخلف فعدنا إلى الخلف ومرة أخرى جلسنا قبل القرية وأردنا تناول الطعام لأن الأطفال جائعون لا توجد معنا كسرة خبز لأن كل شيء حصل معنا فجأة".مصير مجهولوتابعت "جلسنا وجاء جيراننا وطلبوا منا الذهاب لمنزلهم تلك الليلة ونمنا عندهم وفي الصباح أو الظهر عند الساعة 11 قالوا لنا اخرجوا وتعالوا فذهبنا وبقينا في السيارات حتى الآن لا طعام لا غاز لا يوجد أيّ شيء معنا".عريفة لم تكن أوفر حظاً حيث هجرت خلال 7 سنوات للمرة الرابعة لتستقر في الطبقة وتتساءل عن القادم: "أربع مرات هجرت بهذا العمر وهذه الحالة، أول مرة كانت بحلب، ذهبنا للقرية ومن القرية ذهبنا لعفرين ومن عفرين ذهبنا إلى تل رفعت ومن تل رفعت وصلنا إلى هنا ولا نعرف ما هي النتيجة".وتبقى المأساة السورية هي الأسوأ وسط سيناريوهات لا يعلم أحد شيئا عنها وسط دهشة السوريين من الانسحابات السريعة للجيش السوري والاستيلاء الأسرع للفصائل المسلحة التي أدرجت أسماء الكثير منها على لوائح الإرهاب، ويبقى السؤال الذي يراود السوريين ما هو مصيرهم في ظل هذه الأزمة.. وإلى أين تتجه الأمور؟(المشهد - شمال سوريا)