على مدار السنتين الماضيتين، زادت التوترات بين أرمينيا وأذربيجان، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين مما هدد باندلاع حرب مدمرة في منطقة القوقاز بالقرب من الحدود الأوروبية.وتعتبر الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان إقليمية عرقية تعود إلى عام 1918 في أعقاب انهيار الإمبراطورية الروسية، بعد سيطرة باكو على إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي تسكنه أغلبية أرمينية. وفي عام 1921، أعلن الاتحاد السوفيتي حكما ذاتيا في إقليم كاراباخ، وذلك بعد سيطرته وأذربيجان وأرمينيا، وبذلك زرعت نواة للتوتر المستمر حتى الآن. وهذه أبرز المحطات في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان منذ ثمانينيات القرن الماضي: فبراير 1988 في أواخر ثمانينات القرن الماضي، مع تراجع قبضة الاتحاد السوفيتي، الذي يسيطر على أرمينيا وأذربيجان، تصاعد الخلاف بين باكو ويريفان بعد تصويت برلمان إقليم كاراباخ للانضمام إلى أرمينيا، واندلعت الحرب بين البلدين. على مدار 6 سنوات من القتال، الذي خلف أكثر من 30 ألف قتيل ونزوح نحو مليون شخص، نجحت أرمينيا في السيطرة على إقليم كاراباخ ونحو 20% من أراضي أذربيجان. مايو 1994 وقع الطرفان اتفاقا لوقف إطلاق النار بوساطة روسية، سيطرت بموجبه أرمينيا على الإقليم المتنازع عليه ومساحات كبير من الأراضي الأذرية. منذ ذلك الحين يشعر الأذريون بالمرارة لخسارة مساحات كبيرة من أراضيهم. 2006 أقر إقليم كاراباخ دستورا جديدا باعتباره "جمهورية مستقلة" عن أذربيجان، وتم اختيار مدينة "إستبانا كريت" عاصمة لهم. 18 فبراير 2010 اندلاع اشتباكات بين القوات الأذرية والأرمينية على خط التماس الفاصل بينهما، مما أسفر عن مقتل 3 جنود أذريين وإصابة أخرين. عدد القتلى ارتفع بين 2008 و2010 بسبب الاشتباكات بين البلدين إلى 74 جنديا. 24 يونيو 2011 عقد الرئيسان الأرميني سيرج سركسيان والأذري إلهام علييف، محادثات في مدينة قازان الروسية برعاية من الكرملين. 5 يوليو 2015 أذربيجان أعلنت إسقاط طائرتين من دون طيار تابعتين للجيش الأرميني، أثناء قيامهما بمهام استطلاعية على خط التماس بين البلدين. في الأشهر التالية، تصاعدت حدة الاشتباكات بين البلدين، مما دفع منظمة الأمن والتعاون الأوروبية إلى التحذير من الوضع في القوقاز. ديسمبر 2015 تطور الاشتباكات أدى في إقليم كاراباخ إلى استخدام أذربيجان دبابات ضد قوات "انفصالية" لأول مرة منذ 20 عاما. 2 أبريل 2016 أرمينيا وأذربيجان تتبادلان الاتهامات بعد اندلاع اشتباكات بين الطرفين على خط التماس، لكن باكو أعلنت وقف إطلاق النار من طرف واحد. 27 سبتمبر 2020 اندلاع اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان، وتبادل الطرفان قصفا بالمدفعية الثقيلة. 10 أكتوبر 2020 روسيا أعلنت أن كلا من أرمينيا وأذربيجان اتفقتا على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية بعد 10 ساعات من المحادثات في موسكو، وأنهما سيدخلان في محادثات. 11 أكتوبر 2020 أذربيجان أعلنت أن أرمينيا انتهكت وقف إطلاق النار، وتجددت الاشتباكات بين الطرفين في عدة مناطق. 25 أكتوبر 2020 الولايات المتحدة أعلنت التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية اعتبارا من صباح 26 أكتوبر. 26 أكتوبر 2020 انهيار وقف إطلاق النار من جديد، واستمرت الاشتباكات بين الطرفين في عدد من المواقع الحدودية، حققت فيها القوات الأذرية انتصارات كبيرة وسيطرت على أكثر من 48 قرية. 9 نوفمبر 2020 رؤساء كل من روسيا وأذربيجان وأرمينيا يوقعون على بيان لوقف إطلاق النار في موسكو. الاتفاق أثار غضبا كبيرا في يريفان، وطالب المتظاهرون الرئيس الأرميني بالاستقالة.10 نوفمبر 2020 موسكو ترسل حوالي 2000 جندي روسي إلى مرتفعات كاراباخ، لحفظ السلام. 17 نوفمبر 2021 على مدار عام 2021 اندلعت اشتباكات متقطعة بين الطرفين، وفي 17 نوفمبر أعلنت أذربيجان مقتل سبعة من جنودها في اشتباكات مع أرمينيا. مقررو الاتحاد الأوروبي أكدوا أن العملية العسكرية التي أطلقتها أذربيجان خلال الأسابيع الأخيرة أسوأ انتهاك لوقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في نوفمبر 2020. 12 سبتمبر 2022 الاشتباكات تجددت بين الطرفين، فقد أفادت وزارة الدفاع الأرمينية أن وحدات من القوات المسلحة الأذرية بدأت في إطلاق نيران كثيفة بالمدفعية والأسلحة الثقيلة باتجاه المواقع الأرمينية. 19 سبتمبر 2023 أعلنت أذربيجان أنها أطلقت عملية عسكرية تستهدف القوات الأرمينيّة في إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه. وقالت وزارة الدفاع الأذرية في بيان، إنّ قواتها وجهت ضربات بأسلحة دقيقة ضد القوات والمواقع العسكرية الأرمينيّة، مشيرة إلى أنّ الهدف من العملية العسكرية هو إخراج التشكيلات المسلحة الأرمينيّة مما وصفته بـ"أراضي أذربيجان". وقال المحقق المعني بحقوق الإنسان التابع للانفصاليين في إقليم ناغورنو كاراباخ إن 25 قتلوا في الإقليم خلال عملية عسكرية تنفذها أذربيجان. 20 سبتمبر 2023 الجيش الأذربيجاني أعلن سيطرته على أكثر من 60 موقعا للجيش الأرميني في ناغورنو كاراباخ، بعد ساعات من إطلاقه عمليات عسكرية في الإقليم المتنازع عليه. إجلاء أكثر من 10 آلاف شخص بينهم نساء وأطفال من أماكن إقامتهم في ناغورنو كاراباخ إلى مناطق أخرى في الإقليم، بسبب العملية العسكرية التي شنّتها أذربيجان، والتي انتهت باتفاق لوقف إطلاق النار. 21 سبتمبر 2023 أذربيجان والانفصاليون الأرمن عقدوا في ناغورنو كاراباخ مباحثات سلام بوساطة روسية، غداة إعلان باكو انتصارها في عملية عسكرية سريعة شنّتها في الإقليم. 22 سبتمبر 2023 رغم رصد عدد من الانتهاكات، بقي وقف إطلاق النار قائماً في الإقليم عقب استسلام الانفصاليين الأرمن في مواجهة عملية عسكرية سريعة شنتها أذربيجان في ناغورنو كاراباخ. 23 سبتمبر 2023 تزايدت المخاوف من التطهير العرقي بين المدنيين في ناغورنو كاراباخ وحلفائهم في أرمينيا والغرب. وأثار النصر الأذربيجاني احتجاجات غاضبة في يريفان، وندد المتظاهرون باشينيان ووصفوه بالخائن لفشله الملحوظ في مساعدة حلفائه في آرتساخ. 24 سبتمبر 2023 أرمينيا دعت إلى إرسال "بعثة" للأمم المتحدة إلى ناغورنو كاراباخ لمراقبة الوضع الميداني، في وقت وعدت أذربيجان بمعاملة الأرمن في هذه المنطقة الانفصالية على أنهم "مواطنون متساوون". 25 سبتمبر 2023 لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف في منطقة ناخيتشيفان الأذربيجانية الواقعة بين أرمينيا وإيران والمتاخمة لتركيا. وتمت مناقشة آخر التطورات في ناغورنو كاراباخ. وصول مئات اللاجئين الفارين من ناغورنو كاراباخ إلى أرمينيا التي انتقدت بشكل ضمني روسيا لعدم تقديمها الدعم لها إثر انتصار الجيش الأذربيجاني على الانفصاليين في هذا الإقليم الذي يضم غالبية أرمينية. 26 سبتمبر 2023 انفجار في مستودع وقود في ناغورنو كاراباخ أوقع 20 قتيلاً على الأقل وأكثر من 280 جريحاً في ظلّ أوج موجة نزوح لآلاف المدنيين الهاربين من وصول القوات الأذربيجانية. موسكو وواشنطن تتبادل الاتهام بزعزعة الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز في ظل فرار الآلاف من عرق الأرمن من منازلهم في ناغورنو كاراباخ بسبب الخوف من التطهير العرقي. 27 سبتمبر 2023 أعلنت خدمة حرس الحدود الأذربيجانية اعتقال الرئيس السابق لحكومة ناغورنو كاراباخ أثناء محاولته العبور إلى أرمينيا. أعلنت أرمينيا وصول أكثر من 53 ألف لاجئ أي ما يقارب نصف سكان الإقليم من ناغورنو كاراباخ إلى أراضيها، عقب العملية العسكرية التي أدت إلى مقتل أكثر من 400 شخص من الطرفين. 28 سبتمبر 2023 رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان اتّهم أذربيجان بممارسة التطهير العرقي في إقليم ناغورنو كاراباخ. بعد هذا الاتهام، حضّت أذربيجان أرمن ناغورنو كاراباخ على البقاء في الإقليم. 29 سبتمبر 2023 فر أكثر من 90 ألف شخص من سكان الإقليم الذين يقدر عددهم بنحو 120 ألف نسمة إلى أرمينيا، ما اعتبره الخبراء الدوليين خروجاً جماعيًّا يستوفي شروط جريمة حرب. 30 سبتمبر 2023 جميع سكان ناغورنو كاراباخ تقريبًا غادروا الإقليم إذ وصل عدد الفارين إلى أكثر من 100 ألف من السكان الأرمن من الإقليم. 1 أكتوبر 2023 البابا فرنسيس حضّ أذربيجان وأرمينيا على إجراء محادثات لاستعادة السلام في إقليم ناغورنو كاراباخ. 2 أكتوبر 2023 غادرت آخر قافلة للأرمن كاراباخ وطالبت أرمينيا الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على أذربيجان، بسبب عمليتها العسكرية في كاراباخ، وحذرت من أن باكو قد تهاجم أرمينيا قريبا ما لم يتخذ الغرب إجراء حازما. وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أعلنت أنها ستتوجه الى أرمينيا، حيث ستكرر دعم فرنسا لسيادة أرمينيا ووحدة أراضيها. 3 أكتوبر 2023 في ظل توتر في العلاقات بين يريفان وموسكو، بعد العملية العسكرية التي شنّتها باكو في ناغورنو كاراباخ، صادق البرلمان الأرمينيّ على نظام روما الأساسيّ الذي أُنشئت بموجبه المحكمة الجنائية الدولية، ما مهّد الطريق أمام يريفان للانضمام إلى هذه المحكمة. 5 أكتوبر 2023 وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا اعتبرت أن نزوح الأرمن من ناغورنو كاراباخ بعد النصر الذي حققته أذربيجان، يبدو مثل تطهير عرقي. 7 فبراير 2024 عزّزت استعادة باكو لإقليم ناغورني كاراباخ صورة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ما ساهم في رفع أسهمه في الانتخابات الرئاسية. (المشهد)