قال رئيس الوزراء الفلسطيني السابق الدكتور سلام فياض إن الحرب الحالية في قطاع غزة هي "كارثة كبرى" على الفلسطينيين، وستظل تلاحقهم لعقود عديدة مقبلة.وأكد أن "حماس" كانت تسير على طريق الصعود سياسيا منذ فترة طويلة. وأشار فياض إلى أنه في منتصف التسعينيات، كانت نسبة التصويت لها نحو 13%، ومع مرور الوقت، ارتفعت شعبيتها ووجد المزيد من الفلسطينيين أنفسهم متحالفين مع أيديولوجية الحركة ونظرتها للعالم، خصوصا بسبب فشل اتفاقية أوسلو. وأضاف: "أدرك الجمهور الفلسطيني عمومًا أن هذه العملية (أوسلو) لن تفي بوعدها بالحرية وإقامة الدولة للفلسطينيين في الأراضي المحتلة"، وفق ما جاء في صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية. حديث فيّاض جاء خلال سلسلة من الندوات استضافها مركز دراسات الشرق الأوسط في بريطانيا، بمشاركة سفير المملكة المتحدة لدى السعودية توم فيليبس وسفير المملكة المتحدة لدى إسرائيل فنسنت فين والمفوض السامي لدى أوغندا. و بعد عام 2000، مع تضاؤل احتمالات إقامة الدولة الفلسطينية بسرعة مع مرور الوقت، وجد المزيد من الفلسطينيين أنفسهم متحالفين مع رؤية "حماس" للعالم. وقال فيّاض إن فشل عملية السلام هو الذي يفسر صعود "حماس"، مبينا أنه كانت هناك أخطاء في الطريقة التي تم بها التعامل مع الحكم الفلسطيني على مرّ الأعوام. ولفت إلى أن الطريقة التي تعاملت بها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مع السلطة الفلسطينية أدت إلى تقويض قدرة السلطة الفلسطينية على الحكم وبسط سلطتها وإقناع الناس بأنها نواة الدولة التي هي في طور التكوين. وأشار فياض إلى أن السلطة الفلسطينية أصبحت أضعف تدريجياً، فيما اكتسبت الإيديولوجية أو الفلسفة المتنافسة لـ"حماس" والفصائل ذات التفكير المماثل شعبية ومكانة بين الفلسطينيين أينما كانوا. سلام فياض: "حماس" قوة سياسيةوأكد المسؤول الفلسطيني السابق أن "حماس" هي قوة سياسية وأيديولوجية لا يُستهان بها. وشدد على أنه من المستحيل مواجهة حركة كهذه من خلال محاولة القضاء عليها جسديا وقال "هذا مجرد تمرين على العبث".وعن العلاقة الحالية بين "حماس" ومنظمة التحرير الفلسطينية، أوضح فياض بأنه لا توجد علاقة رسمية بين الاثنين. وقال إن "حماس" لم تكن قط جزءاً من منظمة التحرير الفلسطينية، حيث كانت هناك محاولات لدمج الحركة في المنظمة خلال التسعينيات. وحاول الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ضمّ "حماس" إلى المجلس الوطني الفلسطيني - البرلمان الفلسطيني - فعرض على الحركة نسبة معينة أقل من 50% من المندوبين بالاتفاق وليس بالانتخابات، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق. واعتبر فياض أنه كانت هناك أيضاً جولات عدة من المحادثات فيما أصبح يُعرف بحوار القاهرة، مما أدى إلى بعض التفاهمات حول كيفية إعادة تشكيل الجسم السياسي الفلسطيني.وفي عام 2007، بعد سيطرة "حماس" على غزة، كانت هناك مفاوضات كثيرة، حيث اتفقت منظمة التحرير والحركة على تشكيل حكومة وطنية، لكن هذا الاتفاق لم يدم طويلا. وهيمنت الفصائل والتنافسات الفصائلية على الجسم السياسي الفلسطيني لعقود عديدة. غزة جزء من المشروع الفلسطيني وعن اليوم التالي للحرب، قال فياض إن السلطة الفلسطينية يجب أن تتحمل هذه المسؤولية. وأضاف أن "التفكير في فرض ترتيب على الفلسطينيين لإدارة غزة وفي اليوم التالي هو أمر أحذر منه بشدة"، مبينا أن غزة كانت وستظل دائما جزءا لا يتجزأ من المشروع الوطني الفلسطيني. وأشار إلى أنه يجب على السلطة الفلسطينية أن تُثبت وجودها في غزة بجرأة، وبدعم من الإجماع الوطني. وقال إنه بعد ذلك، يمكن للسلطة الفلسطينية أن تبدأ على الفور في تحمّل المسؤولية، والعمل من خلال حكومة يوافق عليها الجميع، بما في ذلك حركتي "حماس" و"الجهاد". وحول إن كان لفياض مستقبل في السلطة الفلسطينية، قال: "بصراحة لا أفكر في مثل هذا المستقبل". وإن كان حل الدولتين لا يزال ممكنا، أكد فياض بالإيجاب، وقال إن الحل هو إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على أراضي عام 1967. وأضاف: "إن المبدأ القائل بأننا نحن الفلسطينيين شعب، وبالتالي يحق لنا الحصول على حقوق وطنية مثل جميع الدول والشعوب الأخرى في جميع أنحاء العالم، هو شيء وهذا غير مفتوح للنقاش على الإطلاق". وإن كان الأمن المتبادل ضروريا للمفاوضات، أوضح فياض أنه ضروري. وقال: "ما لم يكن الأمن مدعوما بتسوية سياسية، فلن يكون مستداما. هذا واضح. ما تحتاجه كحد أدنى أساسي هو الفترة التي يوجد خلالها التزام صارم باللاعنف الأساسي".(ترجمات)