رأى موقع "سكاي نيوز" البريطاني أن ميزان القوّة العسكرية في العالم يشهد تحولاً، وأنّه من الأفضل للغرب أن يستعد لذلك.وشرح المقال لكاتبه سين بيل أن المسيّرات المقاتلة زوّدت أوكرانيا بميزة غير متكافئة ضد روسيا، وهي قوة متفوقة تقليديا، واستخدمها "الحوثيون" لتعطيل الشحن في البحر الأحمر، وفي الأسبوع الماضي قتلت طائرة بدون طيار 3 من الجنود الأميركيين وأصابت عشرات آخرين في الأردن.وحسب المقال فإنه منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، حدثت ثورة في دور المسيّرات القتالية، التي مكّنت قوات أقل قدرة من تحقيق الانتصار ضد القوى العسكرية المهيمنة تقليدياً.هل أصبحت حرب المسيّرات هي الوسيلة القتالية الأهم للمستضعفين؟خلال الحرب الطويلة في أفغانستان زاد الاستثمار في الطائرات بدون طيار بعيدة المدى مثل "بريداتور" و"ريبر"، حيث أدّى التطور في تكنولوجيا الأقمار الصناعية إلى انخفاض وزن وتكلفة أجهزة الاستشعار بشكل كبير.وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن الأوكرانيون أنهم أغرقوا سفينة أخرى تابعة لأسطول البحر الأسود الروسي، وهي سفينة صواريخ إيفانوفيتس، قبالة ساحل شبه جزيرة القرم. تشير لقطات الفيديو التي تم نشرها إلى هجوم ليلي منسّق، باستخدام طائرات بحرية مسلحة بدون طيار، مما أدى إلى سلسلة من الضربات القاتلة على السفينة الروسية.وعلى الرغم من عدم امتلاك أوكرانيا لقوات بحرية قويّة، إلا أنها استخدمت الطائرات البحرية بدون طيار بشكل مدمّر، حيث دمرت حوالي 20% من قوات حرس الحدود الروسية.وأطلق "الحوثيون" صواريخ كروز وصواريخ باليستية تقليدية مضادة للسفن على السفن البحرية والعسكرية في البحر الأحمر، ومع ذلك، فإن هذه الصواريخ باهظة الثمن ومن السهل نسبيًا تتبعها وتدميرها.لكن "الحوثيين" سعوا أيضاً إلى تعطيل الشحن في البحر الأحمر باستخدام طائرات مسلحة بدون طيار. وقد مكّنت طائرات "شاهد 136" بدون طيار التي قدمتها إيران (على غرار تلك التي تم بيعها لروسيا لاستخدامها ضد الأهداف الأوكرانية) وطائرات "صمد" بدون طيار (المعدّلة التي قدمتها إيران) "الحوثيين" من مواصلة تعطيل الشحن العالمي. وعلى الرغم من الضربات العسكرية المكثّفة من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فمن السهل إخفاء الطائرات بدون طيار، وهي سهلة التشغيل والاستبدال.وفي 28 يناير، تمكّنت طائرة مسلحة بدون طيار من الالتفاف على الدفاعات العسكرية الأميركية في قاعدة شمال الأردن، البرج 22، ما أسفر عن مقتل 3 وإصابة 34 من الجنود الأميركيين.ليس من الواضح تماماً كيف تمكنت الطائرة بدون طيار من اختراق الدفاعات الأميركية، نظراً لوجود مجموعة معقّدة من الإجراءات (المسار / الارتفاع / السرعة / الوقت) والإلكترونية (تحديد الصديق أو العدو، إلخ) المستخدمة للحماية من مثل هذه الهجمات.لكن الهجوم كان ناجحا، وأدت الوفيات الناجمة عنه إلى زيادة التوترات بشكل كبير في المنطقة، بل وأدت إلى تحليلات من الرئيس السابق دونالد ترامب بأننا على "حافة الحرب العالمية الثالثة".توفّر الطائرات بدون طيار قدرة توجيه ضربات دقيقة فعالة بشكل متزايدوتُستخدم الطائرات بدون طيار أيضاً لنقل البضائع المهربة إلى السجون، وتعطيل المطارات، واختبار الدفاعات العسكرية. فهي متاحة على نطاق واسع، ويسهل التحكم فيها (حتى من الهاتف المحمول)، ولن يصعب استخدامها على خصومنا المحتملين، سواء كانوا دول أم إرهابيين.كانت القوة العسكرية في الماضي تحددها المقاتلات التقليدية والسفن والدبابات، وكانت حصرية على القوى الدولية الكبرى.ومع ذلك، فإن أحدث جيل من الطائرات بدون طيار يتحول بسرعة إلى السلاح المفضل للجيوش "المستضعفة" والمنظمات الإرهابية. فهي رخيصة الثمن، وقادرة على التكيف بسهولة (وبسرعة)، وتوفر قدرة هجومية صغيرة النطاق، وبميزانية محدودة.قد يكون التأثير التكتيكي للطائرات بدون طيار الصغيرة محدوداً بسبب الحمولة الصغيرة التي يمكن أن تحملها، ولكنها توفّر قدرة توجيه ضربات دقيقة فعالة بشكل متزايد، مع تأثير إستراتيجي ملموس.(ترجمات)