سيسعى مبعوث أميركيّ خاص إلى السودان تمّ تعيينه حديثًا، إلى إقناع القوى الأجنبية بتبنّي نهج موحّد لإنهاء الصراع بين جنرالين أدى صراعهما من أجل السيادة إلى نزوح 8 ملايين مدنيّ من منازلهم وقتل آلاف آخرين.وقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، إنّ المبعوث الخاص السابق لمنطقة البحيرات العظمى توم بيرييلو، سيهدف إلى "دفع المشاركة مع الشركاء في إفريقيا والشرق الأوسط لوقف هذا الصراع الذي لا معنى له"، في إشارة إلى العملية الممزّقة التي يتنافس فيها المنافسون. وفشلت جهود الوساطة في سدّ الفجوة بين الجانبَين المتحاربين، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية.يأتي التعيين الأميركيّ الاثنين، بعد أشهر من اتهامات المواطنين السودانيّين بأنّ العالم الخارجيّ تجاهل الحرب الأهلية التي اندلعت قبل 10 أشهر بين قائد الجيش السودانيّ عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. وقال المستشار الخاص السابق للإدارة المدنية السابقة أمجد فريد للصحيفة: "لا يمكنك ترك سكان يبلغ عددهم 45 مليون نسمة يُعانون". فيما أكد الخبير بالشؤون السودانية في مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث في المملكة المتحدة، أحمد سليمان، أنّ "القوى الوسطى" ملأت الفراغ الذي خلّفته الدول الغربية. وقال إنّ هناك بعض الدول تدعم البرهان من جهة، فيما تدعم دول أخرى دقلو، الذي تمكنت قواته من شنّ هجوم مضاد بعد أن ظلّت في موقف دفاعيّ لأشهر عدة. وقال الأستاذ ومحامي حقوق الإنسان مضوي إبراهيم آدم، الذي كان في أم درمان عندما وصلت القوات المسلحة السودانية، إنهم سيطروا على المدينة بأكملها تقريبًا.غياب أفق الحل في السودانوأوضح الخبير بشؤون السودان في مركز الدراسات الدولية الاستراتيجية كاميرون هدسون، أنّ واشنطن كافحت للتعامل مع حرب اعتُبر فيها انتصار أيٍّ من الجانبين غير مستساغ. وقال: "السبب وراء دفن رؤوسنا في الرمال هو عدم وجود طريق واضح للمضيّ قدُمًا".فيما قال سليمان إنه لا قوات الدعم السريع، التي اتُهم جنودها بارتكاب جرائم اغتصاب جماعيّ وتطهير عرقي، ولا القوات المسلحة السودانية، التي قصفت المدنيّين بشكل عشوائيّ من الجو، يمكن اعتبارهما قادة شرعيّين. وأضاف: "وقف إطلاق النار يمكن أن يصبح تقسيمًا فعليًا، وبعد ذلك سيتعيّن عليهم محاولة إعادة توحيد السودان مرة أخرى".بدوره، قال مدير مشروع القرن الإفريقيّ في مجموعة الأزمات آلان بوسويل، إنه لم تكن هناك نتائج جيدة للحرب التي أشعلت العنف العرقيّ من جديد، بما في ذلك في دارفور. وأضاف: "وقف إطلاق النار يمكن أن يصبح تقسيمًا فعليًا، وبعد ذلك سيتعين عليهم محاولة إعادة توحيد السودان مرة أخرى". (ترجمات)