كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ الجيش الإسرائيلي، توّغل خارج المنطقة العازلة جنوب شرقي سوريا، حيث أقام الجنود تحصينات عسكرية جديدة بالقرب من قرية الحميدية الحدودية.واستولى الجيش الإسرائيلي على المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا بعد ساعات من سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، وذلك بعد أن أعلنت الحكومة الإسرائيلية انهيار اتفاق فض الاشتباك بين البلدين.وقوبلت التحركات الإسرائيلية بانتقادات دولية واسعة. وتقول تل أبيب إنها تريد أن تعزل نفسها عن الهجمات عبر الحدود السورية.الجيش الإسرائيلي في سورياوقال سكان محليون إنّ الجنود الإسرائيليين أقاموا نقاط تفتيش في المنطقة فضلًا عن تسيير دوريات مستمرة للتحقق من هويات السكان.وأشارت الصحيفة إلى أنّ القوات الإسرائيلية تُقيم حواجز ترابية عالية على بعد نحو ميل واحد خارج السياج الحدودي الإسرائيلي.وقال علي، البالغ من العمر 49 عامًا، "أشعر وكأنني أسرق من أرضي". بعد دقائق قليلة، توقفت مجموعة من الجنود الإسرائيليين على الطريق في سيارة جيب. استدار علي ونادى على زوجته قائلًا: "أحضري الماعز بسرعة".نزل بعض الجنود الإسرائيليين الشباب من سيارتهم. كانوا يؤدون خدمتهم العسكرية الإلزامية، وقد سبق لهم العمل في غزة وجنوب لبنان. قال أحدهم إنهم يمنعون القرويين من عبور المنطقة، حتى لرعي ماشيتهم، لأسباب أمنية.وبعد سقوط الأسد، شنّت القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية مئات الغارات التي قضت على ما تبقى من جيش الأسد، بينما سيطرت القوات البرية على مناطق خاضعة للسيطرة السورية في مرتفعات الجولان ضمن منطقة منزوعة السلاح خاضعة لمراقبة الأمم المتحدة، والتي كانت قائمة منذ نصف قرن.وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سوريا بنزع سلاح الجنوب، وحذر قوات النظام الجديد من مغبة ذلك. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إنّ قواته ستبقى في سوريا إلى أجل غير مسمى.احتجاجات ضد إسرائيلويُرسّخ الوجود الإسرائيلي سلسلة من المواقع العسكرية بالقرب من القرى، وعلى قمم التلال، وفي المناطق الحرجية داخل منطقة الأمم المتحدة، ما يمنح إسرائيل الإشراف على منطقة مساحتها 150 ميلًا مربعًا، وحدود بطول 50 ميلًا، مُتاخمة للتجمعات السكانية الإسرائيلية في مرتفعات الجولان وشمال إسرائيل. منذ 10 فبراير، شنت إسرائيل 89 عملية توغل بري و29 ضربة جوية ومدفعية في جنوب غرب سوريا، بالإضافة إلى 35 غارة جوية أخرى في أماكن أخرى من البلاد، وفقًا لبيانات جمعها تشارلز ليستر، محلل الشؤون السورية ومدير نشرة "سوريا ويكلي".يوم الجمعة، انضم آلاف السوريين في مدن عدة إلى تظاهرات احتجاجًا على النشاط العسكري الإسرائيلي في درعا، وهي محافظة جنوب غرب البلاد حيث دهمت القوات الإسرائيلية منازل واشتبكت مع جماعات مسلحة.أمر جنود يتحدثون العربية السكان بمغادرة منازلهم لبضعة أيام وتسليم أسلحتهم أثناء تفتيشهم المنازل والمباني. عندما عاد القرويون، قال بعضهم إنهم وجدوا منازلهم مدمرة أو منهوبة. كانت بعض المباني تحمل كتابات عبرية على جدرانها.الطريق الرئيسي المؤدي إلى الحميدية مغلق، ما أجبر القرويين على اتخاذ طريق بديل طويل للوصول إلى منازلهم. يوقف جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون على جسر ضيق يؤدي إلى القرية السكان ويلتقطون صورًا لبطاقات هوياتهم.وقال السكان إنه لا يُسمح لأحد بمغادرة القرية أو دخولها ليلًا، مع أنه يُسمح لهم بالتنقل داخلها. وخلال شهر رمضان، لم تتمكن العائلات من زيارة أقاربها في القرى الأخرى لتناول وجبة الإفطار التقليدية. تحوّل إستراتيجيوفي مناسبتين أخيرتين، اضطر شيوخ القرية إلى طلب الإذن من مسؤولي الارتباط العسكري الإسرائيلي للسماح للسكان الذين يحتاجون إلى رعاية طبية طارئة بالذهاب إلى أقرب مستشفى ليلًا، وفقًا لما قاله تركي المصطفى، أحد شيوخ القرية. من جانبه، صرّح مسؤول عسكري إسرائيلي بأنّ الجنود ينفذون عمليات ليلية ونهارية لضمان الأمن. وأضاف المسؤول أنّ أنشطة مثل الدفن داخل المنطقة العازلة أو في أيّ مكان آخر تعمل فيه القوات الإسرائيلية، تتطلب تنسيقًا. لا يوجد حظر تجوال في الحميدية، لكنّ الحركة مُسيطَر عليها. وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي إنّ إسرائيل اعتقلت فقط الأشخاص المشتبه في قيامهم بنشاط إرهابي.يعكس دخول إسرائيل إلى سوريا تحولًا استراتيجيًا بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، التي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين وأشعلت شرارة حرب استمرت عامًا ونصف العام. لم تعد إسرائيل مستعدة للدفاع عن حدودها، فقامت بإنشاء مناطق عازلة - حول غزة، وفي لبنان، والآن في سوريا - كعازل ضد أيّ هجمات أخرى.(ترجمات)