أعادت الحرب في غزّة الحديث عن المقاومة وأشكالها التي كتبت بشأنها الكثير من الكتب وأجرى الباحثون دراساتهم من أجل ضبط مفاهيمها والتعريف بها وبخصوصياتها.وفعل المقاومة ليس واحدًا في النهاية كما يجمع على ذلك الباحثون والمفكرون الذين يعددون أشكاله ويميزون بين مساراته وأهدافه والمنتظر من كل منها. وعلى عكس ما قد يعتقد البعض فالمقاومة لا تقتصر على المقاومة بالسلاح، فهناك أشكال أخرى من المقاومة قادرة على تحقيق الهدف ومن بينها المقاومة السياسية. ما هي المقاومة السياسية؟المقاومة السياسية هي مقاومة سلمية لا تستخدم فيها الأسلحة وتتلخص في الأنشطة الاحتجاجية التي تمارسها كل مجموعة تعتبر أن هناك انتهاكًا لحقوقها.وتتخذ المقاومة عادة طرقا مختلفة بداية من العصيان المدني وصولا إلى استعمال العنف والعنف المسلح. والمقاومة السياسية هي مفهوم متداول في الأنظمة الديمقراطية، وتعني حل الأزمات بطريقة سلمية من دون السقوط في صراعات ونزاعات مسلحة.وتكون المقاومة السياسية عبر التظاهرات والاحتجاجات في الشوارع والساحات العامة، وتقودها الأحزاب السياسية والشخصيات العامة التي تتمتع بشعبية وتحظى بقبول لدى الشعب وشخصيات المجتمع المدني والكتاب والمفكرين والمثقفين والصحافة بشكل عام أو ما يسمى بالنخبة.كما يعتبر التوجه أو اللجوء إلى المنظمات والهيئات الدولية وسيلة من وسائل المقاومة السياسية في حال كان الخصم خارجيا.وتميل المناقشات المعاصرة حول المقاومة السياسية إلى التركيز على قضية مقاومة خرق القانون أو (العصيان) وعلى ما إذا كان العصيان مدنيًا ومباحًا، ووفقًا لأحد التفسيرات الأكثر قبولًا على نطاق واسع، فإن فعل مقاومة خرق القانون يكون مدنيًا عندما يكون غير عنيف وعلنيًا، وتحفزه معتقدات ضميرية، ويتم القيام به بهدف إحداث تغيير في القوانين أو السياسات وهو جائز عندما يكون رداً على ظلم خطير، ويتم تنفيذه كخطوة أخيرة بعد أن أثبتت الوسائل القانونية عدم فعاليتها. وتاريخيًا عرفت دول عربية عديدة تجربة المقاومة السياسية وكان ذلك خصوصًا أيام الاستعمار الأوروبي لعدد منها، ومن بين هذه التجارب التي انتهت بإعلانات استقلال نجد المقاومة الجزائرية والمقاومة التونسية ضد الاستعمار الفرنسي والمقاومة المصرية ضد الاستعمار الانجليزي ثم المقاومة في لبنان وفلسطين.(المشهد)