في حادث هز الولايات المتحدة، كشفت السلطات الأميركية تفاصيل مثيرة عن شمس الدين جبار، منفذ هجوم نيو أورليانز الذي أسفر عن مقتل 14 شخصا وإصابة العشرات في ليلة رأس السنة. وأظهرت صور حصرية حصلت عليها صحيفة نيويورك بوست أن جبار (42 عامًا)، وهو من قدامى المحاربين في الجيش الأميركي، كان يدير "مصنعًا بدائيًا" لصنع القنابل في منزله بمدينة هيوستن، تكساس. وتم العثور على منضدة عمل مزودة بمعدات تصنيع القنابل، وبقايا كيميائية، وزجاجات تحتوي على مواد خطرة. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن المنزل كان مليئًا بالعناصر المستخدمة في صناعة المتفجرات.الهجوم المروع قبل الهجوم بساعات، نشر جبار مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أعلن فيها ولاءه لتنظيم "داعش"، ثم قاد شاحنة مستأجرة من نوع "فورد F-150 لايتنينغ" ودهس مارة في شارع بوربون أثناء احتفالات رأس السنة. وبعد الهجوم، اشتبك مع الشرطة في تبادل لإطلاق النار، قُتل فيه جبار على الفور. كان جبار يعيش في مقطورة متواضعة شمال هيوستن، ووصف جيرانه منزله بالفوضوي، حيث تم العثور على ألعاب أطفال وأسِرّة بطابقين بجوار أدوات تصنيع القنابل. قال جبار لجيرانه إنه سينتقل إلى نيو أورلينز من أجل وظيفة جديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات.جبار، الذي خدم في الجيش الأميركي لمدة 10 سنوات، واجه صعوبات شخصية بعد طلاقين وانهيار مالي تركه في حالة نفسية متدهورة. ورغم أنه كان يكسب 10 آلاف دولار شهريا من عمله في شركة "ديلويت"، تراكمت عليه ديون بطاقات الائتمان، وكان يواجه خطر فقدان منزله بسبب تأخره عن سداد الرهن العقاري. أسئلة حول تطرفه قال أخوه غير الشقيق عبد الرحيم جبار إن شمس الدين، الذي نشأ في تكساس، أعاد اعتناق الإسلام مؤخرا بعد سنوات من التخلي عنه. وأضاف أن شقيقه كان ذكيًا ومحبًا، ولكنه واجه صعوبات كبيرة في حياته الشخصية والمهنية، وأعرب عن صدمته قائلاً: "هذه الدرجة من الشر ليست منه. نحن نحاول فهم ما حدث".في الفيديوهات التي نشرها قبل الهجوم، هدد جبار بقتل عائلته، واحتفظ براية تنظيم "داعش" في شاحنته، وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن جبار كان يحمل جهاز تفجير عن بُعد في سيارته، كما زرع متفجرات في مواقع أخرى بالحي الفرنسي في نيو أورلينز. تشابهات غامضة رغم وجود بعض أوجه التشابه بين هجوم نيو أورليانز وانفجار سيارة كهربائية في لاس فيغاس مؤخرا، أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الحادثين غير مرتبطين. ومع ذلك، لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة المزيد عن دوافع جبار واحتمال وجود روابط أوسع. الهجوم يعيد إلى الواجهة النقاش حول التحديات التي يواجهها المحاربون القدامى في التأقلم مع الحياة المدنية، والتحديات الأمنية المرتبطة بالتطرف المحلي. وبينما تحاول السلطات فك شيفرة حياة جبار المليئة بالأسرار، يبقى الحادث تذكيرا مؤلمًا بالتحديات التي تواجه الأمن الداخلي في الولايات المتحدة. (ترجمات)