على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، ظهر على اللافتات والقمصان والبالونات ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي خلال احتجاجات حول العالم ضد الحرب بين إسرائيل و"حماس"، شكل واحد أو صورة واحدة: البطيخ.صحيح أن الأحمر والأخضر والأسود هي ألوان العلم الفلسطيني لكنها أيضا ألوان شرائح البطيخ ذات اللب الأحمر والقشرة الخضراء والبذور السوداء.ووسط حظر رفع العلم الفلسطيني في كثير من الدول، أصبح البطيخ هو البديل، ومن نيويورك وتل أبيب إلى دول عربية عدة وغيرها غربية، أصبحت الفاكهة رمزا للتضامن مع الفلسطينيين من قبل نشطاء لا يتحدثون اللغة نفسها أو ينتمون إلى الثقافة نفسها ولكن لديهم قضية مشتركة.ولم يظهر البطيخ فجأة هذا العام في الوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، فهو ذكر في "قصيدة البطيخة" للشاعرة الأميركية أراسيليس جيرماي، التي تشير إلى رمزية هذه الفاكهة بالنسبة للقضية الفلسطينية.ما علاقة البطيخ بفلسطين؟تذكر المعلومات التاريخية المتوفرة أنه بعد الحرب بين العرب والإسرائيليين عام 1967، سيطرت إسرائيل على غزة والضفة الغربية، وحظرت حمل الرموز الوطنية مثل العلم الفلسطيني وألوانه في جميع أنحاء الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.عندها قرّر بدأ الفلسطينيون رفع شرائح البطيخ بدلاً من العلم، كشكل من أشكال الاحتجاج.ومنذ ذلك الحين، واصل الفنانون إنتاج أعمال فنية تسنخدم البطيخ تعبيراًَ عن تضامنهم مع الفلسطينيين.ومن أشهر الأعمال الفنية لوحة للفنان خالد حوراني، ففي عام 2007 رسم حوراني لوحة لكتاب حمل عنوان "الأطلس الذاتي لفلسطين"، وكانت اللوحة عبارة عن شريحة بطيخة حمراء.وفي يناير عندما أصدر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، تعليماته للشرطة بإزالة الأعلام الفلسطينية من الأماكن العامة، وقال إن التلويح بها يعد "دعماً للإرهاب"، ظهرت صور البطيخ خلال مسيرات المعارضة الإسرائيلية.ويلجأ بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى نشر رسومات البطيخ بدلاً من الأعلام الفلسطينية خوفاً من حجب حساباتهم أو مقاطع الفيديو الخاصة بهم من قبل شبكات التواصل الاجتماعي.وكان البطيخ يعتبر رمزا سياسيا لعقود من الزمن في فلسطين، خصوصا في الانتفاضتين الأولى والثانية، واليوم كثيرون لا يعتبرون البطيخ فاكهة شعبية فحسب، بل رمزاً قوياً لدى أجيال من الفلسطينيين ولدى أولئك الذين يدعمون نضالهم.(ترجمات)