أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلًا عن مسؤولين، أنّ إسرائيل قد تركز ردها الأوليّ على الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران مؤخرًا على القواعد العسكرية، مع احتمال استهداف بعض مواقع الاستخبارات أو القيادة الإيرانية، مشيرين إلى أنّ ضرب المنشآت النووية الإيرانية، التي تمثل جوهر المخاوف الدولية، لن تكون ضمن الأهداف في المرحلة الأولى، حيث قد تُترك لضربة لاحقة في حال صعّدت إيران من هجماتها.وتزايدت داخل إسرائيل، وبعض الأوساط الأميركية، الأصوات المطالبة باغتنام الفرصة لتأخير البرنامج النوويّ الإيرانيّ الذي تشير التقديرات إلى أنه بات على وشك إنتاج سلاح نووي، وبينما تشير التقارير إلى إمكانية تخصيب إيران لليورانيوم بسرعة في غضون أسابيع، إلا أنّ تحويل هذا الوقود إلى سلاح جاهز قد يستغرق أشهرًا عدة أو حتى أكثر من عام.وفي الوقت ذاته، حذر مسؤولون أميركيون، بدءًا من الرئيس الأميركيّ جو بايدن، من أنّ شن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية قد يؤدي إلى تصعيد غير محسوب، مشيرين إلى أنّ مثل هذه الخطوة قد تدفع إيران إلى طرد المفتشين الدوليّين والمضيّ قدُمًا نحو سباق نوويّ محموم.لطالما كانت منشأة نطنز، المدفونة في عمق الصحراء، محور الاهتمام الإسرائيليّ والأميركي، حيث تعمل آلاف أجهزة الطرد المركزيّ على تخصيب اليورانيوم، ورغم أنّ طهران تنفي سعيها لامتلاك قنبلة نووية، فإنّ مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران وصل إلى 60%، وهو مستوى قريب جدًا من النسبة المطلوبة للأسلحة النووية. ويقدر الخبراء أنّ الانتقال إلى مستوى 90% قد يستغرق بضعة أيام فقط، ما يثير المخاوف بشكل كبير.الخطوات المقبلة لإيران سواء قامت إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية أم لا، فإنّ هناك أسبابًا جديدة للقلق بشأن مستقبل إيران النووي، وفقًا للتقرير.السبب الأول هو ما أثاره وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن مرارًا وتكرارًا في الأسابيع الأخيرة، استنادًا إلى معلومات استخباراتية ترفض الولايات المتحدة الحديث عنها، أنّ روسيا تتقاسم التكنولوجيا مع إيران في ما يتصل بالقضايا النووية. ويصف المسؤولون هذه المساعدة بأنها "مساعدة فنية" ويقولون إنه لا يوجد دليل على أنّ روسيا تزود إيران بالمعدات التي تحتاجها لصنع رأس حربي. ولكن حتى اندلاع الحرب في أوكرانيا، تعاونت روسيا مع الولايات المتحدة وأوروبا في كبح جماح البرنامج النوويّ الإيراني، حتى أنها انضمت إلى المفاوضات التي جرت في عام 2015 إلى جانب الدول الغربية. والآن، إذا كانت التقارير الأميركية صحيحة، فإنّ احتياج روسيا إلى الطائرات بدون طيار الإيرانية وغيرها من الأسلحة، يعني أنها قد تسرّع من تقدّم إيران نحو بناء جهاز نووي.السبب الثاني الضرر الذي لحق بـ"حزب الله" في الأسابيع القليلة الماضية، بما في ذلك قطع رأس قياداته، قد يجعل إيران تشعر بالضعف، ولم يعد بوسعها أن تعتمد على قدرة الجماعة على ضرب إسرائيل، وربما يصبح التحرك للحصول على سلاح نوويّ الوسيلة الحقيقية الوحيدة لردع إسرائيل. السبب الثالث البرنامج الإيرانيّ سوف يصبح أكثر صعوبة، فقبل سنوات عدة، وتحت أعين الأقمار الاصطناعية الأميركية والإسرائيلية، بدأت إيران في حفر شبكة أنفاق واسعة إلى الجنوب مباشرة من نطنز، من أجل ما تعتقد الولايات المتحدة أنه مركز جديد للتخصيب، وهو الأكبر في إيران، ولكنّ هذا المركز لم يبدأ العمل بعد. ومع بناء شبكة أنفاق جديدة للتخصيب في جنوب نطنز، يبقى التساؤل معلقًا: هل ستغامر إسرائيل بضربة وقائية، أم ستواصل الرهان على الدبلوماسية والعقوبات؟ في خضمّ هذا الموقف المتأزم، يقف الشرق الأوسط على حافة مرحلة جديدة مليئة بالغموض، حيث تتزايد احتمالات تصاعد الأزمة نحو مستويات غير مسبوقة. (ترجمات)