أعادت حادثة الاغتيال الذي نفّذته إسرائيل ضدّ رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إلى الأذهان حوادث مماثلة قامت بها إسرائيل بحقّ سياسيين وأكاديميين وعلماء في إيران.وبعيدًا عن السياسة والظروف الإقليمية وحربها مع الحركات المسلّحة في المنطقة، كان لدى إسرائيل هدف آخر وهو حرمان إيران من استكمال برنامجها النووي والحصول على القنبلة النووية، حيث لجأت إلى اغتيال مجموعة من العلماء النوويين الإيرانيين بطرق مختلفة. اغتيالات في إيرانوتاليا أبرز عمليات الاغتيال المتورّطة فيها إسرائيل داخل إيران والمناطق المحسوبة عليها: إسماعيل هنية في 31 يوليو 2024، اغتيل إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة "حماس"، في مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران. وكان هنية شخصية بارزة داخل الحركة منذ عام 1980، حيث شغل سابقًا منصب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية. في عام 2017، انتخب رئيسًا للمكتب السياسي لـ"حماس"، فيما صنفته وزارة الخارجية الأميركية على أنه "إرهابي" في عام 2018. ولا يزال سبب مقتل هنية قيد التحقيق من قبل الحرس الثوري الإيراني، إلا أن وكالات أنباء إيرانية أكدت أنه تم اغتياله بواسطة صاروخ أُطلق من خارح إيران واستهدف غرفة نومه. ونعت "حماس" هنية فيما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عملية الاغتيال، وحثّ على الوحدة بين جميع مكوّنات الشعب الفلسطيني. محمد رضا زاهدي في 2 أبريل 2024، اغتيل العميد محمد رضا زاهدي، القائد الإيراني في الحرس الثوري الإسلامي، على يد إسرائيل في سوريا. و قُتل زاهدي إلى جانب 6 آخرين، بمن فيهم جنرال إيراني آخر، عندما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية القنصلية الإيرانية في دمشق. وأدى هذا الحادث إلى تصعيد التوترات بين إيران وإسرائيل، لتقوم إيران بتنفيذ هجوم صاروخي هو الأول ضد تل أبيب في ليلة 13 أبريل. محسن فخري زاده في نوفمبر 2020، اغتيل محسن فخري زاده، الذي يعدّ أبرز عالم نووي إيراني. وكان فخري زاده شخصية رئيسية في البرنامج النووي الإيراني الذي أثار جدلا من قبل إسرائيل على مدار أعوام عدة، بالإضافة لكونه عضوا في الحرس الثوري الإيراني. وأفادت تقارير إن مقتل فخري زادة تم بواسطة مدفع رشاش "يعمل عن بعد" باستخدام الذكاء الاصطناعي. ونُسبت عملية الاغتيال إلى جهاز "الموساد" الإسرائيلي. مصطفى أحمدي روشان كان روشان أكاديميًا عمل أيضًا في منشأة ناطنز للتخصيب النووي. قُتل في يناير 2012 بعد أن قام أحد الأشخاص على دراجة نارية بوضع قنبلة مغناطيسية على باب سيارة روشان ثم اختفى في حركة المرور قبل تفجيرها. وأسفر الانفجار عن مقتل سائق روشان.داريوش رضائي نجاد قُتل نجاد في 23 يوليو 2011 على يد مسلحين يستقلون دراجة نارية، وتم إطلاق 5 رصاصات على رأسه من أمام منزله في طهران. ماجد شهرياري كان شهرياري عالمًا نوويًا تعاون مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وقُتل شهرياري في انفجار بطهران في نوفمبر 2010، بواسطة قنبلة جرى وضعها على باب سيارته من قبل راكبي الدراجات النارية. مسعود علي محمدي كان علي محمدي أستاذًا للفيزياء في جامعة طهران ، ووفقًا لزوجته متورط سرا في برنامج إيران النووي. بوابة مليئة بالشظايا في مكان اغتيال علي محمدي في إحدى ضواحي طهران. قُتل الفيزيائي عندما انفجرت دراجة نارية متوقفة مزودة بمتفجر تجزئي بالقرب من سيارته أثناء مغادرته للعمل في يناير 2010. أرديشير حسينبر كان حسينبر أستاذًا للفيزياء وخبيرًا في الكهرومغناطيسية. قُتل في مدينة أصفهان بيناير 2007 في ظروف غامضة. وقالت تقارير إنه تعرض للاختناق بالغاز، بينما زعم آخرون أنه قُتل بسبب التسمم بالإشعاع. وعلى الرغم من أن الكثير من الناس يشتبهون في تورط إسرائيل في مقتله، إلا أن آخرين تحدّثوا عن أن الحرس الثوري الإيراني تخلّص منه بعد رفضه مساعدة إيران على تطوير أسلحة نووية. نظام أمني هشّوفي هذا السياق، قال الباحث في الشأن الإيراني وجدان عبد الرحمن إنّ عملية الاغتيال تبيّن مدى هشاشة النظام الأمني الإيراني الذي سمح لإسرائيل بعملية الاستهداف بهذه الدقة. وفي تصريحات لمنصة "المشهد"، أكد عبد الرحمن أن الاختراقات الأمنية الإسرائيلية داخل صفوف النظام الإيراني، تبيّن أن إسرائيل لها نفوذ في جهاز الأمن الإيراني. وأضاف أن عملية الاغتيال أظهرت أن "الدفاعات الجوية الإيرانية هشّة، بحيث تصل إسرائيل إلى عقر دار النظام الإيراني في طهران وتستهدف ضيفها داخل العاصمة الإيرانية"، وهذا يشير إلى أن إسرائيل لديها إمكانية استهداف أيّ شخص داخل النظام الإيراني. وأوضح أن الاغتيال، هو رسالة لجماعة "حزب الله" اللبنانية وتحديدًا لحسن نصر الله، الذي أعلنت إسرائيل أنها على علم بمكان وجوده في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال عبد الرحمن "أعتقد أن هذه كانت رسالة واضحة" لهذه الشخصيات، وزاد "بتصوري أنه بعد هذا الاستهداف، سنكون أمام رد إيرانيّ مختلف عن الردّ الذي تلى استهداف السفارة في دمشق". وأضاف أن طهران و"حزب الله" ستتراجعان عن كثير من سياساتهما تجاه إسرائيل.(المشهد)