لقد كان عام 2023 هو العام الأكثر بؤساً في تاريخ إسرائيل، حيث حصلت 3 أحداث ضخمة وهي إنشاء حكومة وُصفت بـ"المتطرفة"، محاولة الانقلاب الدستوري، ومجزرة 7 أكتوبر.سينظر المؤرخون في المستقبل القريب إلى إسرائيل عام 2023 كدولة مشوشة ومنقسمة على وشك الشروع في أحد مسارين: إما التفكك بشكل لا رجعة فيه؛ أو نقطة انعطاف تصحّح المسار الرئيسي، وفقا لتقرير صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية.عام نتانياهولقد كانت الأشهر الـ12 الماضية في الأساس "عام نتانياهو". العام الذي كشف عن عدم كفاءته وضعفه، وفق صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية.علاوة على ذلك، عندما يحدث صراع، فهو دائمًا يضع بقاءه السياسي والقانوني فوق مصالح الدولة.ورأت الصحيفة أن "الهجوم الوحشي الذي وقع في 7 أكتوبر كان أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل، إنه تاريخ سيظل في حالة من العار".وتحول ذلك اليوم إلى أسوأ أسبوع، وأسوأ شهر، وأسوأ 3 أشهر في تاريخ إسرائيل. وهذا في حد ذاته يجعل عام 2023 بالفعل أسوأ عام في تاريخ البلاد. ولكن هذا اللقب المروع كان مبرراً حتى قبل السابع من أكتوبر بسبب الانقلاب الدستوري، والذي أطلق عليه نتانياهو بشكل غير أمين وكاذب "المراجعة القضائية".وبدأ العام السيئ فعليًا في 29 ديسمبر 2022، وهو اليوم الذي شكل فيه بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الذي يحاكم بتهم متعددة بالفساد والرشوة وانتهاك الثقة، ائتلافًا حاكمًا متطرفًا متشددًا.الانقلاب الدستوري الحدث الأول حصل في الرابع من يناير مع إطلاق نتانياهو الانقلاب الدستوري، مما أدى إلى تقويض روح إسرائيل الديمقراطية الليبرالية (رغم أنها غير كاملة) ومحاولة تحويلها إلى دولة استبدادية وغير ليبرالية وشبه قومية من خلال إضعافها بشدة، وفق الصحيفة.وقد تم التصدي لمحاولة الانقلاب بقوة من قبل مئات الآلاف من المتظاهرين، وكان المجتمع منقسمًا، كما كان يُنظر إلى إسرائيل إلى حد كبير على أنها منقسمة إلى مجتمعين مختلفين وغاضبين وغير قادرين على التوصل إلى أي رواية موحدة.هجوم 7 أكتوبروبعد 9 أشهر، تعرضت إسرائيل لأسوأ وأفظع هجوم مروع في تاريخها وهو حدث متجدد قد لا ينتهي حتى منتصف عام 2024 على أقرب تقدير.وذكرت الصحيفة أنه رغم قساوة العام 2023 لكن هذا ليس تأبينا سياسيا: فالفترة 2024-2025 لديها القدرة على أن تكون أفضل كثيرا.كان العام الماضي ذروة عملية انقسام إسرائيل في عهد نتانياهو، والتي غذتها السياسة السامة. لقد جاء هذا العام بعد 4 سنوات شهدت ما لا يقل عن 5 انتخابات غير حاسمة وصلت إلى طريق مسدود.وكان هذا أيضاً العام الذي لخص فيه كل أوجه القصور في سياسة نتانياهو الخارجية: نهجه المهمل في التعامل مع القضية الفلسطينية، على افتراض أنه يمكن تجاهلها إلى أجل غير مسمى.فكرة أن الصراع يمكن "إدارته" أو "تقليصه".السياسة المتهورة المأسوية الرامية إلى تعزيز "حماس" من أجل إضعاف السلطة الفلسطينية.سوء إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة.السياسة الفاشلة تجاه إيران منذ عام 2015 والتي أدت إلى أن تصبح إيران في عام 2023 دولة على عتبة السلاح النووي.مغازلة روسيا.إسرائيل أفضل من نتانياهووفق "هاآرتس"، اتخذ شعار "العالم ضدنا" معنى جديدًا ورفيعًا تمامًا في عام 2023، خصوصا بعد 7 أكتوبر، حيث أصبحت الولايات المتحدة الصديق الوحيد لإسرائيل حقًا، وتصاعد معاداة السامية الذي يُعزى جزئيًا، في الغالب كذريعة، على تصرفات إسرائيل.على الصعيدين الداخلي والخارجي، تقف إسرائيل في قلب حرب عالمية بين الاستبداد، والقومية الكارهة للأجانب، والفاشية.لكن لماذا تكون الفترة 2024-2025 أفضل؟ لأن إسرائيل أفضل من أن تفشل، وفق الصحيفة، ولأن إسرائيل أفضل من نتانياهو. (ترجمات)