ترى صحيفة "فاينانشل تايمز" البريطانية أنه على الرغم من فشل روسيا بشكل واضح في تحقيق أهدافها الحربية في أوكرانيا، فإن الوضع الأمني الدولي يبدو خطيراً بشكل متزايد. وقالت الصحيفة الأميركية: "مع تعثر الدعم الأميركي لأوكرانيا، بسبب تعنّت الجمهوريين في الكونغرس، هناك مخاوف مشروعة من أن يتحول تيار الحرب قريباً في اتجاه روسيا".وقالت الصحيفة في الأشهر الأخيرة، تصاعد الصراع في الشرق الأوسط. أعنف قتال يدور الآن في غزة. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وحلفائها ردّوا على قوات الحوثيين التي كانت تهاجم السفن في البحر الأحمر. كما كان هناك قتال على الحدود الإسرائيلية اللبنانية واشتباكات في سوريا والعراق، مما يؤكد خطر نشوب حرب إقليمية أوسع في الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، نزح 7.8 ملايين شخص بسبب القتال في السودان، مع تحذير الأمم المتحدة من احتمال حدوث مجاعة.الساسة الغربيون يحذّرون من حرب محتملةكما تتزايد المخاوف الأمنية في شرق آسيا أيضاً، مع تجدد التكهنات حول النوايا الحربية المحتملة لكيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، بحسب تقرير الصحيفة. ولفت تقرير الصحيفة إلى أنه بين الأخبار الجيدة نسبياً أن التوترات بين الصين والولايات المتحدة هدأت قليلاً منذ الاجتماع بين شي جين بينغ وجو بايدن في سان فرانسيسكو في نوفمبر.ومع ذلك، يظل التنافس الاستراتيجي الأساسي بين الولايات المتحدة والصين شديداً، في ظل مخاوف مشروعة من بقاء البلدين على مسار تصادمي. وتستمر الصين أيضاً في مضايقة الدول المجاورة التي لديها نزاعات إقليمية معها، بما في ذلك الفلبين واليابان. وفي سعيهم إلى تعزيز الإنفاق العسكري والاستعداد العسكري، يصدر الساسة الغربيون تحذيرات قاتمة على نحو متزايد.وقال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، مؤخراً إن بريطانيا بحاجة إلى "الاستعداد" للحرب، وإن البلاد تنتقل من "عالم ما بعد الحرب إلى عالم ما قبل الحرب".كما حذّر وزير الدفاع الدنماركي من أن روسيا قد تهاجم إحدى دول الناتو في أقل من 3 سنوات. وطلب مسؤولو الدفاع السويديون مؤخراً من المواطنين الاستعداد ذهنياً للحرب، وهو أمر غير عادي من دولة لم تشارك في صراع كبير منذ أكثر من قرنين من الزمان.زيادة الردعورغم أن الساسة الغربيين على حق في إعداد شعوبهم لأوقات أكثر خطورة في المستقبل، فإنهم لم يظهروا حتى الآن سوى القليل من الإشارات التي تشير إلى قدرتهم على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق استقرار النظام، من خلال زيادة الردع وبالتالي الحد من خطر الصراع.ونقلت روسيا اقتصادها إلى حالة الحرب، ومضت الصين قدماً في تعزيز قدراتها العسكرية على مدى عقود من الزمن، لكن الديمقراطيات في العالم بدأت للتو في التعامل مع نقاط الضعف في قواعدها الصناعية العسكرية. كما أنهم يكافحون للعثور على المجندين العسكريين الجدد الذين يحتاجون إليهم. وتساهم الفوضى السياسية الغربية في تدهور المناخ الأمني العالمي. وفي حين كان البيت الأبيض في عهد بايدن ثابتاً في دعمه لأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي، وقام بعمل جيد في جمع الحلفاء الديمقراطيين في آسيا، فإن دونالد ترامب يصرّ على أن الولايات المتحدة لا ينبغي لها أن تدافع تلقائياً عن حلفائها في حلف شمال الأطلسي. والنتيجة هي أن حلفاء أميركا يشعرون بالارتباك والخوف، في حين أصبح خصومها في موسكو وبكين وطهران في حالة تأهب لاقتناص فرص جديدة.(ترجمات)