طلبت السلطة القضائية الإيرانية من الشرطة التشدد في قمع المخالفات المرتبطة بقانون الحجاب الإلزامي، وفق ما نقلت وكالة أنباء محلية الثلاثاء، في وقت تشهد إيران احتجاجات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني.وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر عام 2022 احتجاجات إثر وفاة أميني (22 عاما) بعد 3 أيام من توقيفها من جانب شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في البلاد. وقُتل المئات بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات وقيام مشاركات بخلع الحجاب الإلزامي. وقال مساعد المدعي العام أبو الصمد خرم آبادي وفق ما نقلت وكالة "مهر":تلقت الشرطة مؤخرا أمرا بمعاقبة صارمة لكل مخالفة لقانون وضع الحجاب في البلاد.كشف الحجاب هو مخالفة صريحة.على قوات حفظ النظام توقيف كل من يرتكبه وتقديمه إلى السلطات القضائية المختصة من أجل أن تطبق بحقه العقوبة المناسبة. ويلزم القانون في إيران النساء سواء من الإيرانيات أو الأجانب بوضع غطاء للرأس في الأماكن العامة. وبعد اندلاع الاحتجاجات، بات يمكن في أنحاء طهران ومدن أخرى رؤية نساء يتجولن بلا غطاء للرأس من دون أن يتعرضن لإجراء أو تنبيه من الشرطة. وفي الأسابيع الماضية، أغلقت السلطة القضائية عددا من المقاهي والمطاعم بعضها لفترة موقتة على خلفية عدم التزام روادها وضع الحجاب. ويأتي الإعلان عن الطلب القضائي من الشرطة التشدد في قمع المخالفات، بعد أيام من كشف وسائل إعلام إيرانية، أن الشرطة استأنفت تحذير مالكي السيارات من عدم التزام سيدات على متنها قواعد اللباس الإلزامية خصوصا وضع الحجاب، بعد تعليق ذلك في خضم الاحتجاجات.رسائل لسائقي السياراتواعتبارا من عام 2020، بدأ مالكو السيارات في إيران يتلقون رسائل نصية قصيرة عبر هواتفهم بحال سجلت الشرطة على متن المركبة مخالفة لقواعد اللباس في البلاد. وكانت هذه الرسالة تشير إلى تسجيل هذه المخالفة، وتحذر من "إجراءات قضائية وقانونية" في حال تكرارها، إلا أن الرسائل المرسلة حديثا لا يرد فيها التلويح بإجراءات قانونية. وأكد خرم آبادي أنه "في سياق وضع توجيهات رئيس السلطة القضائية موضع التنفيذ، على المحاكم إدانة كل المخالفين مع الغرامة المالية بعقوبات إضافية.. مثل الإبعاد ومنع مزاولة بعض الأعمال وإغلاق مكان العمل"، وفق ما نقلت عنه "مهر". وقُتل المئات بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، كما تم توقيف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءا كبيرا منها "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" إيران. وأعلن القضاء إصدار أحكام بالإعدام بحق 17 شخصا على خلفية اعتداءات على عناصر أمن مرتبطة بالاحتجاجات. وتم تنفيذ 4 من هذه الأحكام، وصادقت المحكمة العليا على اثنين آخرَين. ويمكن لمحكومين 5 بالإعدام استئناف العقوبة، بينما أمرت المحكمة العليا بإعادة محاكمة 6 آخرين. (ا ف ب)