أكد السفير السوري لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، أن السفارات والبعثات الدبلوماسية السورية حول العالم تلقت تعليمات واضحة بمواصلة أداء مهامها بشكل طبيعي خلال الفترة الانتقالية التي تمر بها البلاد. جاءت تصريحات الضحاك خلال حديثه مع مجموعة من الصحفيين، بينهم مراسل وكالة "أسوشيتد برس" الاثنين خارج قاعة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث كان الأعضاء يعقدون مشاورات مغلقة طارئة بشأن التطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا، بما في ذلك الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من قبل قوى المعارضة المسلحة.وقال الضحاك في تصريحاته: "نحن مع الشعب السوري. سوريا تعيش اليوم لحظة تاريخية جديدة، ومرحلة من التغيير الذي لطالما تطلع إليه السوريون. هذه هي بداية حقبة جديدة في تاريخ البلاد، والسوريون يسعون إلى بناء دولة تقوم على أسس الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية”.وأضاف: في هذه المرحلة المصيرية، نحن ملتزمون بالعمل مع جميع الأطراف المعنية لإعادة بناء سوريا، لإعادة بناء ما دمرته سنوات النزاع، وللعمل من أجل مستقبل أفضل لكل السوريين، دون استثناء. الأمل كبير في تجاوز هذه الأزمة والوصول إلى سوريا جديدة تسود فيها قيم التعددية والعدالة. عثة سوريا لدى الأمم المتحدة، مثل باقي البعثات الدبلوماسية، تتبع التعليمات الصادرة عن القيادة السورية التي تعمل على رسم سياسة البلاد الخارجية. رغم انتظار تشكيل حكومة جديدة في ضوء التطورات الأخيرة، فإن البعثات تستمر في العمل مع القيادة الحالية لضمان استمرارية مؤسسات الدولة السورية على الساحة الدولية.إسقاط بشار الأسدوشهدت سوريا في الأيام القليلة الماضية تغيرات غير مسبوقة، حيث قامت "هيئة تحرير الشام" وفصائل معارضة متحالفة معها بشن هجوم واسع النطاق في شمال البلاد، انتهى بإعلانها دخول دمشق، مما أدى إلى فرار الرئيس بشار الأسد. وقد وصفت هذه التحركات بأنها أكبر تحول في الصراع السوري المستمر منذ أكثر من 13 عامًا.وفي الساعات الأولى من يوم الأحد، أعلنت فصائل المعارضة السورية هروب الأسد وإطلاق ما وصفته بـ"عهد جديد" لسوريا. وجاء في بيانها: "نعلن أن مدينة دمشق أصبحت حرة بالكامل، وبشار الأسد هرب من البلاد". هذا الإعلان أثار ردود فعل دولية ومحلية واسعة، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، وسط تساؤلات عن مستقبل سوريا السياسي وكيفية إعادة بناء الدولة بعد أكثر من عقد من الصراع. (وكالات)