من المتوقع أن تستمر الحرب بين أوكرانيا وروسيا حتى عام 2024 دون أن يضمن أي من الطرفين النصر، لكن كلاهما يرفض التفاوض على إنهاء الصراع، وفقا لوثيقة تقييم وكالة استخبارات الدفاع التي تم تسريبها عبر الإنترنت، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".يخلص التحليل إلى أنه حتى لو استعادت أوكرانيا مساحات "كبيرة" من الأراضي وألحقت "خسائر لا يمكن تحملها بالقوات الروسية"، وهي نتيجة تجدها المخابرات الأميركية غير مرجحة، فإن مكاسب الأمة لن تؤدي إلى محادثات سلام.تقول الوثيقة، التي لم يتم الكشف عنها سابقا: "من غير المرجح إجراء مفاوضات لإنهاء الصراع خلال عام 2023 في جميع السيناريوهات المدروسة".التقييم، الذي يستند إلى التدقيق الأميركي الدقيق في أعداد القوات والأسلحة والمعدات لكل جانب، يمكن أن يحفز منتقدي الحرب الذين دعوا القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين للضغط من أجل كييف وموسكو للتوصل إلى تسوية بدلا من السماح بذلك. وردا على سؤال حول تقييم وكالة الاستخبارات الأميركية، قال مسؤول أميركي إن القرار بشأن موعد التفاوض يعود إلى الرئيس فولوديمير زيلينسكي والشعب الأوكراني، مشددا على نهج عدم التدخل في الوساطة الذي تبنته الإدارة منذ بدء الحرب الروسية على البلاد. قدم تسريب الوثيقة، الذي لفت انتباه السلطات لأول مرة الأسبوع الماضي، نظرة ثاقبة لأنشطة المخابرات الأميركية في جميع أنحاء العالم وكشف عن مخاوف مؤسسة الأمن القومي العميقة بشأن مسار الحرب. بالإضافة إلى التنبؤ بنزاع مفتوح مكلف، توقعت الوثيقة كيف سيستجيب القادة العسكريون الأوكرانيون والروس لتحديات ساحة المعركة، وتتوقع أن ينتهي العام بتحقيق الجانبين مكاسب إقليمية "هامشية" فقط نتيجة "القوات والإمدادات غير كافية للعمليات الفعالة".وبالنسبة للجانب الأوكراني، ستؤدي حرب الاستنزاف المستمرة إلى الإحباط داخل البلاد و"النقد" حول كيفية إدارة الحرب، "مما يزيد من احتمالية حدوث تغييرات في القيادة"، كما جاء في الوثيقة.ليس من الواضح ما إذا كانت الوثيقة تشير إلى تغيير القيادة في سياق سياسي أو عسكري.وتتوقع الوثيقة أن يؤدي الجمود أيضا إلى قيام أوكرانيا "بالتعبئة الكاملة" لسكانها المؤهلين المتبقين، وإرسال المزيد من الشباب إلى الخطوط الأمامية. وفي الوقت نفسه، من المحتمل أن تكثّف أوكرانيا اعتمادها على الضربات في الأراضي الروسية، كما تقول الوثيقة، وهي ديناميكية أثارت قلق بعض المسؤولين الأميركيين الذين يخشون أن تجبر مثل هذه الهجمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تصعيد الصراع أو إعطاء الصين سببا للبدء في تقديم الدعم لروسيا.وبالنسبة للجانب الروسي، فإن المأزق سيجبر موسكو على استخدام "الاحتياطيات المتدهورة بسبب تضاؤل القوة القتالية"، كما جاء في الوثيقة. ومن المرجح أيضا أن يقوم الكرملين "بتسريع" جهود دمج الأراضي التي قامت روسيا بضمها. (ترجمات)