مع انتهاء عمليات تسليم الأسرى الإسرائيليين الأحياء ضمن اتفاق هدنة غزة في مرحلتها الأولى، يتبقى فقط جثث 4 لأسرى إسرائيليين من المقرر أن تفرج عنهم "حماس" خلال الأسبوع المُقبل، لتفتح الباب أمام طريق صعب للوصول إلى نهاية للحرب التي دمرت القطاع.وكانت "حماس" قد سلّمت 6 أسرى إسرائيليين اليوم السبت ضمن قائمة الـ33 أسيرًا المتفق على إطلاق سراحهم في المقابل أفرجت إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينين المسجونيين في إسرائيل.ومن المقرر أن يتم استئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة في الدوحة بوساطة مصرية قطرية أميركية.ويتطلع العالم إلى مصير المرحلة الثانية من المفاوضات والتي كانت من المقرر أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى، ولكن تأخر استئناف المفاوضات التي يرى مراقبون أنها ستكون الأصعب خصوصا أنها ستتضمن اتفاقًا واضحًا بإنهاء الحرب في القطاع.وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، في حديث لقناة "المشهد" إن تل أبيب دفعت أثمانًا كبيرة من أجل إطلاق سراح أسراها، فيما قال الناطق باسم حركة "حماس" إنها مستعدة للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية لاتفاق غزة.وأمام التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل ساعات، بأن مقترحه حول تهجير سكان غزة ليس ملزما، وذلك بعد أسابيع من تصريحاته التي أبدى فيها اعتزام واشنطن على تنفيذ مقترحه بتهجير سكان غزة، يبدو أن الطريق نحو وقف الحرب وإعادة إعمار القطاع ليس مستحيلا.إسرائيل لديها تخوّفات من "حماس" في التفاصيل، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، هاني مرزوق، في مقابلة مع قناة "المشهد" إنّ إسرائيل لديها تخوفات كبيرة تجاه ما تقوم به "حماس" من استعراض عسكري خلال عمليات تسليم الأسرى.وأضاف أن "حماس" تتصرف وفق تعليمات "الحرس الثوري الإيراني" وهي جزء من التحالف الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن استيلاء "حماس" على السلطة في قطاع غزة هو سبب استمرار التوتر في المنطقة.وأشار المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إلى أن أغلب الأسرى الذين احتجزتهم "حماس" في هجوم 7 أكتوبر هم من المدنيين الإسرائيليين، لافتا إلى أن تل أبيب تدفع ثمنًا باهظًا من أجل استعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة وذلك من خلال إطلاق سراح المسجونيين الفلسطينيين المتهمين بقتل الإسرائيليين.وكرر مرزوق تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن إسرائيل لن تسمح بأن يكون لـ"حماس" أي سيطرة على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.هل تتخلى "حماس" عن سلاحها؟ويبدو أن مصير مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، سيكون رهينة تخلي "حماس" عن قطاع غزة، وهو ما أبدت الحركة مرونة تجاهه ولكنها في الوقت نفسه، أكدت أنها لن تتخلى عن حمل السلاح طالما كان هناك "احتلال إسرائيلي" للأراضي الفلسطينية.من جانبه، قال المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم، إن الحركة قالت بشكل واضح أنها تبدي مرونة لأي ترتيبات أو مقاربات سياسية في مرحلة ما بعد العدوان الإسرائيلي.وأضاف في مقابلة مع قناة "المشهد" أن "حماس" ليس لديها مانع في ألا تكون جزءا من الترتيبات الإدارية في غزة خلال فترة ما بعد الحرب ولكن بشرط تشكيل حكومة توافق وطني تتفق عليها كل الفصائل الفلسطينية ويكون لها عدة أهداف:نزع الذرائع لعدم استئناف الحرب على قطاع غزة.توافق وطني بتشكيل حكومة إنقاذ وطني فلسطينية وعد السماح لأي قوى خارجية بالتأثير على رأيها خصوصا أميركا وإسرائيل.إطلاق عملية إعادة إعمار لقطاع غزة بعد أن جرى تدميره خلال الحرب الإسرائيلية.وتطرّق المتحدث باسم "حماس" إلى الجهود التي تٌبذل من أجل تشكيل إدارة لتولي قطاع غزة بعد الحرب منها تشكيل لجنة إسناد مجتمعي، لافتا إلى أن الحديث عن نزع السلاح من "حماس" أمر لم ولن يتم طرحه خلال مفاوضات المرحلة الثانية من غزة.وأكد أن الحركة مستعدة فنيا وسياسيا لخوض المرحلة الثانية من المفاوضات. وقال إن إسرائيل تتلكأ في دخولها بدفع من التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول مخطط تهجير سكان غزة.وجدد قاسم رفض الحركة لترك السلاح. وقال إن هذا الأمر غير مطروح طالما كان هناك "احتلال إسرائيلي" للأراضي الفلسطينية ولم يتم إعلان قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.(المشهد)