اكتسبت القضية الفلسطينية زخمًا دوليًا منذ بدء الحرب على غزة، وأخذ الحديث عن إقامة دولة فلسطينية حيزًا كبيرًا من مباحثات إنهاء الحرب وما بعدها.وترفض إسرائيل سياسيًا وإعلاميًا وعلى أرض الواقع، إقامة دولة فلسطينية، بينما يرى الفلسطينيون أنّ الولايات المتحدة لا تبذل جهودًا حقيقية في سبيل تحقيق ذلك. في السياق، قال السفير الفلسطينيّ لدى المملكة المتحدة حسام زملط، "يجب أن نكون متشائمين بخصوص إسرائيل التي بُنيت على أساس التطهير العرقيّ للشعب الفلسطيني، عبر عملية إحلال واستبدال للشعب الأصلي". وأضاف زملط في حديثه لقناة "المشهد"، أنّ ما يجري في غزة يكشف حقيقة أنه "سقط القناع عن القناع بكل معنى الكلمة"، وأنّ غزة وفلسطين أسقطتا أقنعة كثيرة في الأشهر السابقة وبات النظام الدوليّ مكشوفًا. وتساءل، "ما سبب وجود النظام الدوليّ والقوانين إن لم يتمكن من وقف عملية الإبادة الجماعية في غزة؟". وأكد أنّ تجربة إسرائيل فشلت منذ قيامها في تطهير كامل للشعب الفلسطيني، وفشلت في تحويل الفلسطينيّين إلى الهنود الحمر. وشدد على أنّ الفلسطينيّين يجب أن ينتصروا في المعركة الحالية، لأنّ إسرائيل إذا ما نجحت في مسعاها، تكون قد وجهت ضربة قاسية لهم في لحظة تاريخية حاسمة.انقلاب في الرأي العام العالميوقال زملط "لم أشهد في حياتي هذا الانقلاب في الرأي العام الدولي. هنا في بريطانيا تحديدًا، ولكن أيضًا في الولايات المتحدة وأوروبا وإفريقيا وآسيا، هناك انقلاب حقيقيّ في هذا الرأي". وتحدث عن أنّ الفلسطينيّين تمكّنوا من تحدّي السردية الإسرائيلية من جانب، وفي تحدّي الإعلام الغربيّ التقليديّ من جهة أخرى. وأشار زملط إلى أنّ بعض وسائل الإعلام الغربيّ وصفت الفلسطينيّين على أنهم المعتدون و"الإرهابيون"، فيما بات الجميع الآن يعرف الحقيقة. وشدد على أنّ الفلسطينيّين يراهنون على الشعوب، مشيرًا إلى دور الشعب البريطانيّ في قيادته حملة مناهضة نظام الفصل العنصريّ في جنوب إفريقيا على سبيل المثال.تظاهرات دعم فلسطينوأشار زملط إلى أنّ صحيفة "نيويورك تايمز" كتبت قبل ساعات أنّ التظاهرات المناصرة لفلسطين أصبحت حدثًا شبه يوميّ في المدن الأميركية، مبيّنًا أنّ حركات التضامن مع الشعب الفلسطينيّ باتت في تزايد. وأوضح أنّ نحو 70% من الشباب الأميركيّ بات يعرف حقيقة ما يجري في فلسطين "بغضّ النظر عن الواقع الأليم في الولايات المتحدة. نتحدث عن إمكانية الاستثمار في المستقبل وإمكانية التغيير الحقيقيّ فيه". وحول إمكانية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى، قال زملط إنّ الرئيس السابق "جرّب معنا (الفلسطينيون) واكتشف أنّ لدينا مناعة وطنية هائلة.. وأنّ لدينا قناعات ومبادئ".وأكد أنّ ترامب أغلق سفارة فلسطين في واشنطن بطلب من نتانياهو في سبتمبر 2018، مضيفا أنه "حتى لو عاد ترامب فإنّ القضية الفلسطينية موجودة، والشعب الفلسطينيّ موجود، والإرادة الوطنية الفلسطينية موجودة".(المشهد)