كثُر البحث أخيراً عن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) بعد الإجراءات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بحقّها وقرار إغلاقها، ما طرح تساؤلات حول دورها الفعلي وتأثير القرارات السياسية على نشاطاتها. في حين تُعتبر الوكالة واحدة من أبرز الهيئات الحكومية المسؤولة عن تقديم المساعدات الخارجية، باتت في مرمى الانتقادات، خصوصاً بعد تجميد المساعدات الخارجية لعدة أشهر وإعفاء مسؤولين بارزين من مناصبهم، وسط اتهامات لها بالفساد وسوء الإدارة من قِبَل شخصيات بارزة مثل الملياردير إيلون ماسك، الذي وصفها بأنها "منظمة إجرامية". فما هي هذه الوكالة؟ وما الدور الذي تلعبه في السياسة الخارجية الأميركية؟ ما هي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية؟ تأسست الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عام 1961 في عهد الرئيس جون كينيدي، كجزء من قانون المساعدات الخارجية، بهدف تنفيذ برامج التنمية والمساعدات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم. تعود جذور هذه الوكالة إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث لعبت "خطة مارشال" دوراً أساسيًّا في إعادة إعمار أوروبا، ما شكّل الأساس لفكرة تقديم الدعم للدول النامية بهدف تعزيز الاستقرار الاقتصادي والسياسي. تُعتبر الصحة من أكبر القطاعات التي تمولها الوكالة، خصوصاً منذ أوائل التسعينات، عندما بدأت الولايات المتحدة بجهود كبيرة لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز). خلال جائحة كورونا، كانت برامج الوكالة موجهة لدعم الأنظمة الصحية حول العالم، ولكن بحلول عام 2022، أصبحت المساعدات الإنسانية القطاع الأكبر، متجاوزة قطاع الصحة بسبب زيادة الدعم الأميركي لأوكرانيا بعد الحرب الروسية الأوكرانية. في عام 2023، تصدرت مساعدات الحكم والحوكمة، خصوصاً مع الجهود الأميركية لتعزيز الديمقراطية في دول مثل أوكرانيا وأفريقيا.ما الذي تفعله الوكالة؟ تعمل الوكالة على تقديم المساعدات التنموية والإنسانية من خلال تمويل المنظمات غير الحكومية، والحكومات الأجنبية، والمنظمات الدولية، فضلاً عن بعض الوكالات الأميركية. وفقًا للإحصائيات الرسمية، أدارت الوكالة في عام 2023 أكثر من 40 مليار دولار من المساعدات، وُزّعت على نحو 130 دولة، وكان من بين أكبر المتلقين لهذه الأموال كل من أوكرانيا، إثيوبيا، الأردن، جمهورية الكونغو الديمقراطية، والصومال. يعمل في الوكالة أكثر من 10 آلاف موظف، يتمركز ثلثاهم في الخارج، وتتنوع مشاريعهم بين إغاثة المناطق التي ضربتها المجاعة في السودان، وتوفير الكتب المدرسية للنازحين الأوكرانيين، وتدريب العاملين في القطاع الصحي في رواندا.(المشهد)