يدرس الاتحاد الأوروبي وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الجماعات الإرهابية بعد تزايد أحكام الإعدام وقمع المحتجين، بحسب ما كشفته صحيفة "لوموند" الفرنسية.وقال مصدر دبلوماسي للصحيفة: "سياسيا، حان الوقت لأن نكون صارمين. يجب أن نكون حازمين دون قطع العلاقات من خلال ضرب منظمة تعتبر قلب النظام".وأكد المصدر أن هذه الخطوة ستزيد التوتر في العلاقات بين طهران والدول الأوروبية.وتضم القائمة الأوروبية للجماعات الإرهابية حتى الآن نحو 20 كيانا أبرزها: القاعدة وتنظيم داعش والجناح العسكري لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.وسيعني إدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب أن الانتماء إليه وحضور اجتماعاته وحمل شعاره علنا ستصبح كلها جرائم جنائية.ويملك الحرس الثوري، الذي أُنشئ بعد الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 لحماية نظام الحكم الشيعي، سطوة كبيرة على نظام إيران السياسي، إذ يسيطر على قطاعات واسعة من الاقتصاد والقوات المسلحة فضلا عن كونه مسؤولا عن البرامج النووية وبرامج الصواريخ الباليستية.وتزايد نفوذ الحرس الثوري السياسي في هيكل القوة المعقد في إيران منذ انتخاب الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي تشمل حكومته عشرات من قادة الحرس الثوري.وكانت قوات الباسيج، التابعة للحرس الثوري، في طليعة عمليات قمع الاضطرابات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني (22 عاما) في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية يوم 16 سبتمبر."مهم ومنطقي"وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن العديد من البلدان، مثل ألمانيا وهولندا وجمهورية التشيك، تضغط من أجل مثل هذه الخطوة.وقد طلب ممثلوهم من دائرة الخدمات القانونية في المجلس الأوروبي إبداء رأيها من أجل إعداد أقوى قرار ممكن، أي قرار لا جدال فيه أمام محكمة العدل الأوروبية.وقالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك الإثنين إن حزمة جديدة من العقوبات لن تكون كافية.وأضافت عبر تويتر "إدراج الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب مهم ومنطقي على الصعيد السياسي"، موضحة أنه يتعين تذليل العقبات القانونية أولا قبل التمكن من فعل ذلك.وقالت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء إنها لم تستبعد فكرة إدراج الاتحاد الأوروبي الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب.وتدهورت العلاقات بين باريس وطهران في الأشهر الماضية في ظل تعثر جهود إحياء المحادثات النووية التي تشارك فيها فرنسا. واعتقلت طهران 7 مواطنين فرنسيين في ظل انتقاد فرنسا لقمع إيران المتظاهرين في الوقت الحالي.وكانت فرنسا تعارض حتى الآن ضغوط إدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب. ولكن باريس تركت الباب مفتوحا أمام هذا المسعى، عقب مزيد من وقائع الإعدام لمحتجين هذا الأسبوع والتنسيق العسكري الأوثق بين طهران وموسكو الذي شهد نقل طائرات مسيرة إلى روسيا في حربها على أوكرانيا.وقالت آن كلير لوجندر المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحفيين في إفادة يومية "نظرا لاستمرار هذا القمع، تعمل فرنسا مع شركائها الأوروبيين على فرض عقوبات جديدة، من دون استثناء أي منها"، وذلك عند سؤالها إذا ما كانت باريس ستدرج الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب.كما يوجد اقتراح مماثل في المملكة المتحدة، وقال وزير الدولة بوزارة الشؤون الخارجية البريطانية ليو دوكيرتي أمام البرلمان الخميس إن بريطانيا تدرس تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، لكنها لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بهذا الشأن.وقال دوكيرتي خلال مناقشة للوضع في إيران دعا خلالها بعض الأعضاء إلى حظر الحرس الثوري:سأكون مخطئا إذا قدمت تكهنات، بشأن نتيجة الدراسة التي تجريها الحكومة في الوقت الراهن لهذه القضية، وهي دراسة تجري بجدية.يمكنني القول إنني أعتقد أن الدعوات في جميع أركان هذا المجلس، والوحدة التي يتم بها توجيه هذه الدعوات من جميع الأطراف ستكون موضع اعتبار لدى الحكومة وهذا أمر نأخذه بدرجة كبيرة من الاهتمام. (ترجمات)