من المعروف أن الطقس الشتوي الحاد يؤثر على قدرة الإنسان الطبيعي صحيا ونفسيا، إلا أن ذلك يختلف في أرض المعركة، إذ إنه بالنسبة للجنود يؤثر الطقس الشتوي الشديد على كل شيء من القدرة على المناورة إلى القدرة على التحمل، لكن البرد والرطوبة يمكن أن يكون لهما تأثير ساحق على معنويات الجنود وقدرتهم على القتال، ناهيك عن خلق مشاكل طبية محتملة.وهذا تحديدا ما يحدث للجنود الأوكرانيين والروس وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" التي أشارت إلى أنهم قد يتأثرون بتغيرات الطقس الشتوي الحاد ما يؤدي إلى تراجع أدائهم في الميدان.لكن بالنسبة للجنود الأوكرانيين فقد يؤثر عليهم ذلك بشكل مختلف بعض الشيء، خاصة بعد أن استقبلوا مئات الآلاف من قطع الملابس الشتوية والإمدادات من قبل الولايات المتحدة والغرب. في المقابل، يبدو أن بعض الجنود الروس يصلون إلى أرض المعركة وهم أقل تجهيزا، بسبب حملة التعبئة المتسرعة التي أعلن عنها الخريف الماضي.تأثيرات كبيرةوتقول الصحيفة إن شتاء أوكرانيا كان معتدلا حتى الآن، لكن درجات الحرارة يمكن أن تنخفض في كثير من الأحيان إلى أقل من 16 درجة مئوية تحت الصفر، وسواء كان الشتاء معتدلا أم لا فإنه يؤثر على القتال بطريقة أو بأخرى، إذ أن الضباب والأمطار والثلوج تجعل تحديد الأهداف أكثر صعوبة.ولفتت الصحيفة إلى أن الشتاء القارس يؤدي إلى تدهور عمر البطاريات بشكل عام، ما يؤثر على الطائرات من دون طيار وأجهزة الراديو وأي أجهزة يتم تشغيلها عن طريق البطاريات في أرض المعركة.الطقس الرطب والبارد يمكن أن يؤثر على الروح المعنوية والنفسية والأداء (رويترز)كما أن الطين الذي يتشكل من تجمع مياه الأمطار مع الأتربة يجعل الحركة أكثر ثقلا وصعوبة خاصة عندما تتجمد الأرض، يكون حفر الخنادق وحقول الألغام أكثر وعورة، ما يجعل الجنود يحرقون مزيدا من السعرات الحرارية ما يتطلب طعاما أكثر.وإلى جانب ما سبق، فإن واحدة من أكبر المشاكل التي تعيق الجنود وقت الحرب، هي أن الطقس الرطب والبارد يمكن أن يؤثر على الروح المعنوية والنفسية والأداء.ميزة تنافسيةيقول القائد العام السابق للجيش الأميركي في أوروبا بن هودجز للصحيفة: "عندما تكون باردا حقا تتوقف عن التفكير في أي شيء باستثناء مدى برودتك"، مضيفا أن الملابس التي يوفرها الغرب والقيادة الأفضل لمساعدة القوات على الحفاظ على الدفء تمنح أوكرانيا ميزة تنافسية أمام القوات الأوكرانية. من جهته، يؤكد الباحث إد أرنولد من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث للدفاع والأمن في لندن أن: ارتداء الزي الرسمي المناسب إلى جانب أكياس النوم الجيدة وقطع الملابس الأخرى مثل الجوارب أمر ضروري لأي قتال شتوي.يمكن لوضع الجنود أن يتدهور في غضون يومين إذا لم يكونوا في الحالة العقلية الصحيحة، ولم يكن لديهم المجموعة المناسبة من الملابس والمعدات.أرسلت الجمعيات الخيرية والجيوش الغربية المتحالفة حاويات مليئة بالملابس الشتوية إلى أوكرانيا (رويترز)من جهته، يقول الضابط السابق في البحرية الأميركية نيكو وودز، والذي يعمل الآن مديرا في صندوق الحرية الأوكراني، وهي مؤسسة خيرية تزود أوكرانيا بمعدات الشتاء، إنه "في الظروف الموحلة والقاسية في خط المواجهة، لا يدوم الزي الرسمي طويلا".مساعدات غربيةوللتغلب على هذه المشكلة، فقد أرسلت الجمعيات الخيرية والجيوش الغربية المتحالفة حاويات مليئة بالملابس الشتوية إلى أوكرانيا، بما في ذلك السترات والسراويل والأحذية والقفازات من بين أشياء أخرى. ويظهر ذلك جليا في قاعدة عسكرية في شرق أوكرانيا، حيث تتكدس صناديق الأحذية والسترات المبطنة السميكة والتمويه الثلجي والصوف والملابس الداخلية الحرارية من جميع أنحاء العالم على جدران العديد من الغرف. في المقابل، تقول الصحيفة إن القوات الروسية وخاصة المجندين الجدد، يبدون أقل تجهيزا للتعامل مع الطقس البارد، إذ تعرض وسائل التواصل الاجتماعي الروسية مقاطع فيديو تظهر المجندين الجدد يشكون من افتقارهم إلى المعدات المناسبة، وهو ما قد يُشكل فارقا كبيرا في الأداء في ساحة المعركة. (ترجمات)