شهدت الأوساط السياسية والاجتماعية في العراق، جدلًا واسعًا بعد اختفاء 50 ألف باكستاني، دخلوا البلاد خلال شهر المحرم بهدف زيارة المناطق الدينية. هذا الاختفاء وما صاحبه من حالة جدل واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي، رافقه تصريح رسميّ من الحكومة العراقية، إذّ أعلن وزير العمل العراقي، أحمد الأسدي عن فتح حكومة بلاده تحقيقًا للوقوف على ملابسات الاختفاء. وألمح الوزير العراقيّ إلى احتمالية انخراط هؤلاء الباكستانيّين في سوق العمل الداخلي، مُشيرًا إلى تزايد العمالة غير الرسمية في بلاده.اختفاء 50 ألف باكستاني في العراقعلى الجانب الآخر، قال وزير الشؤون الدينية في الحكومة الباكستانية، شودر حسين، إنّ 50 ألفًا من مواطني بلاده، هم بالفعل في عداد المفقودين داخل العراق. وأشار إلى أنّ الحكومة الباكستنانية تتخذ إجراءات للتحقق من المسافرين الباكستانيّين إلى العراق بوسائل غير قانونية، بحجة زيارة أماكن مخصصة للعبادة. في السياق نفسه، شنت الحكومة العراقية حملات موسعة استهدفت الباكستانيّين الموجودين على أراضيها بشكل غير رسمي، وأسفرت تلك الحملات عن اعتقال 33 شخصًا داخل مكان للعبادة لا يحملون أوراقًا رسمية، وكذلك القبض على 47 شخصًا في بابل لمخالفتهم شروط الإقامة.إيران تُجند الباكستانيينوبالتزامن مع تلك التحركات، توّقع محللون أنّ تكون إيران قد قامت بتوزيع الباكستانيّين الموجودين في العراق كمرتزقة ومقاتلين في صفوف الميليشيات التابعة لها في اليمن ولبنان وسوريا والعراق. في التفاصيل، قال الباحث في العلاقات الدولية العراقي، الدكتور عمر عبد الستار، إنّ 50 ألف شخص عدد كبير ولا يُستهان به، لافتًا إلى أنّ هذا العدد قادر على تشكيل 5 فرق عسكرية. وقال في مقابلة مع قناة ومنصة "المشهد"، إنّ إيران منذ العام 2011 بدأت في تجنيد باكستانيّين للقتال في المدن السورية والعراقية، موضحًا أنّ دخول إيران في صدام عبر ميليشياتها في لبنان وسوريا مع إسرائيل، ربما جعلها تجند أعدادًا إضافية. وأشار إلى أنّ المسؤولين الباكستانيّين صرّحوا بذلك، ولكن في العراق لم يتحدث المسؤولون عن ذلك. وتطرق إلى الطموح الإيرانيّ في المنطقة، مشيرًا إلى أنّ احتمالية توقيع إيران لاتفاق نوويّ مع الدول الغربية سيجعلها تتجه نحو باكستان.وقال إنّ إيران تريد أن تفكك باكستان من الداخل باعتبارها الدولة السنية التي تمتلك سلاحًا نوويًا، لافتا إلى أنّ إيران تمكنت من تغيير ديموغرافية الدولة العراقية، من خلال زرع مليشيات مسلحة غير عراقية داخل بعض المناطق. وأوضح أنّ الباكستانيّين الذين جندتهم إيران، ليسوا جميعًا أفرادًا عاديّين، ولكن بينهم متخصصون وعسكريون، وبالتالي فإيران مستعدة للاستمرار في هذا النهج والاتجار بالبشر والسلاح والمخدرات العابر للحدود، مُتهمًا الولايات المتحدة الأميركية بالتخاذل تجاه هذه التصرفات. وقال إنّ العراق منذ عام 2003 وهي لا تعرف حدودًا أمنية أو جغرافية، ولا يوجد بها جيش وطنيّ واحد، ولكن ميليشيات يصل عددها إلى 67 ميليشيا، مشيرًا إلى أنّ هناك عملية دولية تجري على حساب العراق وسوريا واليمن. (المشهد)