عقبة لم تكن بالحسبان أطلّت على سير عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بين حركة "حماس" وإسرائيل، تتمحور حول جثة الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس، حيث إن الجثمان الذي تسلمه الجيش الإسرائيلي، لا يعود لبيباس بل لإمرأة فلسطينية من قطاع غزة، وفقًا للفحوصات والمعلومات الإسرائيلية.جثة إسرائيلية مفقودةوعلى الفور، ساد الغضب عموم إسرائيل، وهاجم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو حركة "حماس"، مؤكداً أنّ إسرائيل تسلّمت جثمان سيدة فلسطينية من غزّة، بدلاً من جثة المحتجزة الإسرائيلية بيباس: "لم يعيدوا شيري، ووضعوا في التابوت جثة امرأة من غزة، سنعمل بحزم لإعادة شيري إلى المنزل مع جميع مختطفينا، الأحياء والأموات على حد سواء، وستدفع "حماس" الثمن الكامل على هذا الانتهاك القاسي والشرير للاتفاق". بدورها، ردت ونشرت حركة "حماس" بياناً صحفياً حول جثمان الأسيرة بيباس، "سنفحص الموضوع بجديّة وسنعلن النتائج"، رافضة تصريحات نتانياهو "التهديدات تأتي في إطار محاولاته تجميل صورته أمام المجتمع الإسرائيلي، وفي سياق الخلافات الداخلية"، وشدّدت على "ضرورة المضي قدماً في تنفيذ استحقاقات الاتفاق على المستويات كافة". وتظهر المعطيات، بأنّه كان من المفترض أن يطلق سراح الأم شيري بيباس وطفليها في الصفقة الأولى في أكتوبر 2023، وأعلنت "حماس" حينها بأنهم قتلوا في هجوم للجيش الإسرائيلي، وشككت إسرائيل بادعاءات "حماس" بأنه لا يمكن التحقق منها، في حين صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مرات عدة بأن هناك "قلقاً كبيراً على مصيرهم". اتفاق وقف إطلاق النارفي غضون ذلك، أوردت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تنتظر تعليمات من المستوى السياسي، من أجل مواصلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، "في ضوء انتهاكه من جانب "حماس"، حيث تستعدّ في هذه المرحلة للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يوم غد السبت، في حين ستفرج "حماس" عن 6 أسرى إسرائيليين آخرين لا يزالون على قيد الحياة. اعتبر الخبير السياسي والأمني الإسرائيلي يسرائيل حسون لمنصة "المشهد" بأن:تصرّفات حركة "حماس" مروعة ولن تمر بصمت، فيما يتعلق بقضية جثمان الأسيرة المحتجزة شيري بيباس، لكن ينبغي أن لا تؤثر على الإفراج عن 6 أسرى أحياء يوم السبت، المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ستوعز للمستوى السياسي في إسرائيل، بإعلان إنذار نهائي لحركة "حماس" خلال الساعات المقبلة، بعد تسلم الأسرى الستة، سيتضمن من بين ذلك وقف بعض الالتزامات المتعلقة بالصفقة. وتابع الخبير الإسرائيلي حديثه لـ"المشهد" مؤكداً بأن: إسرائيل لا تنوي نسف الصفقة، أو كسر القواعد، بهدف عدم تعريض حياة الأسرى الإسرائيليين الستة الأحياء للخطر والذين سوف يطلق سراحهم غداً السبت، وبالتالي سيتم أخذ القرار والخطوات التي ينبغي اتخاذها في أعقاب الانتهاك الخطير للاتفاق، وفي حقيقة الأمر، لا نعرف لماذا فعلوا ذلك، هناك صدمة كبيرة هنا، مع احتمال وقوع خطأ غير مقصود من قبل "حماس"، أدى لتسليم جثة ليست للمحتجزة شيري، بفعل الوضع المعقّد في قطاع غزة". تلاعب بمصير الأمواتفي سياق متصل، أفادت تصريحات إسرائيلية رسمية عبر "هيئة البث الإسرائيلية"، بأن إسرائيل بعثت رسائل عاجلة إلى الوسطاء بخصوص قضية جثمان بيباس، وأبلغتهم فيها بأن "عدم إعادة حركة "حماس" لجثمان شيري بيباس، يشكل انتهاكاً خطيراً لاتفاق وقف إطلاق النار"، مطالبة بإعادة الجثمان. وأشار المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور في حديث لمنصة "المشهد" بأن "ما قامت به حركة "حماس" حيال جثمان الأسيرة شيري من قصد أو من دون قصد، تلاعب بالشعور ومصير الأموات والأحياء، وسيؤدي لنتيجة سلبية وغير مرغوبة تجاه كافة الأطراف، وتحديداً "حماس"، وهذا التصرف يفقد الثقة بين الطرفين في خضم الهدنة الحالية، بل يأتي في سياق خرق واضح لتبادل الأسرى والمخطوفين والجثث، فنحن ماز لنا بالمرحلة الأولى، والخطأ في تسليم جثمانها سيعكر صفو إتمام العملية بل إفسادها، وتخريب عملية التبادل برمتها". وأضاف المحلل السياسي غانور قائلاً إن:خرق حركة "حماس" لعملية التبادل، في ظل وجود مصير إسرائيليين ما زالوا على قيد الحياة وينتظرون الإفراج، أمر لن يمر مرور الكرام لدى إسرائيل، الآن المستوى السياسي الإسرائيلي بات في حيرة من أمره، بالنسبة للمراحل الأخيرة من المرحلة الأولى في التبادل، وهذا سيكون قيد الاختبار غداً السبت. كيف سيتم حل الموضوع، هل ستعثر "حماس" على الجثة الصحيحة للأسيرة شيري وتقوم بإعادتها، وهل ستطلق سراح الأسرى الإسرائيليين الأحياء الستة يوم غد، لكي يتسنى لإسرائيل الإفراج عن الدفعة المهمة لـ"حماس". "حماس" ملتزمة باتفاق الهدنة في المقابل، صرح قيادي رفيع في حركة "حماس" قائلا إن "الحركة ليس لها مصلحة أن يكون هناك عدم التزام بما تم الاتفاق عليه، ومنذ إبرام الهدنة وحتى اللحظة أظهرت "حماس" جديتها في الالتزام بكل ما تم التوصل والاتفاق عليه، وبخصوص جثمان الأسيرة بيباس، الخطأ وارد بفعل الأوضاع التي وصل إليها قطاع غزة بسبب الحرب وضراوتها، وسيكون هناك فحص جدي لهذه المعلومات، وإذا تم التحقق من أي خطأ، سيتم معالجته بما تم الإلتزام به، لكن نتانياهو يسعى أمام المجتمع الإسرائيلي تسجيل بعض المواقف". وأكد القيادي في "حماس" خلال حديثه لـ"المشهد":نحن نرفض تهديدات نتانياهو، حيث وعد الإسرائيليين بالنصر المطلق، ووضع أهداف إستراتيجية للحرب، ولم يستطع بكل قوته وترسانته العسكرية من أن يحققها.هذه التصريحات لن تخيفنا، في ظل التزامنا الفعلي والحقيقي حيال الاتفاق ومراحل التبادل، ولن نخشى التهديدات التي لا تؤثر علينا بشيء. الحركة ملتزمة بالاتفاقية ما التزمت بها إسرائيل، أما ما حصل من أن الجثة لا تعود للأسيرة بيباس، هذا سيتم علاجه بعد المراجعة والفحص الدقيق لكل هذه المعلومات.ما يقوم به نتانياهو يريد أن يوصل للشارع الإسرائيلي بأنه من يضغط على "حماس"، ومن خلال الضغط أتى بنتائج إيجابية. وكشف القيادي في "حماس" بأن "الحركة ملتزمة بكل ما تم الاتفاق عليه، وحافظت على الكثير من الأسرى الإسرائيليين، وكانت تتمنى أن يخرجوا سالمين، ولكن إسرائيل قتلتهم بسلاحها عبر استهداف الأماكن التي كانوا يتواجدون بها مع آسريهم، وعاملتهم بكل إنسانية وأخلاق الإسلام، ورأينا كيف أنهم خرجوا بصحة ونفسية جيدة، وفي المقلب الآخر الأسرى الفلسطينيين يخرجون في حالات مرض وهزل وتعب وتعذيب نفسي وجسدي". (المشهد)