تتسارع الأحداث فيما يخص "العصيان العسكري" الذي بدأه قائد مجموعة "فاغنر" الروسية العسكرية الخاصة ضد روسيا، بعد أن سيطرت قواته على مدينة روستوف أون دون السبت.وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت في تصريحات على التلفزيون أن روسيا ستلاحق قائد "فاغنر" وستحاسبه على خيانته لروسيا، بعد أن تفاقمت الأزمة. لماذا تفاقمت الأزمة؟وقالت الباحثة في العلاقات الدولية بمدرسة الاقتصاد العليا في موسكو لانا بادفان في تصريحات خاصة لمنصة "المشهد" إنه يجب العمل على حل الخلاف بين الطرفين. وأكدت أن عدم تعقيب الكرملين على التصريحات السابقة لقائد مجموعة "فاغنر"، دفع بريغوجين إلى التحدث بشكل جريء لأول مرة بمعلومات دقيقة وسرية على العلن. وأضافت بادفان: "أول جريمة يعاقب عليها هي فضح الأسرار العسكرية وثاني جريمة هو التمرد ضد القوات الروسية". ولفتت الباحثة الروسية إلى أن ما حدث كان بسبب عدم تصرف الكرملين الصحيح من البداية إزاء زعيم "فاغنر". وأكدت أن الجيش الروسي أمام تحدي استعادة الأراضي التي تسيطر عليها فاغنر في أوكرانيا خصوصا بعد أن اعتبرهم بوتين "خونة". وأشارت بادفان إلى أن بوتين كان محقا في عدم إعطاء الصلاحيات الكاملة لمجموعة "فاغنر" وعدم منحه السلاح لهم، وزادت: "هنا بدأ الخلاف". وقالت إن التمرد يثبت صحة موقف موسكو في عدم تسليح "فاغنر" بأسلحة أقوى رغم مطالب بريغوجين المتكررة بذلك. وحول العصيام العسكري، أكدت بافدان أن طموحات بريغوجين دمرته، لافتة إلأى أن "روسيا لن تغفر له ما حدث وهو ما بدا واضحا في حديث بوتين". واعتبرت أن زعيم "فاغنر" سيواجه عقوبة "الخائن للوطن"، مؤكدة أن "هناك مذكرة جنائية باعتقال يفغيني بريغوجين".هل يمكن لفاغنر تحدي روسيا؟ قالت مؤخرا تساؤلات عدة حول بريغوجين وهل أنه يملك القوة اللازمة لتحدي موسكو، حيث قالت بافدان إن هناك 3 أوراق يتم الاعتماد عليها. الورقة الأولى وفق بافدان تتلخص في أن مجموعة "فاغنر" لديها مكاتب تمثيلية في سان بطرسبرغ وهي الأماكن التي سيطر عليها الجيش الروسي، في حين تتمثل الورقة الثانية في دعوة الشعب للانقلاب على الدولة وهي دعوة باءت بالفشل. وترتكز الورقة الثالثة على الانشقاق من قادة الجيش الروسي للانضمام إلى "فاغنر". وأكدت بافدان أن وزارة الدفاع الروسية قالت إن هناك عناصر من "فاغنر" طالبت بالعودة إلى الجيش، في حين أن الجيش الروسي لن يتسامح مع التهديدات الراهنة، وفق قولها. وأوضحت أن هناك تحركات واسعة في موسكو لحماية المنشآت الحيوية من أي اضطراب داخلي، لافتة إلى أن أوراق قائد "فاغنر" باءت تقريبا بالفشل حيث لا يسيطر سوى على روستوف أون دون. ما أهمية روستوف؟ اعتبرت بافدان أن مطار مدينة روستوف أون دون التي تسيطر عليها قوات "فاغنر" يتم استخدامه من قبل الجيش الروسي بعملياته في أوكرانيا وله أهمية كبيرة في المعارك. وأشارت إلى أن بريغوجين "يزعم أن المطار يُستخدم في ضرب قوات فاغنر". هل روسيا قادرة على فتح جبهتين؟ وأكدت بافدان أن الجبهة الثانية لن تُفتح لطالما هناك وعي كبير من جانب الشعب الروسي. وأضافت: "هذه أول مرة نشهد تصريحات من بوتين بتلك الحدة تجاه أفراد روس". يذكر أن الرئيس الروسي طالب السبت بتحييد جميع عناصر "فاغنر" المشاركين في "التمرد".وعن الحلول المتوفرة أمام "فاغنر"، قالت بافدان إن أمامها حلان اثنان، إما العودة إلى مواقعها بالحرب في أوكرانيا أو الدخول في مواجهة مباشرة مع الجيش الروسي. إلا أن بافدان اعتبرت أن هناك خوفا روسيا على أرواح المواطنين في روستوف خصوصا وأنها مدينة مكتظة بالسكان وأن إطلاق عملية عسكرية فيها أمر محفوف بالمخاطر. وشددت على أن بوتين أكد بنفسه بأن التمرد سينتهي بـ"قتل جميع الخونة"، وأن "الكرملين سيسعى لإغلاق الملف في أسرع وقت". تمرد روسياشنّ يفغيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر هجوما على الجيش الروسي الجمعة وتعهد بالانتقام من قادته، فيما فتح جهاز المخابرات الروسية المحلية FSB قضية جنائية ضده، متهما إياه بـ "الدعوة إلى تمرد مسلح"، كما حثت مرتزقته على اعتقاله.ماذا فعل بريغوجين؟ بحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" فقد اتهم بريغوزين الجمعة الجيش الروسي بمهاجمة معسكر فاغنر وقتل "كمية ضخمة" من رجاله، وتعهد بالانتقام بالقوة، ملمحا إلى أن قواته "ستدمر" أي مقاومة، بما في ذلك حواجز الطرق والطائرات.وقال: "يوجد 25000 منا وسنكتشف سبب وجود مثل هذه الفوضى في البلاد".تراجع بريغوجين لاحقا عن تهديده، قائلا إن "انتقاده للقيادة العسكرية الروسية كان مسيرة عدالة" وليس انقلابا"، ولكن في تلك المرحلة يبدو أنه تجاوز بالفعل الخط مع الكرملين.وفي وقت متأخر من الجمعة، قال بريغوجين إن "مقاتليه دخلوا منطقة روستوف الروسية"، وزعم أن قواته أسقطت طائرة هليكوبتر أطلقت النار على المدنيين.كيف ردت روسيا؟ نفت وزارة الدفاع الروسية مهاجمة قوات فاغنر، ووصفت هذا الادعاء بأنه "دعاية إعلامية"، كما فتح مكتب الأمن الفيدرالي قضية جنائية ضد بريغوزين لتهديداته، متهما إياه بالدعوة إلى "تمرد مسلح".وبحسب شبكة "سي إن إن" قال بيان FSB:تصريحات بريغوزين وأفعاله هي في الواقع دعوات لبدء نزاع مدني مسلح على أراضي روسيا. هي طعنة في ظهر الجنود الروس الذين يقاتلون القوات الأوكرانية الموالية للفاشية. ندعو مقاتلين فاغنر لاعتقال زعيمهم. وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على علم بالموقف.في غضون ذلك، يبدو أن المسؤولين الروس لا يخاطرون مع تكثيف الإجراءات الأمنية في موسكو، وفقا لوسائل الإعلام الحكومية الروسية تاس.وأظهرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي مركبات عسكرية تسير في الشوارع الرئيسية بالعاصمة الروسية في الساعات الأولى من صباح يوم السبت.ماذا قال بوتين؟ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "ما نواجهه اليوم هو خيانة داخلية".وأضاف بوتين: نحن بحاجة لتوحيد قواتنا لمواجهة التمرد. مجموعة فاغنر هم أبطال حرروا دونباس. ما نشهده الآن هو طعنة في الظهر وعليهم تحمل العقاب. نواجه اليوم خيانة داخلية وتمردا مسلحا. كل من يقف إلى جانب الخونة سيُحاسب. أحذر مقاتلي فاغنر من الخضوع للمغامرة الإجرامية في وقت تواجه فيه روسيا قتالاً صعباً. للمزيد: - كم عدد قوات فاغنر؟(المشهد)