قالت 3 مصادر
مطلعة على عمليات "حزب الله" إن تسلسل القيادة المرن
إلى جانب شبكة الأنفاق الواسعة والترسانة الضخمة من الصواريخ
والأسلحة التي عززتها على مدار العام الماضي يتيح لها الصمود في
وجه الضربات الإسرائيلية القاصمة وغير المسبوقة.
وقد أثّرت الهجمات الإسرائيلية على مدار الأيام الماضية، بما في ذلك استهداف قيادات كبيرة وتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية، على توازن الجماعة المسلحة والحزب السياسي.
تماسك "حزب الله"
وقال مصدر، وهو قيادي في الحزب، إنّ الهجوم على أجهزة الاتصال جعل 1500 من المقاتلين غير قادرين على القتال بسبب إصاباتهم، إذ أُصيب كثير منهم بفقدان النظر أو بُترت أيديهم.
وعلى الرغم من أنّ هذا يمثل ضربة قوية، فإنه لا يمثل سوى جزء ضئيل من قوة "حزب الله"، التي قدّر تقرير للكونغرس الجمعة الماضية عدد مقاتليه بما يتراوح بين 40 و50 ألف مقاتل.
وسبق أن قال نصر الله إن قوام مقاتلي الحزب يبلغ 100 ألف مقاتل.
وقالت المصادر الثلاثة، إنه منذ أكتوبر، عندما بدأت جماعة "حزب الله" إطلاق القذائف على إسرائيل لدعم حركة "حماس" في غزّة، أعادت نشر مقاتليها في مناطق المواجهة في الجنوب بما في ذلك عن طريق استدعاء بعضهم من سوريا.
وقال المحاضر الكبير في كلية الدراسات الأمنية في "كينغز كوليدج لندن" أندرياس كريغ، إنه على الرغم من ارتباك عمليات "حزب الله" بسبب هجمات الأيام الماضية فإنّ الهيكل التنظيمي المتماسك للحزب يساعد في جعلها قادرة على الصمود لأقصى درجة.
وأضاف "هذا هو العدو الأكثر قوة الذي واجهته إسرائيل على الإطلاق في ساحة المعركة، ليس بسبب الأعداد والتقنيات ولكن بسبب القدرة على الصمود".
تحدي الأنفاق
قال حسن نصر الله إنّ ترسانة الأسلحة والأنفاق التي تمتلكها الجماعة توسعت منذ حرب عام 2006، وخصوصًا أنظمة التوجيه الدقيق.
وأكد مسؤولون في "حزب الله" أن الجماعة استخدمت جزءًا صغيرًا من الترسانة في القتال خلال العام الماضي.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إنّ البنية التحتية العسكرية للحزب متغلغلة بشكل وثيق في القرى والتجمعات السكنية في جنوب لبنان، حيث يتم تخزين الذخيرة ومنصات إطلاق الصواريخ في المنازل في مختلف أنحاء المنطقة.
وتقصف إسرائيل بعض هذه القرى منذ شهور بهدف إضعاف قدرات "حزب الله".
لكن التفاصيل المؤكدة بخصوص شبكة الأنفاق تظل نادرة.
وذكر تقرير صدر في 2021 عن مركز ألما الإسرائيلي أنّ إيران وكوريا الشمالية ساعدتا في بناء شبكة الأنفاق في أعقاب حرب عام 2006.
وكافحت إسرائيل بالفعل من أجل القضاء على قادة "حماس" ووحداتها القتالية المعتمدة على نفسها في الأنفاق المارة عبر غزة.
وقالت الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب كرميت فالنسي إن "هذا هو أحد أكبر التحديات التي نواجهها في غزة، ومن المؤكد أنه شيء قد نواجهه في لبنان".
وأضافت كريغ أنه على عكس غزة حيث يتم حفر معظم الأنفاق يدويا في تربة رملية فإن الأنفاق في لبنان تم حفرها عميقًا في صخور الجبال. وأضاف "الوصول إليها أصعب كثيرًا من غزة وحتى تدميرها أصعب".
(رويترز)