يبدو أن تصريحات بعض القادة الإيرانيين وزعماء الميليشيات العراقية والتي أُطلقت منذ سقوط الأسد واستهدفت تجييش أكبر المُتضررين من القيادة السورية الجديدة جاءت بالتوازي مع عمل عسكري ميداني لتعطيل الانتقال السياسي السلمي في سوريا. وأكدت مصادر استخباراتية إقليمية أن التجييش بدأ منذ الساعات الأولى لسقوط حكم عائلة الأسد وذلك عبر الاستثمار في 100 ضابط من عناصر الفرقة الرابعة الذين فروا إلى العراق وينتمي معظمهم إلى منطقة الساحل السوري التي خبروا القتال فيها وهم على دراية بمواقع تخزين السلاح هناك.تفاصيل الخطةأكثر من 100 ضابط من فلول الأسد ومئات العناصر من ميليشيا "فاطميون" و"زينبيون" أرسلتهم إيران إلى لبنان بذريعة المُشاركة في تشييع جنازة الأمين العام السابق لـ"حزب الله" حسن نصر الله في بيروت قبل أسابيع قليلة وانتقلوا بعدها عبر البحر إلى مدينة طرطوس السورية ثم عبر المعابر البرية غير الشرعية. وأكدت المصادر الاستخباراتية أن الميليشيات دخلت إلى سوريا حاملة مبالغ مالية ضخمة ساعدتها على تجنيد البعض معتمدة على شعارات طائفية. وعززت هذه المعلومات الاستخباراتية تصريحات رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوريّ المالكي سبقت عملية الساحل السوري بيوم واحد. قال خلالها إنه لا يستبعد إطلاق عملية عسكرية ضد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وهو ما ينسجم مع ما نقلته مصادر إقليمية أكدت أن إيران أسست منذ أسابيع غرفتي عمليات في العراق والأخرى قرب الحدود السورية لتبقى على مقربة من العمليات في سوريا. إسقاط الشرعمن جانبه، قال خبير العلاقات الدولية الدكتور عمر عبد الستار، إنّ العملية العسكرية التي شهدتها منطقة الساحل السوريّ تمت بقرار ربُاعي ومشاركة ميليشيات دخلت إلى لبنان خلال جنازة حسن نصر الله وتسللت إلى سوريا بعد ذلك بالإضافة إلى ميليشيات أخرى جاءت من العراق. وفي مقابلة له مع برنامج "المشهد الليلة" الذي يقدمه الإعلامي رامي شوشاني على قناة "المشهد" أشار خبير العلاقات الدولية العراقيّ إلى أن الهدف من هذه العملية كان إسقاط نظام أحمد الشرع ومنع الانتقال السلمي للسلطة هناك. وقال عبد الستار "سقوط نظام الأسد تم وفق معادلة دولية وما جرى كان محاولة للانقلاب على هذه المعادلة"، لافتا إلى وجود ميليشيات تابعة لإيران في كل المحافظات السورية بالإضافة إلى الميليشيات التابعة لهم في العراق. وتطرق عبد الستار إلى الحديث عن التنسيق والتعاون بين الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة في كل من لبنان وسوريا والعراق وقال إن الميليشيات التي دخلت إلى سوريا من لبنان دخلت من خلال معابر غير شرعية في شمال لبنان.ردّ إيرانرفضت إيران الاثنين اتهامها بالضلوع في أعمال العنف في المنطقة الساحلية في غرب سوريا، وذلك بعد تقارير صحفية ألمحت إلى دور لطهران في اشتباكات هي الأعنف في البلاد منذ الإطاحة بحليفها الرئيس المخلوع بشار الأسد.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي "هذا الاتهام سخيف ومرفوض بالكامل، ونعتقد أن توجيه أصابع الاتهام الى إيران وأصدقاء إيران هو أمر خاطئ... ومضلل مئة بالمئة".واعتبر بقائي أن "لا مبرر" للهجمات بحق الأقليات في سوريا، بما في ذلك أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السابق بشار الأسد حليف طهران، وذلك عقب أعمال عنف في المناطق الساحلية أسفرت عن مقتل المئات.(المشهد)