تخلي أوروبا عن الوقود الأحفوري وتقليل الاعتماد على الصين أكبر مورد للمعادن الحيوية في العالم، بات متاحا في الآونة الأخيرة مع آمال جديدة في اكتشاف مخزون كبير من العناصر الأرضية النادرة الحيوية للطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت".وأعلنت شركة التعدين "LKAB" المملوكة للدولة السويدية الخميس عن أكبر اكتشاف في أوروبا، موضحة أن بعض العناصر الأرضية النادرة في الرواسب يمكن استخدامها لإنتاج مغناطيس دائم وهو من أهم المكونات في محركات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح. وقالت الشركة إن العناصر الأرضية النادرة يمكن إنتاجها كمنتج ثانوي لتعدين خام الحديد. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة "LKAB" يان موستروم أن المخزون "يمكن أن يصبح لبنة بناء مهمة لإنتاج المواد الخام المهمة للغاية للتمكين نحو التحول الأخضر".التخلي عن الصين ويأتي هذا الكشف في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى تقليل اعتماده على الصين من أجل العناصر الأرضية النادرة اللازمة لإنتاج الإلكترونيات والبطاريات وغيرها من المنتجات. المفوضية الأوروبية وهي الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، تخطط لاقتراح تشريع بشأن المواد الخام الهامة في وقت مبكر من عام 2023، والذي يهدف إلى تعزيز شروط الاتحاد للإمدادات الصناعية الحيوية.وقالت السويد التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إنها تخطط لإعطاء الأولوية لتشريع المعادن الحيوية خلال فترة مدتها 6 أشهر. وذكرت الشركة السويدية أن الاكتشاف الجديد سيستغرق سنوات لتطويره واستغلاله، وبينت أنه بناء على الجداول الزمنية الحالية للحصول على التصاريح قد يستغرق الأمر من 10 إلى 15 عاما أو أكثر قبل بدء تعدين المخزون الجديد.مخزون ضخموتخطط الشركة للتقدم بطلب للحصول على امتياز استغلال المخزون، وهي خطوة مبكرة في السعي للحصول على الموافقة على إقامة منجم في وقت لاحق من عام 2023. وقالت "LKAB" إن الرواسب المكتشفة:تحتوي على ما يقدر بمليون طن من أكاسيد الأرض النادرة.يتم استخراج العناصر الأرضية النادرة من الأكاسيد. هذا المخزون يجب أن يكون كافيا لتلبية الطلب الأوروبي المتوقع لتصنيع المغناطيس الدائم.نقل مجتمعاتوقوبل إعلان الشركة السويدية بقلق من السويديين القاطنين للمنطقة، الذين قالوا إن تطوير الرواسب المعدنية سيقسم المنطقة التقليدية لرعي حيوان الرنة ويلحق الضرر بحقهم في ممارسة ثقافتهم. قال ممثلو مجتمع "سامي" الذين يقومون برعي الرنة في بيان الخميس إنهم سيُجبرون على "التخلي عن الأرض والثقافة وأسماء أماكن وتقاليدهم ومستقبلهم في المنطقة التي عاش فيها أسلافنا منذ العصور القديمة". ويجري في الآونة الأخيرة نقل مجتمع "كيرونا" في المنطقة السكنية الأقرب إلى حقل المخزون حيث يعمل منجم لخام الحديد بالفعل، إلى موقع جديد نظرا لأن نشاط التعدين أثر على استقرار الأرض.وتعمل بلدية كيرونا على نقل السكان والمباني بما في ذلك الكنيسة الخشبية الشهيرة التي يزيد عمرها عن 100 عام. وقالت الشركة السويدية إنها تخطط أيضا لبدء استخراج العناصر الأرضية النادرة والفوسفور (يستخدم في إنتاج الأسمدة) التي هي منتجات ثانوية لعمليات تعدين خام الحديد الحالية ويتم وضعها حاليا في برك المخلفات كنفايات.تحول أخضروفي سعيه لخفض انبعاثات الكربون، قام الاتحاد الأوروبي بتشديد معايير الانبعاثات للسيارات لدرجة أن الشركات المصنعة باتت تسير على طريق التحول بالكامل نحو السيارات الكهربائية. منذ جائحة كوفيد-19، واجهت صناعة السيارات تحديات في إبقاء المصانع تنتج سيارات جديدة بسبب نقص المكونات الرئيسية مثل رقائق الكمبيوتر. وفي مواجهة التقديرات التي تشير إلى أنه بحلول عام 2025 يمكن أن تصبح سيارة من 4 سيارات جديدة تُباع في الاتحاد الأوروبي نموذجا كهربائيا بالكامل، فإن قادة الصناعة يضغطون على بروكسل لبذل المزيد من الجهد لتأمين المواد الخام. وقال رئيس اتحاد صناعة السيارات الألماني (VDA) هيلديغارد مولر في تصريحات صحفية مؤخرا إن "أوروبا بحاجة إلى وكالة للمواد الخام الاستراتيجية". (ترجمات)